الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٥ - الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

درسان متناقضان من نهائي كأس طائرة الثانية
الدّير تمادى في الثقة فخسر والشّباب تمسّك بالأمل فظفر





الدّرس الذي سجله نهائي كأس الدرجة الثانية للكرة الطائرة والذي جمع متصدّر الدوري الشباب ووصيفه الدير لم يكن الأول من نوعه، وإنما هو تأكيد لنسخ سابقة من الدّرس نفسه، فعلينا في ميدان الكرة الطائرة أن نأخذ الحكمة من مدربي كرة القدم الذين دائما ما يرددون على مسامع لاعبيهم باللعب حتى يطلق الحكم صفارته النهائية، وعلى لاعبي الكرة الطائرة اللعب حتى النقطة الأخيرة..فلاعبو الدير احتفلوا بالكأس قبل النقطة الأخيرة، بينما تمسّك لاعبو الشباب بالأمل ولم يفقدوه حتى الرّمق الأخير.

اطمئنان في غير محله

لا يختلف اثنان على أنّ الأفضلية كانت للاعبي الدير على مدار الشوطين الأوليين، وصحيح أنّ الفريق لعب بإستراتيجية على مستوى الإرسال تمكنوا من خلاله شلّ الهجوم السريع من من وسط الشبكة وإيقاف لاعبي مركز(٣) في الشباب عباس وحسين الخباز،وصحيح أنّ الديريين ضغطوا بالإرسال على أكبر سعيد وأخرجوه من الأجواء، وشاهد كل من في صالة اللعب كيف تلاعب صانع ألعاب الدير محمد الحايكي بحائط صد الشباب وجعله شوارع مفتوحة لنجم الدير محمد عطية من مركز(٢)، والأمر نفسه ينطبق على مركز(٣) بتفوّق الثنائي محمد الحمر وزميله أحمد جواد في الوقت الذي لم يكن مركز(٤) بالفاعلية الهجومية التي كان عليها مركزا (٢و٣) والذي كان يلعب فيه كابتن الفريق مصطفى أحمد، وربما الشّد الذي كان عليه الأخير حال دون الظهور بالصورة المأمولة، ولا يختلف اثنان على أنّ قراءة مدرب الدير لمكامن القوة والضعف في أداء الشباب كانت موفقة، وصحيح أنّ الدير كان الأقرب لقول كلمته النهائية على المباراة عندما كانت تفصله عن معانقة اللقب نقطة واحدة ٢٤-٢٣، وكان معدّ الفريق الحايكي من وجهة نظرنا موفقا عندما وجّه كرته لمركز(٢) للاعبه المتألق محمد عطية رغم أنّ الأخير قادما من مركز(٥) إلا أنّ الشباب أدرك نقطة التعادل عندما خفّف حائط صده الكرة وحولها لهجوم مضاد من عنصر الخبرة أكبر سعيد الذي لعب على قامة الحايكي.. كلّ ذلك فعله الدير في الشوطين الأوليين غير أنه خان لاعبيه التوفيق في وضع نهاية للشوط الثالث.

والمطبّ الذي وقع وفيه الديريون أنهم اعتقدوا بعد فوزهم بالشوط الثاني أنّ المباراة وضعت أوزارها وأنها في طريقها إليهم، ونسوا أو تناسوا أنّ هناك شوطا آخر يسمّى الشوط الثالث لن تنتهي المباراة إلا إذا تمكنوا من إنهائه لفائدتهم، وغاب عن أذهان الدّيريين أنّهم يواجهون فريقا مرصّعا بعناصر من الخبرة قادرة على العودة للمباراة ولم يكن أمامها لتحقيق ذلك إلا الشوط الثالث.

أين دّشك الساخن يا كابتن؟

من العوامل التي لعبت دورا مؤثرا وأهلت فريق الدير للتواجد في المباراة النهائية (الدّش الساخن) الذي صبه مدربه الكابتن إبراهيم سلمان على لاعبيه بعد خسارتهم الشوط الأول أمام النبيه صالح في مباراة الدور قبل النهائي مما أظهرهم بشكل آخر على مستوى الأشواط الثلاثة الأخيرة التي بصموا عليها، وكان يتطلب من الكابتن إبراهيم أن يظهر للاعبيه العين الحمراء بعد خسارتهم للشوط الثالث حتى يشعرهم بالمسئولية قبل أن تفلت الأمور من أيديهم بل هي أفلتت في الواقع.

الشباب يتدارك الموقف

عندما همس لنا الكابتن علي جعفر مدرب الشباب قبل انطلاق المباراة بدقائق مشيرا إلى صعوبة المباراة ، لم يكن همسه وليد تخوّف أو تشاؤم أو عدم ثقته في لاعبي الفريق، بقدر قراءته للموقف ابتداء من افتقاده لخدمات محمد ومحمود الخباز لإصابة الأول ومرض الثاني، فضلا عن عدم استقرار أداء الفريق وسيره على وتيرة واحدة رغم توفّر عنصر الخبرة نظرا لعدم انتظام معد الفريق الكابتن عادل محمد لظروف عمله التي تجبره على خوض المباريات بدون أن يتدرّب مما يجبر مدرب الشباب على التعويل على معده الشاب محمد عباس.

وصحيح أنّ لاعبي الشباب خلال الشوطين الأوليين كانوا غائبين عن المباراة، بدليل ارتكابهم الكثير من الأخطاء من سوء استقبال للكرة الأولى،والكرات الهجومية الطائشة، وإضاعة الإرسال، وغياب حائط الصد، ويحسب للجهاز الفني بقيادة علي جعفر والكابتن حسن رضيو في ظل هذا الكم من الأخطاء المحافظة على جأشهم وسعيهم الحثيث دائما لتهدئة لاعبيهم حتى في أحلك الظروف، وهذا بدون شك انعكس على المحصلة النهائية التي خرج بها الفريق من المباراة.

ويعرف الجهاز الفني للشباب بخبرته أنّ الأمل لازال قائما طالما الكرة لازالت تتداول في الملعب،ويمكن القول بأنّ الكرة التي صوبها أكبر سعيد معطيا بها فريقه نقطة التعادل ٢٤-٢٤ في الشوط الثالث هي النقطة المفصلية في المباراة للشباب وهي الشرارة التي أحيت الآمال وأنعشت النفوس وأعادت زملاء سيد علي خلف إلى المباراة من جديد فلو لم يحقق أكبر غير هذه النقطة على مدار الأشواط الخمسة لكان كافيا إذ هي نقطة المباراة إن صحّ التعبير في لغة الكرة الطائرة.

وإذا كان لاعبو الدير بتعاليهم على المباراة قد قدّموا خدمة جليلة للاعبي الشباب، وأعطوا الأخيرين فرصة للعودة للأجواء، ولكن ما يحسب للشباب أنهم استثمروا الفرصة خير استثمار في الوقت الذي أهدرها لاعبو الدّير.

والكلمة التي يستحقها لاعبو الدير في ظل هذا الموقف تتمثل في أنّ بكاءهم الآن على اللبن المسكوب لن ينفعهم في شيء، وعليهم أن يستوعبوا الموقف ويحولونه لصالحهم خاصة أنّ الدورة السداسية على الأبواب وهي الأهم وعليهم أن يثبتوا لأنفسهم قبل الآخرين بأنهم الأفضل.

والأمر نفسه ينسحب على لاعبي الشباب، فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما السبب الذي يأخذكم لخسارة شوطين ويجبركم لمضاعفة الجهد من جديد للعودة للأجواء؟ ما يحسب لكم أنكم عدتم للأجواء غير أنه ليس في كلّ مرة تسلم الجرة، والدورة السداسية القادمة خير امتحان إذا ما أراد لاعبوه أن يؤكّدوا بأنّ مكانهم في الموسم القادم بين صفوف أندية الدرجة الأولى.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة