الهجمات المسعورة
 تاريخ النشر : الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢
تتعرض الأمة الإسلامية لهجمات مسعورة يشترك فيها جميع أعداء الإسلام بالمؤامرات والدسائس والتهم وتختلق الافتراءات وتكال لها الضربات العنيفة، ولا توجد أمة على وجه الأرض تعرضت لمثل ما تتعرض له الأمة الإسلامية من باطل وتكالب الأمم ضدها، دماؤها تسفك وأرواحها تسلب وأرضها تحتل ومقدساتها تنتهك وثرواتها يتم السطو عليها ونهبها بحجة الحروب على الإرهاب، بل الحجج كثيرة لمن يريد أن يجد مبررات ليغزوها، ولم يعد لها بقية من كرامة وصارت سخرية العالم وأعداؤها لا يقيمون لها شأناً ولا يخشون كل خطاباتها النارية، ولا تسمع غير سموم ناقعة تدل على مدى الحقد والكراهية لها.
إنها هجمة شرسة عالمية وحرب استئصالية ومؤامرات ضخمة وبشتى الوسائل والأساليب تستهدف القضاء على الإسلام،والضغوط على المسلمين في هذا الزمن كثيرة ولا تحتمل، المسلمون كانوا دوماً في وجه مدفع الحرب الشعواء على عقيدتهم ووجودهم، هذه الحرب الحاقدة مستعرة ممزوجة بالخوف الرهيب من الإسلام تقودها جبهة الشر العالمية ومنافقون حاقدون يحاربون الإسلام كراهية وبغضا، وآخرون نقل لهم الإسلام مشوهاً ممسوخاً فظنوه سيفاً وسوطاً وركونا إلى الجهل والتخلف فعادوه.
كل القيم الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة مطبقة على كل الشعوب إلا المسلمين، وكل مسلم في أي مكان من العالم متهم سلفا ومجرم وإرهابي ومتخلف، حتى لو لم يرتكب أي جريمة،ولعل البشرية لم تمر بالمعاناة التي نمر بها في هذا الزمن جراء تمكن الأعداء وخاصة الصهيونية والصفوية اللتين اختزلتا كل السلبية التاريخية والنفس المنحرفة لتفرضا أنفسهما على الشعوب المسلمة وتنفذا مخططاتهما الخبيثة في قلب الأمة الإسلامية، مشاريع تدميرية بأضرار بليغة توجه لهذه الأمة وبطريقة ناعمة وخبيثة. نعم إنها الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين ومن دون هوادة بدأت منذ عهد النبوة مرورا بعهد الصحابة إلى يومنا هذا، وتكررت أكثر من مرة عبر التاريخ فهم يريدون استئصال هذا الدين قبل أن يستفحل أمره بين الناس ويستوطن العقول والقلوب فيصعب اقتلاعه والقضاء عليه، ذلك أنهم علموا علم اليقين أنه دين الحق وسبيل النصر وأنه متى ما ذاق المرء حلاوة الإيمان فلن تتمكن الجهود أو حتى الأسلحة الفتاكة من أن تزعزعه من قلب المؤمن، هو أهم عدة وسلاح تحمله الأمة في معركتها وأهم سبب لتحقيقها النصر بإذن الله وهو دين العزة والنصر والقوة، إنه دين الفطرة النقية التي تتجلى في يسره وسماحته وفي مخاطبته لكل جوانب النفس البشرية بما يلبي حاجات الجسد والروح ويخاطب العقل والعاطفة.
إنه يدعو إلى العدل والرحمة والإنسانية والحرية والكرامة والعزة والأمن والأمان، يدعو إلى كل فضيلة وطيب ويُحارب كل رذيلة وخبيث، ولو كان يطبق بحذافيره في العالم الإسلامي لما تعرضنا لكل هذه المصائب.
ومع هذه الضغوط التي لا تحتمل وتشويه سمعة الإسلام ينبت الإسلام ويترعرع وينمو حتى في ديار أعدائه وبصورة مذهلة، فهذا دين الله الخاتم الذي تكفل بحفظه فمهما استخدمت من أساليب وأسلحة ومؤامرات وخبث للقضاء عليه فلن تفلح أبدا وجميع هذه الحروب باءت بالفشل الذريع واندحر أصحابها مخذولين مدحورين، فقد أصبح هو الدين الأول الذي يزداد معتنقوه بشكل غير معقول عالميا، حتى أصبح أعداؤنا ينتفضون خوفا على دينهم، ويصرحون بأنهم يخشون من أن تتحول أوروبا يوماً ما إلى الإسلام. إنهم يعرفون أنه الحق ويكتمونه، فالإسلام ينمو في كل مكان رغم انف الحاقدين، هو الدين الحق وأن كل من يصل إلى الحق يدخل الإسلام مباشرة. يجب أن ندرك ونتيقن بأنه لا مكان للضعفاء في هذا العالم ومن المؤلم أن المسلمين مازالـوا في سبات عميق وغفلة وبُعد عن الدين، فلنعد إلى هذا الدين الحق ونتربع على عرش القوة قبل أن يأتينا المزيد من الطامات وتحل علينا العقوبات بعد أن اقتربت منا الأخطار واتضحت أمام أعيننا الخيانات وظهر شر الأعداء وكيدهم، وما يبيتونه الآن يتزايد ويتعاظم والأخطار تقترب منا أكثر فأكثر وهم متمكنون وجاهزون للقضاء علينا بعد أن ظهرت شدة ضعف الأمة وهوانها وضياعها بسبب بعدها عن دينها وغفلتها.
إنهم يخافون من الإسلام لأنه يصنع أمة واحدة ويدعو إلى الوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص والتضحية والفداء، يخافون منه لأنه يخرج رجالاً أمنيتهم نيل الشهادة في سبيل الله، فنحن اقوياء بديننا الذي جعل المسلم القوي خيرا من المسلم الضعيف.
إن هذا الدين حي لا يموت لأن الله حي لا يموت، وهذا الدين ليس من صنع البشر وإنما من رب البشر فلا يسهل اقتلاعه ولن يفلح.
إنهم يخسرون الحرب على الإسلام فلا تعينوهم على هذه الحرب، ولا تكونوا أغبياء ودمى يحركها أعداء الإسلام وقنابل موقوتة يفجرونها لتحقيق مآربهم. لا تكونوا مطية للأعداء في تنفيذ مخططاتهم الخبيثة في ديار المسلمين. إن وحدتكم وتلاحمكم هما السلاح الأقوى فكونوا أقوياء بدينكم وتمسككم به.
عائشة البستكي
.