الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٩ - السبت ٢٤ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


المعارضة حين تتنكر لكل إنجازات الوطن..!





من المؤسف أن مجمل تقارير المعرفة العربية التي صدرت منذ عام ٢٠٠٩ حتى الآن (بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد والامم المتحدة) رسمت صورة قاتمة للوضع المعرفي في العالم العربي، وكشفت عن وجود حالات مستشرية من الأمية المعرفية والرقمية، حيث لا يزال حوالي ثلث السكان الكبار عاجزين عن القراءة والكتابة، وعن تراجع كبير في معدل طباعة واصدار الكتب، وانحسار لما يسمى «مجتمع الثقافة». أما على الصعيد الاقتصادي، فتبين التقارير أن هناك بعض التحسن الطفيف الذي يمكن رصده على مستوى المنطقة العربية ككل، والذي يتجسد في تطور مناخات العمل الاقتصادية في بعض بلدان العالم العربي..

غير أن هذه الصورة القاتمة، تختلف كلياً عندما يتعلق الأمر بمملكة البحرين.. حيث المؤشرات الأكثر تفاؤلاً والأكثر مدعاة للاعتزاز، ابتداء من تحقيقها لأعلى معدل نسبي في مجال الحرية الاقتصادية بين الدول العربية، إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الخارجية، وتحديث البنية التحتية، وهيكلة الإدارة.

وتظهر التقارير أن ست دول عربية فقط (دول مجلس التعاون الخليجي)، تقع في فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية.. وأن البحرين تحتل المرتبة الأولى أو الثانية بين هذه الدول، وأنها الدولة التي حققت أعلى النسب في مجال بلوغ الأهداف التنموية للألفية، فيما لا تزال دول عربية كبرى عاجزة عن بلوغ تلك الأهداف بحلول عام ,.٢٠١٥!

وبموازاة هذه المؤشرات، تؤكد مؤشرات البنك الدولي أن البحرين تراوح بين المرتبة الأولى والثانية عربياً وخليجياً في مؤشر الاقتصاد المعرفي، وبين الثانية والاربعين والثالثة والاربعين عالمياً، خلال عام ,.٢٠١١ وتنسحب المقاييس نفسها على مؤشر التعليم، حيث تتبادل البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة احتلال المركز الأول على المستويين العربي والخليجي.. كما تسجل البحرين أعلى النسب فيما يتعلق بشمولية التعليم والتحاق المرأة به، وأنها الدولة العربية الأولى المرشحة بجاهزية معقولة لدخول مجتمع المعرفة.

ويصف تقرير المعرفة العربي لعام ٢٠١١ البحرين بأنها تشكل ظاهرة جديرة بالاهتمام من حيث تحقيقها سلسلة من الإنجازات في الحقل التربوي أدت إلى وضعها في أفضل المراتب بين الدول العربية، فهي تتمتع بالنسبة الأقل عربياً لتسرب الأطفال خارج المدارس، وبأعلى معدل التحاق صافٍ بالتعليم الابتدائي، وأفضل معدلات التحاق بالتعليم الثانوي ككل، وأفضل مؤشرات التكافؤ بين الجنسين.. كما تحتل البحرين المركز الأول عربياً ضمن الدول ذات الأداء العالي في مجال تحقيق أهداف التعليم للجميع لعام ٢٠١١، وفقاً لمنظمة التربية والعلوم «اليونيسكو»، حيث بلغت نسبة الاستيعاب الصافية في المرحلة الابتدائية ١٠٠ في المائة..

كذلك فقد حققت البحرين نتائج إيجابية توازي أعلى المؤشرات العالمية في تقرير منظمة اليونيسكو حول التعليم للجميع، حيث أظهر التقرير أن مملكة البحرين وللعام الثالث على التوالي تتبوأ مراكز متقدمة على الصعيدين الدولي والعربي في مجال توفير التعليم للجميع، من دون تمييز بين الذكور والإناث، مع ضمان إلزاميته لنهاية التعليم الأساسي، ومجانيته حتى نهاية المرحلة الثانوية. إضافة إلى تحقيق أعلى معدل عربي في مجال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الطلبة العاديين، وتطوير السياسات التي تركز على تحسين آليات إدماج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ورفع مستوى تحصيلهم العلمي.

انها ارقام ومؤشرات تبعث على الاعتزاز والفخر.. ومثلها ثمة مؤشرات عديدة في مجال التنمية الحضرية، والتنمية البشرية، وفي مجالات اقتصادية واجتماعية عديدة.. تشهد بها التقارير العالمية، والتقارير الاقليمية المتخصصة الصادرة عن منظمات وهيئات مرموقة وذات مصداقية وشفافية عالية..

ولكن من الغريب والعجيب حقاً أن كل هذه المراكز المتقدمة للمملكة والمؤشرات العالية لمصفوفات كاملة من الانشطة والانجازات فيها، لا تكاد تذكر في خطاب المعارضة..! ومن يقرأ خطاب المعارضة يكاد يشعر بأنه يتحدث عن صحراء قاحلة لا عن مملكة حققت المركز الأول في التنمية البشرية على المستوى العربي، والمركز الاربعين على المستوى العالمي.. وعن مملكة حققت ثاني أعلى رقم عربي في مجال تأمين السكن الكريم لمواطنيها.. وعن مملكة رشحتها اليونسكو للمركز الأول في مقياس مجتمع المعرفة، ومقياس التعليم للجميع، ورشحتها تقارير البنك الدولي لاحتلال المركز الأول في الانفتاح والحرية الاقتصادية، ورشحتها تقارير صندوق النقد الدولي لثاني أعلى المراكز عربياً في مجال نمو الناتج المحلي..

نحن لا نريد من المعارضة ان تسبّح بحمد الحكومة وانجازاتها.. ولكن أقل ما نريده شيئاً من المصداقية في الخطاب، وشيئا من الاعتراف بالانجازات التي لا ينكرها العالم، وشيئاً من الواقعية والإنصاف في الاحكام.. وللعلم، فالاعتراف بإنجازات الوطن لا يقلل من شأن المعارضة، ولكن كل هذا الانكار لانجازات الوطن والحكومة يجعلنا نشكك في كل خطاب المعارضة، الذي يبدو وكأنه لا يقرأ إلا السلبيات ولا يركز إلا على الاخفاقات.. أما عند الايجابيات ـ وهي الأبرز والأكثر والأهم ـ فيصاب بالأمية..! وقانا الله وإياكم شر الإنكار وشر الأمية المعرفية..

في الشأن الوطني: كلمة العاهل المفدى.. لا يصح إلا الصحيح

العناوين الوطنية التي اشتملت عليها كلمة العاهل المفدى خلال تسلمه التقرير النهائي للجنة الوطنية المعنية بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق، تحولت إلى مانشيتات في كثير من الصحف العربية والاجنبية، تؤكد كلها انه في النهاية لا يصح الا الصحيح، وأما زبد الشعارات والمزاعم التي تلوكها بعض الجهات فيذهب جفاء ولا ينفع الناس..! الكلمة السامية اشتملت على مصفوفة كاملة من التعهدات الوطنية والتوجيهات التنفيذية غير المسبوقة على المستوى العربي.. وهي تعهدات وتوجيهات لم تأت من فراغ؛ بل من نهج أثبت للعالم، أن الإصلاح البحريني كان وما يزال قراراً صادقاً وجدياً بكل معنى الكلمة وخياراً لا رجعة عنه، وأن القيادة البحرينية لم تكن في يوم بعيدة عن نبض الشعب، وهي اليوم أكثر التصاقاً بهذا النبض وأكثر حرصاً على الاستجابة له قولاً وعملاً ومبادرات.







































.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة