«مجزرة» تستهدف عشرات النساء والأطفال بحمص والمعارضة تدعو إلى تدخل دولي
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
دمشق- الوكالات: عثر على جثث حوالي خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص في وسط سوريا مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب «المجزرة»، داعية إلى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات «مجموعات ارهابية مسلحة» بالجريمة. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى «تدخل عسكري عربي ودولي عاجل» في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وجاء في بيان المجلس الوطني الذي تلاه عضو المجلس جورج صبرا في اسطنبول «نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين، وبممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددين في حياتهم وفي وجودهم، وبحظر جوي كامل على كافة الاراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح، وبضرب آلة القتل والتدمير وتعطليها عن العمل».
وفي وقت سابق قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله «عثر على جثث ما لا يقل عن ٢٦ طفلا و٢١ امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنوا على ايدي الشبيحة». وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة.
وذكر العبدالله ان «عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع الاكثر امانا»، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وقال «تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، وخصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن».
واتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود «مجموعات ارهابية» بارتكاب «افظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا». وقال إن «بعض الدول التي تدعم المجموعات الارهابية المسلحة مثل قطر والسعودية هي شريكة في الارهاب الذي يستهدف الشعب السوري في كل اطيافه ومكوناته، وتتحمل مسؤولية نزيف الدم السوري من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح».
وكان مصدر إعلامي سوري قد قال في وقت سابق ان «الصور التي تعرضها بعض الفضائيات هي من جرائم المجموعات الارهابية المسلحة» التي «تخطف الأهالي في بعض احياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل اعلام بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سورية». وتابع ان «القنوات الاعلامية الدموية بما فيها الجزيرة والعربية، تشارك المجموعات الارهابية المسلحة جرائمها وتعتمد المسلحين مراسلين لها في المناطق التي ترتكب فيها هذه الجرائم».
واضاف «اعتدنا على تصعيد المجموعات الإرهابية المسلحة لجرائمها قبيل جلسات مجلس الأمن بهدف استدعاء مواقف ضد سورية». ويصعب على وكالة فرانس برس التأكد من كل المعلومات المتعلقة بالجريمة.
وذكر عنصر من الجيش السوري الحر فرّ ليلا من حمص إلى لبنان ان «الشبيحة، بحماية من الجيش، اغتصبوا عددا كبيرا من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن ١٧ عاما. تم اقتيادهن إلى الملاجئ حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين». وقال ابومحمد (٣٨ عاما) ان عددا من الاشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل. واضاف انه كان يقاتل إلى جانب الجيش الحر في حي بعلبة في حمص وقرر المغادرة «بعد احتدام حدة المواجهات وصعوبة البقاء». واضاف انه ترك عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة اولاد «عند اقارب في منطقة في حمص يسيطر عليها الجيش السوري، لكنني لم أنم طيلة الليل خوفا على مصيرهم بعد مجزرة كرم الزيتون والعدوية». واشار إلى انه سيعمل على استقدام عائلته إلى لبنان اليوم.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان مئات العائلات نزحت ليل الاحد الاثنين من بعض احياء حمص بعد المعلومات عن «النظام». واشار إلى ان النزوح حصل من احياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس الاثنين إلى «جلسة عاجلة» لمجلس الامن الدولي، وقال انه «يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي». واضاف في بيان «ان الدول التي تساند النظام المجرم تشاركه المسؤولية عن أفعاله وجرائمه»، في اشارة إلى روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض لاعتراض قرارين لمجلس الامن الدولي يدينان القمع في سوريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان الجيش السوري بات مسيطرا على حوالي ٧٠% من مدينة حمص، وان بعض الاحياء في حمص القديمة لا تزال خارجة عن سيطرته. وهناك اجزاء من كرم الزيتون لا يزال المنشقون موجودين فيها، بينما اجزاء اخرى اصبحت خلال الايام الماضية تحت سيطرة الجيش و«قد وقعت المجزرة فيها»، بحسب المرصد.
وفي حادث آخر، روى هادي العبدالله نقلا عن شهود، ان عناصر من قوات النظام «جمعت يوم الاحد عشرات النساء والفتيات في ساحات عامة في كرم الزيتون، وعروهن وبدأوا يسخرون، وذلك امام اعين اهلهن». واضاف «ان بعض الاهالي الذين شهدوا اذلال بناتهن، قالوا لي انهم لم يستطيعوا الا البكاء، لانهم كانوا مهددين بالسلاح».
وتأتي هذه التطورات غداة زيارة للموفد الدولي الخاص كوفي انان إلى سوريا لم يتم التوصل خلالها إلى اتفاق لوقف العنف المستمر منذ عام في البلاد. وأطلع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمس الاثنين على «نتائج زيارته الاخيرة إلى سوريا»، بحسب وكالة الانباء القطرية. وصرح انان لقناة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية بان «الوضع خطير للغاية في سوريا». وغادر انان الدوحة ظهرا إلى تركيا. وقال انان في تصريح مقتضب ادلى به في مطار أنقرة ونقلته قناة «ان تي في» التركية ان «قتل المدنيين يجب ان يتوقف الان. وعلى العالم ان يبعث برسالة واضحة بان هذا الوضع غير مقبول». وتحدث انان عن وضع «معقد» في سوريا، داعيا في الوقت نفسه دمشق إلى السماح بحرية وصول المساعدات الانسانية إلى المدنيين المحتاجين في المناطق التي تشهد حركة احتجاجية ضد النظام.
وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس السوري بشار الاسد امس على التحرك خلال «الايام القليلة القادمة» بشأن مقترحات للسلام قدمها. وقال بان في اجتماع خاص لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن انتفاضات الربيع العربي «لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها في حماية شعبها، وبدلا من ذلك عرضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة». وأضاف «هذه العمليات المخزية مستمرة».
واتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الرئيس السوري بشن هجمات عسكرية جديدة أثناء اجتماعه مع عنان في مطلع الاسبوع. وقالت كلينتون لمجلس الامن الدولي «يا لها من سخرية.. حتى في الوقت الذي كان فيه الاسد يستقبل الامين العام السابق كوفي عنان كان الجيش السوري يشن هجوما جديدا على ادلب ويواصل عدوانه في حماة وحمص والرستن».
وانتقدت كلينتون روسيا والصين اللتين طالبتا أعضاء مجلس الامن بتحميل الحكومة والمعارضة مسؤولية متكافئة عن العنف وهو موقف ترفضه القوى الغربية. وقالت كلينتون «نرفض أي مساواة بين عمليات القتل المتعمدة على يد الآلة العسكرية الحكومية وأفعال مدنيين محاصرين اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم».
وكرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف شكاوى موسكو بشأن عمليات حلف الاطلسي في ليبيا حيث تقول روسيا ان الحلف تجاوز التفويض الممنوح له لحماية المدنيين العام الماضي ليدعم المعارضين الذين اطاحوا بمعمر القذافي. لكن لافروف قال لمجلس الامن الدولي «لا يزال الامر مبعثا لقلق روسيا البالغ والمجتمع الدولي بأسره».
ولم ترسل الصين وزير خارجيتها لحضور الاجتماع لكن سفيرها لدى الامم المتحدة أوضح أن بلاده لديها تحفظات بشأن تحرك المجلس ضد دمشق. وقال السفير لي باو دونغ «تعارض الصين اي تدخل في الشؤون الداخلية باسم المساعدة الانسانية».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لمجلس الامن «من غير المقبول ان يمنع مجلسنا من تحمل هذه المسؤوليات». وأضاف «أدعو الصين وروسيا إلى الاضطلاع بمسؤولياتهما».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي كان يترأس الاجتماع لان بريطانيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن هذا الشهر ان المجلس لم ينهض بمسؤولياته نحو شعب سوريا. وقال هيج للمجلس المكون من ١٥ عضوا «الوضع في سوريا يلقي بظلال كثيفة على هذا النقاش». وأضاف «في عيون الغالبية العظمى من العالم فشل هذا المجلس حتى الان في النهوض بمسؤولياته نحو الشعب السوري». وحذر جوبيه الاسد من أنه هو وحكومته سيواجهان يوما يحاسبون فيه على «الجرائم».
.
مقالات أخرى...
- البرلمان الأفغاني يطالب بمحاكمة علنية للأمريكي منفذ المجزرة وطالبان تتوعد بالانتقام
- مقتل تسعة من تنظيم القاعدة في جنوب اليمن
- الجامعة العربية تأسف للتصريحات «العدائية» ضد الإمارات
- إحالة إماراتي إلى نيابة أمن الدولة لاتهامه باستغلال الدين في إثارة الفتنة
- وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس في فرنسا
- السفير الإيراني في لبنان: ١١ ألف صاروخ ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية محددة
- ٥٠ شخصية تدعو مجلس الأمن إلى «سحب رخصة القتل» من الأسد
- «انونيموس» تخترق مواقع إسلامية تونسية
- ٦٠% من الأمريكيين يرون أن الحرب في أفغانستان لا تستحق الخسائر
- توقيف أربعة مشتبه بهم في الاعتداء بالقنابل في نيروبي
- إسرائيل تواصل غاراتها على غزة لليوم الرابع
- إجراءات أمنية مشددة في بغداد بمناسبة قمة جامعة الدول العربية