الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٦ - الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


حشود ضخمة ودعت البابا شنودة الثالث إلى مثواه الأخير في وادي النطرون





دير الانبا بيشوي (مصر) - الوكالات: في اجواء حزينة، ودعت حشود من الاقباط المصريين البابا شنودة الثالث الذي ظل راعيهم الاول على مدى اربعة عقود قبل ان يغيبه الموت يوم السبت الماضي، فيما تمر مصر بمرحلة انتقالية قلقة ميزها حتى الآن صعود سياسي كبير للحركات الاسلامية التي باتت تهيمن على اول برلمان بعد اسقاط حسني مبارك العام الماضي.

ودفن بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء أمس الثلاثاء في دير الانبا بيشوي بوادي النطرون في حضور حشود من محبيه الذين تدافعوا وتسابقوا للاقتراب من نعشه.

واحتشد الاف الاقباط حول السيارة التي كانت تقل جثمانه لدى وصولها إلى دير وادي النطرون وظلت قوات الشرطة العسكرية غير قادرة على السيطرة على الموقف مدة تزيد على ٢٠ دقيقة، بحسب مصور لوكالة فرانس برس.

وبعد ذلك، تم انزال النعش من سيارة الاسعاف التي نقلته من مطار عسكري إلى الدير الواقع على بعد ١٠٠ كلم شمال القاهرة. وبصعوبة حمل عدد من القساوسة النعش واستطاعوا ان يخترقوا الحشود للدخول للدير حيث دفن على الفور ووضعت اكاليل الزهور البيضاء فوق قبره.. وكان الآلاف ينتظرون منذ الصباح امام دير الانبا بيشوي لحضور مراسم دفنه و«التبرك» به لآخر مرة.

وتوفي البابا شنودة الثالث يوم السبت عن عمر يناهز ٨٨ عاما في وقت بالغ الحساسية إذ تنامى خلال الشهور الاخيرة شعور الاقباط، الذين يشكلون ما بين ٦% و١٠% من ٨٢ مليون مصري، بالقلق بسبب الصعود السياسي الكبير للحركات الاسلامية الذي جاء بعد سلسلة من الحوادث الطائفية وقعت العام الماضي.

وبدأت مراسم تشييع البابا صباح أمس الثلاثاء في مقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة بقداس ترأسه رئيس الكنيسة القبطية الاثيوبية البطريرك ابون بولس الذي جاء من اديس ابابا.

وكان النعش مفتوحا وسجّي بداخله جثمان البابا شنودة بملابسه الدينية والتاج الذهبي واحاط به العديد من القساوسة الاقباط بزيهم الاسود.

وبعد انتهاء القداس تم نقل النعش إلى مطار الماظة العسكري بشرق القاهرة حيث قامت طائرة عسكرية بنقله مرة اخرى إلى دير الانبا بيشوي بوادي النطرون حيث دفن عملا بوصية شنودة الثالث نفسه.

وكان البابا شنودة الثالث راهبا في هذا الدير في بداية حياته ثم حددت اقامته فيه عام ١٩٨١ في عهد الرئيس الاسبق انور السادات الذي كان على خلاف كبير معه.

ورغم الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت والتي اقتضت وضع قيود على الحضور والسماح لمن يحملون دعوات من البطريركة فقط بالمشاركة في الجنازة، فان الافا تجمعوا خارج الكاتدرائية رافعين صور البابا.

وحضر قداس الجنازة بعض اعضاء المجلس العسكري الحاكم واربعة من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية (عمرو موسى واحمد شفيق وحمدين صباحي وعبد المنعم ابوالفتوح) اضافة إلى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني. كما حضر القداس العديد من الشخصيات القبطية من بينها رجل الاعمال نجيب ساويرس ووزير السياحة منير فخري عبد النور اضافة إلى ممثلين للهيئات الدبلوماسية من بينهم السفيرة الامريكية في مصر ان باترسون.

وغابت جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق عنها عن القداس.

واعلن كل من الحزب والجماعة على موقعيهما على شبكة الانترنت انهما سيقدمان العزاء اليوم الاربعاء في الكاتدرائية.

وقرر المجلس العسكري اعلان حداد وطني في البلاد أمس الثلاثاء، وبث التلفزيون الرسمي مراسم التشييع بثا مباشرا. ويشكو الاقباط مما يعتبرونه تهميشا لهم بسبب تمثيلهم المحدود في المؤسسات السياسية وفي الادارة العليا.

وكان ثلاثة اشخاص توفوا يوم السبت بسبب تدافع وزحام عشرات الالاف من الاشخاص الذين تدفقوا على مقر الكاتدرائية لالقاء النظرة الاخيرة على البابا شنودة الثالث.

وايد البابا شنودة، الذي ظل محافظا للغاية في القضايا العقائدية، الرئيس السابق حسني مبارك، وهو تأييد نبع من قناعته بأنه كان يشكل حائط صد في مواجهة الاسلاميين.

ورغم انتقاد بعض الاقباط له بسبب موقفه المتشدد وخصوصا في مسألة الطلاق فانهم كانوا جميعا يعتبرونه راعيهم وحاميهم.

وتولى الانبا باخوميوس اسقف البحيرة موقع قائمقام البابا إلى حين انتخاب بابا جديد وهي عملية معقدة قد تستغرق عدة اشهر.

ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب اقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل اسقف اسيوط الذي اعتذر عن تولى الموقع لاسباب صحية.

وسيقوم مجلس من ١٥٠٠ شخص، مكون من اعضاء المجمع المقدس والمجلس الملي اضافة إلى شخصيات عامة من بينهم الوزراء والنواب السابقون والحاليون وصحفيون، بالاقتراع على المرشحين لمنصب البابا ثم تجرى «قرعة هيكلية» بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الاصوات لاختيار البابا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة