الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٢ - السبت ١٧ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


أبناء وبنات العائلة الحاكمة والانخراط في العمل التطوعي والخيـري





من إنشاء المؤسسة الخيرية الملكية والعهد برئاستها إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، إلى جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، إلى مبادرة وجائزة سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة لبر الوالدين، إلى الريادة المسئولة في دعم وتعزيز العمل الخيري والتطوعي لسمو الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة، إلى إعلان جائزة عيسى بن سلمان للاعمال الانسانية، إلى مؤسسة انجاز البحرين برئاسة سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة، إلى البدايات الأولى الجميلة للعمل الخيري والتطوعي في البحرين والتي من أبرز رائداتها الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة.. هناك بالتأكيد ملمح أساسي في هذه المسيرة. وأعني مسيرة العمل الخيري والتطوعي في البحرين، وهذا الملمح هو حرص القيادة الحكيمة والعائلة الحاكمة على الانخراط الجوهري والعميق لأبنائها وبناتها في هذه المسيرة، وتسجيل وتكريس المبادرات العديدة، التي تتوجه بكل انجازاتها وأهدافها وطموحاتها لخدمة الشعب البحريني، وخدمة العمل التطوعي والخيري، ودعمه ماليا ومعنوياً، وفتح الطرق أمامه وتعبيدها ليكون عملاً منتجاً وذا أهداف مستدامة وانجازات حقيقية واعدة ورائدة.. إن اهتمام الشباب بالذات من أبناء العائلة الحاكمة بالعمل الخيري والتطوعي، وتصميم بعضهم على الانخراط شخصياً في هذا المجال الصعب والنبيل معاً، يحمل في طياته الكثير من المعاني، التي يمكن اجمالها في جوهر وطبيعة العلاقة بين القيادة والشعب في البحرين. وهي علاقة لا يمكن المجادلة أو التشكيك في بساطتها وخلوها من تعقيدات البروتوكول والمظاهر الرسمية، بل هي علاقة تبادلية وتكاملية بكل ما في هذه الكلمات من معان ومؤشرات على طبيعة الحياة في البحرين منذ القديم وحتى الآن وفي المستقبل ان شاء الله..

والى ذلك، فالعمل التطوعي والخيري بطبيعته النبيلة واهتماماته العالية والشفافية، من شأنه صقل شخصيات العاملين فيه، وتغذيتهم بمصفوفات عالية جداً من القيم الرفيعة، والاهتمامات المرموقة، التي تغيب فيها (الأنا) أمام (النحن) وتتلاشى فيها الذات أمام المجموع، وهي صفات وسجايا من شأنها توسيع آفاق العاملين في هذا المجال، ورفع سوية ادراكهم بمعاناة الآخر.. وكلها أمور ومعطيات يحسن أن تكون ضمن التوليفة الثقافية والفكرية التي تشكل شخصيات القادة والمسئولين..

وسواء كانت اهتمامات الشباب من أبناء العائلة الحاكمة بالعمل الخيري والتطوعي ذات مصادر ذاتية، أو أنها كانت بتوجيهات من كبار العائلة ورموز القيادة الحكيمة.. ففي جميع الاحوال، تحسن القيادة إذ تحرص على توجيه أبنائها وبناتها الشباب إلى خوض غمار هذا المجال الانساني، لما في ذلك من صقل لشخصياتهم، ودفعهم إلى الانخراط في الحياة العامة للمواطنين وما يعانونه من مشكلات وهموم وقضايا حياتية معقدة وخطيرة وحساسة أحياناً.. هذا إلى جانب ما في هذا التوجه من تكافل اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وبين عموم الناس وخاصتهم، وبين القادر وصاحب الحاجة، وبين المسئول والمواطن..

لقد أصبحت المبادرات الخيرية والتطوعية التي يتصدى لاطلاقها وتكريسها شباب مؤمن من أبناء العائلة الحاكمة، مؤسسات بحد ذاتها مستدامة الانجازات والاهداف، وتتوسع رؤيتها يوما بعد يوم.. وهذا شيء جميل، يستحق اصحابه والمبادرون اليه الشكر والتقدير منا، وكذلك الدعم والمساندة.. وحسب معلوماتي الشخصية، فغالبية العاملين مع جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، وجائزة سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة لبر الوالدين، على سبيل المثال، هم من الشباب البحرينيين المتطوعين.. والذين يُضحون بكثير من أوقاتهم الخاصة في سبيل العمل التطوعي والخيري.. وهذا بحد ذاته إنجاز آخر، يهدف إلى تشجيع باقات جميلة وواعدة من شبابنا وشاباتنا على الانخراط في هذا المجال الانساني بكل ما يتطلبه ذلك من صبر وعزيمة وانكار للذات ومحبة للجميع وقدرة على العمل المعطاء من دون انتظار للأجر المادي أو حتى المعنوي باستثناء رضا الله جل وعلا، والرضا عن النفس، وتقديم واجب المواطنة للوطن الذي يحبونه والشعب الذي هم جزء جميل فيه.. فحب الوطن يعني أن نسأل انفسنا دائما ماذا قدمنا للوطن وليس ما قدمه الوطن لنا.. ولعل هذا هو شعار كل العاملين في هذا المجال من شباب وشابات الوطن حفظهم الله جميعاً..

في الشأن الوطني: سؤال بريء نعرف إجابته.. ولكن !! في الدرس الأول للصحافة يعلمون أن العنوان المثير قد يساهم في بيع الصحيفة ولكنه لا يجلب الاحترام لها بالضرورة. ولعل هذه المعادلة الصحيحة تنطبق على كثير من الاخبار التي نقرأها هنا وهناك في بعض الصحف، وتدفعنا إلى التساؤل، ليس عن مصداقية الخبر، بل عن غاياته وأهدافه وما يكمن في ضمائر ناشريه. وبالتالي فثمة تساؤل ربما يشاركني فيه كثير من أهل البحرين ونخبها: لماذا تبدي إحدى الصحف حرصاً شديداً للغاية على نشر خبر انخفاض مؤشر البورصة البحرينية، بينما تمتنع عن نشر الخبر حين يكون المؤشر مرتفعاً..؟! مجرد سؤال..!!







































.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة