الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٩ - الأحد ٤ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير




إلى متى ستبقى «الوفاق» ومرجعيتها متربصتين بالبحرين وأهلها؟





} رغم الفشل الذريع الذي أصاب مخططات الانقلابيين وعلى رأسهم جمعية الولي الفقيه الوفاق فإننا كل يوم نسمع ونرصد تصعيدا جديدا أو تحركا أو لقاءات سرية أو... بما لا ينتهي.

وبعيدا عن اللف والدوران وعن أي نوع من التحليل السياسي العميق الذي جفت فيه الصحف ورفعت الأقلام وبعيدا عن الدخول في علم الكهانة أو قراءة المستقبل أو ضرب الودع، ببساطة فإن الوفاق وكل الحراكات الانقلابية الأخرى المنشقة عنها أو المتلازمة معها قد أثبتت بكل وضوح خلال العقود الماضية ووفق تطورات حراكها أنها ليست بمعارضة وطنية ولا يحزنون، لأنها باختصار لا تريد الخير لهذا البلد ولا لأهله كافة ولا تنشد إصلاحه في إطار توافقي، بل هي نقيض كل المعارضات الوطنية في العالم تتربص بالوطن وأمنه واستقراره وتتحين أي فرصة مواتية لتغيير مصيره ومصير شعبه وتتحرك من أجل ذلك في كل الاتجاهات شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، نحو إيران والطوائف أو نحو أمريكا وبريطانيا أو روسيا أو أي جهة كانت لكي تستقوي بالخارج على هذا الشعب، وتستقوي بالسفراء والمنظمات على الدولة حتى لو كانت النتيجة رهن المصير البحريني ليكون ألعوبة في يد من يريد اللعب بحاضره ومستقبله وحتى لو كانت الوسيلة الإفساد في الأرض باسم الإصلاح وهو ما لم تفتأ عن ممارسته منذ تشكلها سواء السري السابق أو العلني اللاحق، لا يهم بعد ذلك المشاجب التي تعلق عليها هذه الجمعيات حقيقة بواطنها كالديمقراطية والحريات والإصلاح، فالبحرين دولة وشعبا تجتاز كل يوم اختباراتها بكل نجاح بشكل طبيعي ومن دون «تسخين الطارات» التي لا تكف الوفاق ومرجعياتها ومساندوها عن الدق عليها بالمقلوب وقرع طبول الحرب فيها باسم الانتقال إلى الديمقراطية كأننا في بلد لا يعرف شيئا عن الديمقراطية أو عن الإصلاح أو عن الحريات رغم النموذج الفريد الذي تقدمه للعالم في كل ذلك وعلى قولة الإعلامي القدير سعيد الحمد «احنا ما نعرف نطق الطارة بالمقلوب».

} طوال الوقت كأن هذه الفئة من جمعيات التخريب والعنف والمليون مسيرة والمليون اعتصام تريد رهن المصير البحريني بتحركاتها وأفكارها الفاسدة وجماعاتها المتآمرة ودسائسهم واجتماعاتهم السرية بسفير هذه الدولة أو تلك أو بهذا الحزب الطائفي في هذا البلد العربي أو ذاك أو عبر الاستقواء الذي لا ينتهي بهذه المنظمة الدولية أو تلك، أو عبر طنين الشعارات أو خطابات الجمعة التحريضية أو إلى ما لا نهاية من التحركات التي لا شغل لها إلا أن تترصد وتتربص وتتأبط شرا بالبحرين وأهلها، وما ان تنجح الدولة وينجح الشعب المخلص لبلده في إفشال أحد المخططات حتى يبدأ هؤلاء مجددا العمل العلني والسري لتحريك مخطط أو سيناريو آخر لكيفية ايقاع الدولة وايقاع الوطن في فخ التحرك الجديد أو الدسائس الجديدة.

} هكذا جماعة أو هكذا فئة أو هكذا جمعيات لا تريد الاعتراف بالفشل ولا الاعتذار إلى الشعب أو حتى إلى أتباعها الذين تجرهم خلفها من ورطة إلى أخرى، ولا تريد أن ترى أي شيء طبيعي أو جميل في هذا البلد فإن المشكلة معها ستبقى مستمرة لأن حقيقة تحركاتهم التي لا تهدأ والتي تستعين بكل دول الأجندات والمخططات هي حقيقة باتت ذات رائحة تزكم الأنوف أينما حلت، فهي ذات طبيعة للأسف نقول (عفنة) بعد أن تخلت عن كل مبادئ الوطنية والإخلاص للبحرين، وما ان تفشل في تمرير أحد مخططاتها حتى تبدأ على الفور التفكير في النظر إلى السيناريو الذي يليه وكل التفكير يتركز في كيفية ضرب أمن واستقرار الوطن، فإن فشل السفير الأمريكي أو البريطاني فهناك اتصالات بالسفير الروسي وإن لن ينفع هذا فهناك غيره وهكذا دواليك، وهكذا جماعة لا يردعها أي شيء عن فعل أي شيء طالما كل الروادع قد تم إسقاطها.

} تحملت الدولة الكثير وتحمل الشعب البحريني وطوائفه ومكوناته كافة ما هو أكثر حتى تعود الوفاق ومرجعيتها الدينية - السياسية إلى رشدها وتدرك كما يدرك الآخرون أنها تمارس الإفساد في الأرض باسم الإصلاح، والخيانة للوطن والولاء لغيره، وأن شعاراتها التي ترفعها لن تجدي في شيء طالما السلوك على الأرض هو سلوك الإفساد والتخريب والتمزيق والإضرار بكل المصالح، ولكن لا شيء من عودة الرشد نراه على أرض الواقع بل الاستمرار في الوهم والإساءة حتى أصبحوا كالطفيليات العالقة بوجه هذا الوطن، وحيث لا أحد يعوق نموه وديمقراطيته وإصلاحه ونهضته وسيرورته الطبيعية إلا هم ولا أحد يسيء إلى سمعته ويشوه صورته ويكذب حوله ويفبرك عنه إلا هم أيضا.

} مع هؤلاء لا تنفع لغة الحكمة كما اتضح، ولا لغة التسامح أو المصالحة التي يسعى إليها البعض، لا تنفع معالجة الأخطاء من جانب الدولة بعد محاسبتها لنفسها بحسب لجنة تقصي الحقائق وتركهم بلا محاسبة، ولا ينفع تطبيق التوصيات ولا المزيد من التعديلات الدستورية ولا الدعوة إلى الحوار، ولا المخاطبة بلغة العقل أو حفز المشاعر الوطنية والولاء للوطن، مع هؤلاء تبقى كل الأبواب مسدودة لأن أهدافهم ببساطة تقع خارج أهداف الوطن والدولة، أو أهداف الشعب بغالبيته أو أهداف الإصلاح أو الغايات النبيلة لأي معارضة وطنية صحيحة، أهدافهم هي النقيض تماما وخلاصتها إشاعة الفتنة وإثارة القلاقل والتحريض والتحشيد واستغلال الشارع بعد جره إلى العنف والإرهاب والتخريب وما ان يجد هؤلاء منفسا لتحريك الأجندة الفاشلة حتى يعلو الصخب والتهديد مجددا. هم فقط متربصون ومترصدون لأي منفذ يتحركون بقوة من خلاله.

} هؤلاء يستعينون بأي شيء أو بأي جهة لكي يستقووا على وطنهم وعلى شعبه المخلص وطاقتهم وتفكيرهم كلاهما موجه لكيفية إيجاد الثغرات والمشاكل ونصب الفخاخ وضرب المصالح الوطنية والالتفاف على المصلحة الشعبية الحقيقية التي عنوانها التوافق الوطني.

هؤلاء كفئة لا هم لها سوى أن تقود الوطن إلى الخراب أو تقود وعي من يتبعهم إلى التخريب والإفساد، لا حل مؤقتا ينفع معهم، هؤلاء بحاجة إلى حل جذري يضعهم مباشرة أمام كل الحماقات التي ارتكبوها وكادوا أن يعرضوا بها هذا الوطن للاختطاف ولم يرتدعوا حتى اللحظة رغم الفشل الذريع.

} هؤلاء بحاجة إلى القانون البحريني الذي من المفترض أن يحاسبهم على تلاعبهم بالمصير الوطني والهوية والوحدة الوطنيتين وأن يتم إخضاع كل القوانين الخارجية لمصلحة هذا القانون الوطني بعيدا عن الابتزازات والضغوط.

} هؤلاء لا تنطبق عليهم صفة المعارضة الوطنية بأي شكل من الأشكال وماداموا جراء أفعالهم قد خرجوا من هذه الخانة فعلى الدولة والناس أن يتعاملوا معهم بصفة (الجماعة التخريبية المتآمرة على الوطن) التي تقودها الأحقاد والضغائن التاريخية أكثر مما يقودها أي شيء آخر.

وحتى لا تبقى البحرين أو يبقى مستقبل شعبها رهينة لهم ورهينة التلاعبات والدسائس والاجتماعات السرية والمخططات فإن الوقت قد آن لإيقاف هؤلاء عند حدهم وإلى الأبد وبعدها ستكون البحرين بخير وعندها بالإمكان الحديث عن التسامح والمصالحة وإعادة الأمور إلى طبيعتها، فالمشكلة في البحرين ليست ولم تكن طائفية قط، وإنما هي مشكلة وطن مع هذه الفئة التخريبية الضالة تحت مسمى المعارضة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة