اليوم العالمي للأسرة
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢١ مارس ٢٠١٢
يصادف الحادي والعشرين من كل عام اليوم العالمي للأسرة، وتحتفل أغلب دول العالم بهذا اليوم كل بحسب طريقته، ومملكة البحرين من ضمن الدول التي تحتفل بهذا اليوم عن طريق الجمعيات الأهلية الاجتماعية التي تحرص على التذكير بالتكاتف الأسري ودور الأم الريادي في تخريج جيل مثقف واعٍ يستمد ثقافته من شريعته الإسلامية السمحاء والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي ليكون عضواً فاعلاً يعمل على تطوير الألفة والمحبة والتكاتف بين أبناء بلده، كما قال الشاعر: «الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت شعباً طيب الأعراق»، وقد أوصانا ديننا الحنيف ببر الوالدين حيث قال الله عز وجل: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا» (سورة الأعراف) ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة، ويتبين ذلك من الحديث الشريف عندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» (حديث شريف).
حثنا الإسلام منذ أكثر من ١٤٠٠ عام على احترام الوالدين والعمل على طاعتهم والاهتمام بهم لأنهم الركيزة الأساسية للأسرة التي تتكون من الأب والأم والأبناء، فالاهتمام بهم ينتج فروعا طيبة تعمل على إثراء المجتمع بجيل صالح ومثقف استمد كل ذلك من الرعاية الطيبة من قبل الوالدين، فليس غريباً علينا ان تكون امتنا الإسلامية هي صاحبة الدعوة الأولى للاهتمام بالأسرة لأنها أساس المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد جيل كامل يحتاج إلى سنوات طويلة لكي نصحح من وضعه، لقد عاينا أبان الأزمة التي عصفت بمملكتنا الغالية وللأسف الشديد جيلا من الشباب بل من الأطفال غرر بهم في سبيل تدمير وهدم ما بنته الدولة في مختلف المجالات، والعمل على تشويه الصورة الحقيقية لمدى اهتمام الحكومة الرشيدة ببناء جيل مثقف واعٍ يخدم المجتمع، ولكن ما رأينا للأسف جيلا زرعت فيه الكراهية والعنف، واكبر دليل على ذلك ما شاهدناه بالشوارع من حرق وسكب زيوت والتلفظ بألفاظ بذيئة بحق ولاة الأمور من قبل أطفال أعمارهم ما بين الثانية عشرة والرابعة عشرة، وان دل على شيء فإنما يدل على ما تلقاه هؤلاء من محرضين يعملون على إفساد الشباب وتلقينه وتعليمه أسس الكراهية الفكري والبدني، يريدون العبث بمقدرات بلادهم وتدمير طاقات شبابهم وقد تعاملت الدول بكل حكمة وصبر ولله الحمد لتجاوز هذه الأزمة.
إننا نحتفل بهذا اليوم مذكرين الأبناء بالدور الريادي المنوط بهم بالمحافظة على بلادهم عن طريق نشر ثقافة الحب والولاء لبلدهم ولقيادتهم الرشيدة، ونستذكر هنا أيضاً الدور الريادي المنوط بالوالدين بالمحافظة على أبنائهم وبناتهم من الانخراط والعبث بمقدرات بلادهم، وواجبهم الوطني بتعليم أبنائهم أهمية المحافظة على مقدرات البلد الغالي لأنها أنشئت لهم.
أن من واجب الدولة العمل على توفير أسس البناء الصحيح للأسرة البحرينية من خلال توفير اللوازم الضرورية لمختلف نواحي الحياة حتى نستطيع ان نصل بها إلى ما نصبو إليه من تقدم ورقي.
كل عام وشعب البحرين بخير
حنان بنت سيف بن عربي
.