الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٦ - الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


آلاف التونسيين يتظاهرون ضد إقامة دولة دينية





تونس - (رويترز): تظاهر آلاف التونسيين العلمانيين أمس الثلاثاء في ذكرى الاستقلال بالشارع الرئيسي بالعاصمة تونس لإظهار رفضهم للدعوات المتزايدة من قبل المحافظين الإسلاميين لتحويل تونس ما بعد الثورة إلى دولة إسلامية، رافعين أعلام تونس بلونيها الأحمر والأبيض، وتظاهر آلاف التونسيين بشارع الحبيب بورقيبة وهي النقطة الرمزية في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في ١٤ يناير العام الماضي وأثارت انتفاضات الربيع العربي.

وقال متظاهر اسمه جابر بن حسن لرويترز «خرجنا بالآلاف لنقول لمن يريدون ان يحولوا مسار الثورة ان تونس ستبقى دولة مدنية.. خرجنا لنقول لهم لن تمروا». وأضاف «نحن هنا لننتصر لدول مدنية ديمقراطية حرة».

وسيبدأ المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإسلامية صياغة دستور جديد خلال الأسابيع المقبلة وسط تجاذبات كبيرة بين الإسلاميين المطالبين بدستور يستند للشريعة والعلمانيين المنادين بدستور مدني حداثي، ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي زاد نفوذ الإسلاميين وتجسد ذلك في وصول حركة إسلامية الى الحكم. كما تزايد حضور جماعات سلفية وهو ما أثار قلق العلمانيين في البلاد الذين يقولون ان قيم الحداثة ونمط الحياة المتحرر أصبحت مهددة. وفي السابق كان ينظر إلى تونس على انها من ابرز قلاع العلمانية في العالم العربي، وجاءت هذه المظاهرة على ما يبدو ردا على مسيرة ضخمة نظمتها جماعات إسلامية الاسبوع الماضي ورفعت فيها شعارات تطالب بدولة إسلامية.

وأمس الثلاثاء رفع المتظاهرون الذين بدأوا مسيرتهم من أمام المسرح البلدي باتجاه مقر وزارة الداخلية أعلام تونس فقط في إشارة إلى ان الولاء للوطن فقط رافضين إقحام الدين في السياسة، وردد المتظاهرون شعارات «تونس تونس حرة والرجعية على بره» و«الشعب يريد دولة مدنية» و«التشغيل استحقاق لا خلافة ولا نفاق» وغنوا النشيد الوطني عدة مرات قبل ان تتحول بعد ذلك الشعارات إلى عبارات مناهضة لحركة النهضة التي تقود الحكومة الحالية، ومن الشعارات التي رفعت ضد النهضة «خبز وماء والنهضة لا».

وقالت متظاهرة اسمها هالي الرفرافي بينما كانت ملتحفة بعلم تونس «لن نقبل ان تفرض أقلية لم تكن موجودة قبل ١٤ يناير خياراتها علينا». وأضافت «من العار ان نضطر بعد ٥٦ سنة من الاستقلال إلى الخروج للمطالبة بدولة مدنية التي أصبحت محل تجاذب.. تونس لها عديد من الأولويات الاخرى التي يتعين ان ننظر إليها مثل الاقتصاد والبطالة والفقر».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة