الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٨ - السبت ٣ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء

في رحاب مجلس خليفة بن سلمان (٧)

أمننا الخليجي مرهون باتحادنا





بينت الأحداث الكارثية التي مرت بها منطقة الخليج العقود الماضية بدءا باحتلال إيران الجزر الإماراتية واحتلال العراق الكويت ووصولا إلى المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها مملكة البحرين العام الماضي بدعم مباشر ومعلن من إيران وحزب الله العراقي واللبناني، بينت أنه لا أمن ولا استقرار لهذه المنطقة وهي بهذه الصورة المتفككة فلا مناص من الاتحاد الكونفيدرالي بين دول المنظومة الخليجية بما يؤمن استقرارها والحفاظ على ثرواتها.

هذه الرؤية التي تختلج في قلب ووجدان كل خليجي مؤمن بعروبة هذا الإقليم ومستقبله الواحد الموحد، هي مدار فكر خليفة بن سلمان رددها كلما اجتمع مع المواطنين بمختلف فئاتهم مستذكرا الوقفة الخليجية عامة والسعودية خاصة مع مملكة البحرين سواء خلال المؤامرة أو قبلها أو بعدها فتلك الوقفة كانت بالفعل صمام الأمان الذي اسقط ورقة المؤامرة وأحبط أجندتها ومقاصدها اللعينة التي كانت معلنة صراحة في أبواق الدوار وأبواق القنوات الفضائية الإيرانية ويتجاوز عددها ١٨ قناة.

هذا الطموح الخليجي المشروع يعتبره خليفة بن سلمان حتمية تاريخية لابد من حدوثها لأن المبدأ الرئيس الذي اختبرته الشعوب قاطبة عبر التاريخ هو أن القوة في الوحدة والضعف في الانفراط فالتآمر الإيراني على وحدة الخليج وأمنه واستقراره مصدره الرئيس أن هذه الدولة التوسعية ترى هذه الدول منفردة ضعيفة رغم ما تمتلكه من موارد ضخمة تمكنها لو توحدت من أن تردع أي عدوان أو تهديد أو تطاول على استقلالها وعلى استقرارها الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.

وقد عبر سموه الكريم في رحاب هذا المجلس العامر ليس عما يعتمل في قلوب وعقول المواطنين البحرينيين من أحلام ومشاعر وتطلعات فقط، وإنما عما يعتمل في هذه النفوس البحرينية الوفية من مشاعر الامتنان والاحترام والتقدير والشكر للملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها وخاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود فتلك الوقفة السعودية المباركة بفاعليتها وقوتها ووضوح هدفها وكرمها ولا مشروطيتها كانت لحظة مهمة في تاريخنا المعاصر أسهمت بشكل واضح صريح في إحباط المؤامرة، كما أعلنت في رسالة مدوية لا لبس فيها أن المستقبل هو في الاتحاد وانه لا مناص أبدا من أن ننتقل من حالة التعاون التي استمرت أكثر من ٣ عقود إلى حالة الاتحاد التي تجمع فيها مواردنا البشرية وقوانا العسكرية ومواردنا الاقتصادية لنكون كما الشعوب الأوروبية ضمن منظومة الاتحادية تشمل وحدة السياسة الخارجية ووحدة القوة العسكرية والسياسات الأمنية ووحدة المنظومة الاقتصادية والمالية مع احتفاظ كل دولة بخصوصيتها وميزاتها السياسية.

إن هذه الرؤية التي يطمح إليها كل خليجي صادق ومخلص ومؤمن بوحدة هذا الإقليم واستقلاله هي ما يعبر عنه خليفة بن سلمان بوضوح في ملاحظاته وهذا الخليج الذي نجح بفضل أبنائه وجهودهم الخيرة خلال نصف قرن من الزمان على جميع الأصعدة ليس في حاجة إلى الأجانب ليعلموه كيف يعمل وكيف يطور منظومته الأمنية والاقتصادية والتعليمية، وإن كياننا الخليجي يحتاج إلى وحدة طاقاته ووحدة طموحه وإرادته التي يجب أن تقف سدا منيعا في مواجهة الأطماع الحقيقية من التي تزداد يوما بعد يوم وقد بينتها أزمة البحرين والمؤامرة التي حاكها المتآمرون والمتواطئون مع الخارج ، فلا سبيل لإيقاف مسلسل التآمر إلا بوحدتنا الخليجية كما عبر عن إرادتها وطموحها خليفة بن سلمان كما كان دائما مستجيبا ومتجاوبا مع طموحات هذا الشعب الطيب.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة