الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٤ - الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حلم اسمه.. مملكة الجزيرة العربية





مما لا شك فيه أن لوحدة الأمة مكاسب كثيرة، فوحدة أي أمة من الأمم يكسبها قوة ويضع لها مكانة مرموقة بين الأمم الأخرى وهذا ما دعانا إليه ربنا عز وجل يقول الله جل وعلا «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا» ويقول الله جلَّ وعلا: «وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ».

عزتنا وقوتنا لا تأتي إلا من تلاحمنا ووحدتنا وهذا التوحيد والاجتماع لا شك أنه جانب من جوانب القوة، بل أعظم جانب من جوانب العزة والرفعة والكرامة، كان هناك شخص كثيراً ما يذكر الرئيس والإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل بكلمات نابية ويقلل من رجولتهم إلى آخره من تلك العبارات التي تستنقص منهم، فرددت عليه بأنهم رجال ومن المفترض أن نحترمهم ونقدرهم فما كان منه إلا أن قال لي: «لا يكون أنت إسرائيلي» فقلت له: «لماذا نشمئز من كلمة الحق وننكرها» نعم هم رجال وقد حققوا لأوطانهم ولمواطنيهم عزة وأنفة وقوة وجعلوا أنفسهم ملوكا للأرض يحكمون العالم ويتحكمون بالعالم كيفما يشاءون، ثم أعقبت؛ قياداتنا العربية والإسلامية هم من يعابوا ويلاموا على تردي أوضاعنا فما نحن فيه من إذلال وتخلف وضعف إنما هو نتاج سياساتنا وخلافات فيما بيننا، نسينا كلام الله عز وجل الذي يأمرنا بالوحدة والاعتصام بحبل الله وترك الخلاف فيما بيننا وتوحيد قوتنا.

مع الأسف نعيب غيرنا والعيب فينا.. نعيب على اليهود والنصارى سلبنا حريتنا وإذلالنا كأننا عبيد لديهم ونعيب سياساتهم ومؤامراتهم وتلاعبهم بدولنا العربية والإسلامية بما يخدم مصالحهم ومصالح شعوبهم وأوطانهم، ننكر عليهم تدمير دولنا بأسلحتهم، ننكر عليهم قتل إخواننا في بعض الدول العربية والإسلامية، ننكر عليهم تحديد مصيرنا وزرع الفتن فيما بيننا، بينما تناسينا أن لا عزة إلا بالله، تناسينا أنه لا رفعة لنا إلا بوحدتنا وتكاتفنا بعضنا بعضا ونبذ خلافاتنا والسعي إلى وحدة عربية تحقق لنا الكرامة والعزة والقوة وتعيد لنا أمجاد الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً تلك الأمجاد التي غزت العالم اجمع ونشرت الإسلام بكل بقاع العالم في ذلك العصر فكانت قوتنا مصدر عزتنا ومصدر سيطرتنا على معظم بقاع الأرض.

اليوم وبعد الربيع العربي الذي كان بمثابة صفعة قوية للحكام العرب بدأت بوادر تكاتف دول عربية مع بعضها وخاصة بعد أن رأينا أن لا سيادة إلا للحق والعدل فقد انزاح زمن الدكتاتوريات واقبلنا على مرحلة جديدة تتطلب منا توحيد صفوفنا فقد كشر أعدائنا عن أنيابهم وبانت المؤامرات التي كانت تحاك تحت الطاولات وظهرت على السطح واضحة جلية للعيان، إيران تجردت من انتمائها الإسلامي وأصبح النظام الإيراني منبوذا بين الدول العربية والإسلامية، واظهر حقده وكراهيته للعرب والمسلمين فقد رأينا هذا الحقد من خلال دعم النظام السوري الذي أباد أبناء سوريا المسلمين العزل بأسلحة إيرانية وروسية، هذه المجازر التي تألم لها العالم اجمع مسلمين ونصارى وحتى اليهود فما يحصل في سوريا جريمة ضد الإنسانية قبل أن تكون من رئيس ضد مواطنيه، في المقابل كان هناك شبه إجماع من قبل الدول العربية ممثلا بجامعة الدول العربية، فقد اجمعوا جميعاً على رأي واحد واتفقوا جميعاً على ضرورة التنسيق المشترك في حل قضايا الأمة العربية، طبعاً بعد استثناء العراق ولبنان لكونهما دولتين عربيتين تابعتين للجمهورية الإيرانية ونحن نقول إن عودتهما إلى الحضن العربي قريبة بإذن الله

عبدالهادي الخلاقي



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة