يتمثل هدف الرياضة المدرسية في إعداد التلاميذ للحياة وللمجتمع أعضاء عاملين منتجين، وهذا لا يتحقق إلا بالتعرف على مستوى اللياقة البدنية لديهم حيث أنها اللبنة الأساسية التي يستطيع التلاميذ من خلالها مواجهة أعباء الحياة بكفاءة عالية، وتعتبر اللياقة البدنية أحد مكونات اللياقة الشاملة التي يجب أن يتصف بها التلاميذ، وهي تعني سلامة البدن وكفاءته في مواجهة التحديات التي تواجه الإنسان من خلال تعامله في الحياة، فإذا كان هناك ضعف في احد مكونات اللياقة البدنية سيؤدي بالتأكيد إلى ضعف العملية التعليمية وضعف في ممارسة أنشطة الحياة المختلفة. ولذلك أكدت المؤسسات والمنظمات الصحية والطبية والرياضة العالمية في الآونة الأخيرة أهمية عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة وذلك لوجود دلائل علمية تؤكد ارتباط تلك العناصر بصحة الفرد، فقد أثبتت الدراسات أن ممارسة أنشطة بدنية مرتبطة بالصحة كالمشي وركوب الدراجات والهرولة بمعدل ٣ – ٥ مرات أسبوعيا مدة ساعة، يساعد على تجنب الإصابة بالأمراض القلبية وأمراض الشرايين واكتساب الصحة الجيدة والقدرة على ممارسة الأعمال اليومية بكفاءة، وتجنب الأمراض النفسية كالكآبة والأرق وغيرها.

وقامت إدارة التربية الرياضية وانطلاقا من مسئوليتها في الحفاظ على سلامة التلاميذ في المدارس بتدشين مشروع اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة لمدارس المرحلة الإعدادية وللجنسين وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف الموضوعة مسبقا ومنها: التعرف على مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة لطلاب المدارس الإعدادية في مملكة البحرين والتعرف على الفروق في مستوى اللياقة لنفس الطلبة وتعريف المشاركين بكل المواضيع المتعلقة بمكونات اللياقة البدنية وطرق تنميتها واختباراتها والتعرف على المواضيع المتعلقة بالصحة والمجهود البدني إضافة إلى التعرف على العلاقة بين التغذية واللياقة البدنية، علماً بأن هذا المشروع قد بدأ في السنوات السابقة باستهداف طلبة الحلقة الثانية من المرحلة الابتدائية.

ووضع قسم التدريب بإدارة التربية الرياضية في خطته العامة أن ينفذ البرنامج في الفترة الزمنية بين شهري مارس وإبريل من الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي ٢٠١١\٢٠١٢ ويكون بملعب مدينة عيسى الرياضي «إستاد مدينة خليفة» على أن يطبق حسب الاختبارات الأربعة التي تم اختيارها وهي:

الجري - المشي التحملي

وتحسب المسافة ١٢٠٠ متر للذين أعمارهم فوق ٩ سنوات وحتى ١٨ سنة (ست لفات حول مربع أو مستطيل محيطه ٢٠٠ متر).

قوة القبضة

باستخدام الأجهزة والأدوات التالية: مقياس قوة القبضة، من النوع الذي يتم فيه تعديل مسافة المقبض تبعاً لحجم قبضة المفحوص ولا بد من استخدام مقياساً من النوع الجيد، لضمان دقة القياس، بغض النظر عما إذا كان يعطي قراءة رقمية أو ذات مؤشر.

الجلوس من الرقود مع ثني الركبتين

باستخدام الأجهزة والأدوات التالية: مرتبة أسفنجية وساعة توقيت.

ثني الجذع للأمام من الجلوس

باستخدام الأجهزة والأدوات التالية: صندوق المرونة، وهو صندوق خشبي (أو معدني) ذو أبعاد (طول، عرض، ارتفاع) تساوي ٣٠ × ٣٠ × ٣٠ سم، ويمتد من سطحه الأعلى لوحة مثبت عليها مسطرة مدرجة بطول ٥٥ سم٠ ويمتد بروز المسطرة إلى الخارج (باتجاه موضع القدمين) بمقدار يساوي ٢٥سم (نقطة الصفر عند الرقم ٢٥ سم)، وقد أكد أخصائي قسم التدريب بإدارة التربية الرياضية إبراهيم الوسطي أن تفعيل مثل هذه البرامج والفعاليات من شأنه مساعدة الطلبة على التحلي باللياقة البدنية الكافية التي تؤهلهم للقيام بالواجبات المطلوبة منهم على أكمل وجه وبالكفاءة المعهودة.

وأضاف: يأتي هذا البرنامج استكمالا للعديد من البرامج التي تنظمها إدارة التربية الرياضية للطلبة والطالبات وتعمل على تأهيلهم بالصورة المثالية التي تمكنهم من مزاولة المهام المطلوبة على درجة عالية مشيرا إلى أن هناك الكثير من الطلبة والطالبات الذين شاركوا في الفترة السابقة بصورة فاعلة وبمساندة فريق ضخم مكون من معلمي ومعلمات التربية الرياضية، وأعرب الوسطي عن أمله في يتيح البرنامج للطلبة والطالبات الاستفادة من الظروف الملائمة في ممارسة التربية الرياضية وتنمية عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة وفقا للمنظمات الصحية والأكاديميات الطبية العالمية التي تؤكد على أهمية العناية بهذا الحقل التربوي الرياضي الضروري في الحياة العصرية، وتم تطبيق المشروع على ٣٠ مدرسة للبنين و٢٧ مدرسة للبنات وبعدد إجمالي يُقارب من ٢٠٠٠ طالب وطالبة.