الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٧ - الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


اجتماع بيت التجار





يقول الخبر إن غرفة تجارة وصناعة البحرين، وهي الكيان الذي يُفترض أن يمثل الجسم التجاري والاقتصادي في البحرين؛ قد دعت إلى اجتماع جمعيتها العمومية يوم السبت الماضي ١٠ مارس الحالي. وقد سبق هذا الاجتماع تقارير وتصريحات تصل - ربما- إلى حدّ المناشدات عن الوضع الاقتصادي وإنقاذ أو وقف التدهور الحاصل فيه بسبب الأحداث المؤسفة التي مرّت ؟ولا تزال- على وطننا العزيز. بعض تلك التصريحات والتقارير كانت تتكلّم عن الخسائر بأرقام مليونية، تجاوزت (٨٠٠) مليون دينار.

الشركات والمؤسسات التجارية، وحتى أصحاب السجلات البسيطة هم في حال تذمّر وشكوى مما يحدث من أعمال فوضى وتخريب أثّرت على مناحي الاستثمار وشحّت بسببها مجالات العمل وأضرّت بالكسْب والأرزاق، وكثيرون توقف حالهم وعانى مصدر دخْلهم حتى أن الدولة -مشكورة- قررت اتخاذ إجراءات لمساعدتهم، كان من بينها وقف استقطاع رسوم العمل الـ (١٠) دنانير بضعة أشهر مراعاة للظرف الاقتصادي الراهن.

وفي ظل هذه الأوضاع المتردية لهذا القطاع وتزايد شكواهم فإنه يُفترض أن يكونوا على قدْر المأمول منهم ويتحّملوا كامل مسؤولياتهم، وأن يتحلّوا بالشجاعة أو الشجاعة الاستثنائية فيستجيبوا لدعوة الالتقاء في جمعيتهم العمومية، يتداولوا أزمتهم ويبحثوا في مشكلتهم ويطرحوا حلولاً واقتراحات تجسّد أهميتهم وتبين مدى جدّيتهم، فهم أصحاب شأن واختصاص، نتوقع منهم حراكاً مجتمعياً فاعلاً ومتماسكاً، يأخذ زمام المبادرة في ظل ما تشهده البلاد من مخاطر وحوادث مؤسفة. ونأمل منهم أن يتبنوا مواقف صادرة عن بيت التجار، تليق بمكانته وأهميته، ترفض أشكال العنف والتحريض وترسل رسالة إلى العالم تفيد بأنه حتى الاقتصاديون وأصحاب المال والأعمال يرفضون ما يجري على أرض البحرين.

غير أن كثرة التصريحات والدعاوى والشكاوى؛ كأنما أرادها تجارنا بضاعة كاسدة، أو بضاعة استجداء أو حيلة عاجزين غير قادرين أو راغبين في المبادرة حيث لم يحضر هذا الاجتماع، الجمعية العمومية لغرفة تجارة وصناعة البحرين سوى (٣٤٢) سجلاً تجارياً من أصل (٦١٩٤) سجلاً -وأترك لكم تقدير النسبة المئوية للحضور- ليتركوا الحال على ما آل إليه، أو أنهم رأوا فيه اجتماعاً عادياً كما السنوات السابقة من دون أن يخطر ببالهم أنهم قادرون أن يملوا كلمتهم ويوحدوا مواقفهم وأن العقلية التجارية التي كانت تدرّ الأرباح تستطيع أن تكون شريكاً فاعلاً وحقيقياً ومنجزاً في رسم طريق المستقبل.

سانحة:

رحم الله أباعبدالعزيز، إبراهيم محمد المدني، فقد فارق دنيانا الفانية صابراً على مرضه محتسباً الأجر والثواب، تاركاً في نفوسنا محبة وذكريات جميلة لا تُنسى من حسن الأخلاق والأخوة الصادقة، وخلّف أبناء، هم كالرياحين، منهم حفظة للقرآن الكريم. نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا مع أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة