إيران و«الربيع العربي»
 تاريخ النشر : الأربعاء ٧ مارس ٢٠١٢
بقلم: محمد ثروت
عاد صديقنا الثائر من إيران مبتهجا، لأنه قاطع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أكثر من مرة، أثناء إلقاء كلمته في مؤتمر شباب الصحوة الإسلامية، احتجاجاً على موقف طهران المخزي من المطالب المشروعة للشعب السوري، ووقوفها مع نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه بشكل ممنهج يومياً. وهو موقف لن يغفره لإيران ليس الشعب السوري فحسب، بل الشعوب العربية جمعاء.
كان صديقنا معجبا بنظام الجمهورية الإسلامية، وكان يراها ملهمة للشعوب العربية، حتى اكتشف الحقيقة المرة بنفسه عندما رأى قمع المعارضة هناك وانتهاك حرية الرأي والتعبير وتقديس ولاية الفقيه «المرشد الأعلى للثورة»، وزادت صدمة صديقنا عندما وجد أن إيران تحاول تشويه ثورات الربيع العربي، وتخريب المطالب الإصلاحية بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وتحويلها إلى مطالب طائفية بغيضة، لنشر الفكر الشيعي السياسي وتصدير نظام حكم الملالي «الجمهورية الإسلامية التى تقوم على ولاية الفقيه».
وجد صديقنا أن إيران التي روجت لنفسها في العالم العربي على أنها مصدر قوة وديمقراطية، غير التي رآها وعرفها فهي ليست مع مطالب الشعوب في الحرية والإصلاح، ولكنها مع الطائفة «العلوية النصيرية» الحاكمة في سوريا وحزب الله الجعفريين فى لبنان، والحوثيين الزيديين في اليمن وأقرانهم في البحرين.
تريد إيران تقسيم العالم العربي كما قسمت العراق وجعلته ولاية إيرانية بدليل اتهام نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي «السني» بالإرهاب وتقديمه للمحاكمة، بلا أي دليل سوى أنه اعترض على التدخلات الإيرانية ضد عروبة العراق.
وبالمثل تريد إيران تجريد البحرين من عروبتها وجرها لصراع طائفي بغيض بتحريض المواطن الشيعي ضد شقيقه السني وإثارة روح البغضاء والصدام داخل المجتمع البحريني المتسامح تاريخيا بكل مكوناته من سنة وشيعة ويهود ومسيحيين وجاليات أجنبية خصوصا الآسيوية منها.
في كل وقت وحين تصوب طهران مدافعها نحو عروبة كل بلد عربي وتعتبر نفسها زعيمة الشيعة في العالم، وتسخر كل الفضائيات الإيرانية ضد الدول العربية.
ألقى صديقي بكل الكتب والهدايا التي حملها من إيران في البحر، أملا في أن تغسل خطاياها في حق الدول العربية، وتلتزم بحق الجوار والإسلام وسيادة الدول.
* صحفي مصري
.