الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢١ - الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٣ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وقائع تاريخية في علاقات الصداقة بين مملكة البحرين واليابان





نشر في صحيفة أخبار الخليج يوم السبت ١٧ مارس ٢٠١٢ إعلان وزارة الخارجية اليابانية قيام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بزيارة إلى اليابان في يوم الأربعاء ١١ إبريل ٢٠١٢ مدة ثلاثة أيام يجري جلالته خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني بوشيهيكو نودا وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها جلالته لليابان منذ اعتلائه سدة الحكم.

أدت زيارات جلالته السابقة إلى مختلف دول العالم إلى تقوية علاقة الصداقة وإبراز اسم مملكة البحرين وحضارتها للعالم لأن لجلالته إلماما وخلفية تاريخية وحضارية عن الحكام والدول التي يزورها مما يؤدي إلى إثراء الزيارات الرسمية والخاصة وجعلها ذات طابع مميز.

سوف تكون هذه الزيارة بإذن الله موفقة لأنها تحمل رسالة الخير والمحبة والتعاون وفرصة مهمة لتسليط الضوء على العلاقات الاقتصادية والتجارية والحضارية وسوف تؤدي إلى تقوية علاقات الصداقة بين مملكة البحرين خاصة والعالم العربي عامة مع اليابان والتي تعتبر احدى أهم القوى العظمى الآسيوية.

ترتبط مملكة البحرين مع اليابان بعلاقات في مختلف المجالات منذ مدة طويلة وهي موضع اهتمام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين حفظهم الله ورعاهم في توثيق علاقات مميزة.

بدأت العلاقة بتصدير أول شحنة نفطية إلى اليابان في سنة ١٩٣٤ عقب اكتشاف النفط في سنة ١٩٣٢ واعترفت اليابان بدولة البحرين في ٢٤ أغسطس ١٩٧١ وأقيمت علاقات دبلوماسية في ٢ مايو ١٩٧٢ وزارها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في أكتوبر ١٩٩١ في زيارة وخاصة وزارها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين في أكتوبر ٢٠٠٨ في زيارة رسمية وزارها معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية في فبراير ٢٠٠٨ وزارها بعض المسئولين في اوقات مختلفة لتوطيد أواصر الصداقة والتباحث في الأمور الاقتصادية والسياسية ذات الاهتمام المشترك وأكد المسئولون اليابانيون موقفهم تجاه القضايا العربية والقضية الفلسطينية وأثنوا على كثير من الأمور التي قامت بها مملكة البحرين.

استقبل صاحب السمو ولي العهد الأمين وفدا من البنك الياباني العالمي برئاسة السيد هيروشي واتانابي الرئيس التنفيذي لبنك اليابان للتعاون الدولي في سنة ٢٠٠٩ وكان هناك اهتمام مشترك للبلدين لزيادة الشراكة والتعاون مما يشكل قاعدة متينة للمشاريع والاستثمارات المشتركة وكذلك استقبل سعادة الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير شئون النفط والغاز ورئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز وفد البنك الياباني العالمي ووقع السيد عارف صالح خميس وكيل وزارة المالية مع وفد البنك مذكرة التفاهم لتعزيز التعاون في المجالات الأقتصادية.

كم هو جميل ومفيد لو استطعنا المبادرة مع أصدقائنا اليابانيين على ترسيخ وتمتين هذه العلاقات المميزة والبدء في شراكة اقتصادية وصناعية ومالية تسهم في انشاء بعض القواعد الصناعية المهمة في مملكة البحرين وفي دول المنطقة بتقنيات حديثة تحافظ على البيئة وتنتج نوعيات صناعية متميزة تحتاج إليها الأسواق العالمية ولها مردود مالي عالٍ وجعل العلاقة شراكة وتكاملا اقتصاديا واستراتيجيا لأن أغلب احتياجات اليابان من النفط والغاز يأتي من دول المنطقة وأن نزيد من التبادل الاستثماري والاكاديمي والثقافي والتعليمي والتكنولوجي لأن النظام التعليمي الياباني عريق ولديه العديد من التخصصات التي بإمكانها جذب طلاب من دول مجلس التعاون الخليجي وحيث سبق لبعض طلبة البحرين الدراسة في اليابان وأن يقوم البلدان بتقديم نشاطات لإبراز ثقافاتهما وعاداتهما العريقة وإعداد ملتقى دوري بين التجار ورجال الأعمال والدبلوماسيين لمناقشة الأمور التي تهم الشعبين الصديقين وشعوب المنطقة.

أتمنى على الجهات المختصة توثيق بداية العلاقات مع اليابان وحسب علمي فأن بداية التبادل التجاري كان منذ بداية القرن العشرين بقيام بعض التجار باستيراد أقمشة وتصدير اللؤلؤ الطبيعي قبل وقوع كارثة الكساد العالمي الكبير خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي الذي تزامن مع ظهور اللؤلؤ المستزرع الياباني فأدى إلى تأثر دول المنطقة عامة والبحرين وخاصة لاعتماد اقتصادها على مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ.

هذه العلاقات الحيوية والمميزة دعتني إلى إلقاء بعض الأضواء على بداية العلاقات بين اليابان والعالمين الإسلامي والعربي وهي أحداث مشوقة وأذكر بعضها باختصار وهي:

} استوردت اليابان قبل ثلاثمائة سنة بعض الخيل العربية.

} زار اليابان مبعوث للسلطان عبدالحميد بن عبدالمجيد يدعى محمد علي في سنة ١٩٠٢ وكان ينوي إقامة مسجد في يوكوهاما وزارها الضابط برتو باشا مبعوثا من السلطان عبد الحميد لمراقبة وتقييم الحرب اليابانية الروسـية التي وقعت خلال سنتي ١٩٠٤/١٩٠٥ ومكث سنتين وقابل الإمبراطور وألف كتابا من جزأين باللغة التركية.

} بعد نهاية الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء في مختلف دول العالم عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي فحفز ذلك المسلمين على القيام بنشر الإسلام في اليابان.

} ذكر الأستاذ عباس العقاد أن انتصارات الجيش الياباني على الجيش الروسي بهرت بعض الضباط المصريين فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات وأنجبوا منهن وعاد بعضهم إلى مصر وبقى بعضهم في اليابان.

} زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر سنة ١٩٠٥ وأوائل ١٩٠٦ وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو. وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس في سنة ١٩٠٥ بعد نهاية الحرب.

} زار الداعية المسلم التتري من سيبيريا عبدالرشيد إبراهيم اليابان في سنة ١٩٠٩م وتوفي فيها في سنة ١٩٤٤ وزار القاهرة في سنة ١٩٣٣ وقال في محاضرة أن إمبراطور اليابان أرسل رسالة إلى السلطان عبد الحميد بن عبدالمجيد في أواخر القرن التاسع عشر يطلب أن يتعرف الشعبان التركي والياباني على بعضهما بأن يبعث السلطان وفدا ليشرح له ولشعبه دينه وان الأمير ماتسو أحد أقرباء الإمبراطور ميجي زار اسطنبول وأن السفينة الحربية العثمانية آل طغرل زارت اليابان وكان قائدها المشير عثمان باشا ولكن أثناء العودة في سنة ١٨٩٠ هبت عاصفة وأغرقت السفينة وستمائة جندي ومن ضمنهم المشير فأرسل الإمبراطور من نجا من البحارة إلى اسطنبول وقام الشعب الياباني بجمع تبرعات لضحايا الحادثة ومازالت الدولتان تحافظان على ذكرى الحادثة كل خمس سنوات.

} يوجد نحو مائة ألف ياباني مسلم ويدرس زهاء أربعمائة ألف شخص الاسلام وعمر ميتسو تارو ياماكا أول حاج ياباني ذهب إلى مكة المكرمة في سنة ١٩٠٩ ومن أوائل الدعاة المسلمين في اليابان الأزهري المصري الشيخ على أحمد الجرجاوي الذي وصل إلى اليابان في سنة ١٩٠٦ لأنه سمع عن مؤتمر للأديان سيعقد في طوكيو وتوفي في سنة ١٩٦١ وألف كتاب الرحلة اليابانية تحدث فيه عن رحلته إلى اليابان.

} ترجم الياباني عمر ميتا إلى اللغة اليابانية إحدى التراجم الخمس للقران الكريم وكان مقيما في مكة المكرمة.

} عبد الحليم أوشاتارو نودا أول من أسلم من اليابانيين وهو صحفي أسهم في إرسال المعونات لأهالي متضرري فاجعة آل طغرل في تركيا وأسلم على يد داعية انجليزي مسلم في اسطنبول في سنة .١٨٩١

} تورا جيوروا يامادا ثاني من أسلم من اليابانيين وذهب إلى تركيا لمساعدة ضحايا سفينة آل طغرل وعاش فيها ثماني عشرة سنة ولعب دورا مهما في تطور العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي.

} أحمد أريحا ثالث مسلم ياباني وكان تاجرا كبيرا وأسلم في الهند وبذل جهودا في التعريف عن الإسلام لليابانيين.

} مولوي محمد بركة الله بهوباليهو داعية ورجل سياسة من الهند زار اليابان في سنة ١٩٠٩م وأسس كرسي الدراسات الإدارية في جامعة طوكيو للغات الأدبية وأسهم في إصدار مجلة الأخوة الإسلامية في اليابان.

} حسن هاتانوصحفي ياباني مشهور أسلم على يد محمد بركة الله البهوباليهو في سنة .١٩١١

} تاكيشي سوزوكي أسلم في إندونيسيا وحظي باجتماع مع المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود وأدى مناسك الحج ثلاث مرات وألف كتابا بعنوان ياباني في مكة وقتل في حادث أثناء قصف القوات الأمريكية للسفينة التي كان يستقلها التي كانت متجهة إلى اليابان في سنة .١٩٤١

} اعترفت اليابان باستقلال مصر في سنة ١٩٢٢ وأنشأت مفوضية لها في مصر في سنة ١٩٣٦ ،كما أنشأت مصر قنصلية عامة بمدينة كوبي ولكنها أغلقت مع بداية الحرب العالمية الثانية وحتى سنة ١٩٥٢ عندما افتتحت اليابان سفارتها بالقاهرة وافتتحت مصر سفارتها في طوكيو في سنة .١٩٥٣

} بدأت العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليابان منذ ثلاثينيات القرن الماضي ولكن العلاقات الرسمية بدأت سنة ١٩٥٥ ليتم فتح سفارة سعودية في طوكيو في سنة ١٩٥٨ وفتح سفارة يابانية في جدة في سنة .١٩٦٠

} زار التاجر عبدالحميد خنجي اليابان قبل بداية الحرب العالمية الثانية ومكث بها حتى نهاية الحرب وزارها التاجر عبدالجبار الكوهجي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وزارها التاجر علي القطان في أواخر خمسينيات أو بداية ستينيات القرن الماضي وكان التاجران المعروفان يوسف خليل المؤيد وإبراهيم خليل كانو من أوائل مستوردي السيارات اليابانية في سنة .١٩٦٣

} يقال إن أحد أعمام سلطان عمان كان متزوجا من سيدة يابانية.

} يوجد في مملكة البحرين بعض من الأصدقاء اليابانيين ويتحدث بعضهم اللغة العربية وتوجد جمعية الصداقة البحرينية اليابانية ويرأسها الوجيه مبارك بن جاسم كانو ولها نشاطات مهمة في دعم وتوطيد العلاقات بين الشعبين الصديقين.

} أعلمني السيد اندو كومار باتيا أن والده برشوتام داس حضر إلى البحرين في سنة ١٩٢٢ وأسس شركته باسم سي تريكمداس وكان يديرها ابن أخيه وذهب والده إلى كراتشي بالباخرة ومنها إلى كلكتا بالقطار واستقل الباخرة إلى ميناء يوكوهاما ومكث بها مدة طويلة وكان يصدر بلاط السيرامك ورجع إلى البحرين في سنة ١٩٤٢ وكان الناس يكنوه باسم بشيء جاباني وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ والده باستيراد المنسوجات من اليابان وعائلة باتيا عائلة كبيرة أصلها من كراتشي وبعد سنوات من التقسيم انتقلت العائلة إلى الهند وكثير من أفرادها مقيمون في دول الخليج العربي وتعامل بعضهم مع الشركات اليابانية منذ سنة ١٩٥٥ وزار السيد موهان باتيا اليابان في سنة ١٩٦١ وحصل على وكالة بطارية ياسا ووكالة هوندا للدراجات النارية في سنة .١٩٦٣ سمعت في صغرى عن حادثة مضحكة يتداولها الناس وعلمت من الأخ نبيل أجور أنها واقعة حقيقية حدثت لعمه المرحوم إبراهيم أجور الذي كان يتعامل في الأقمشة الانجليزية المشهورة في ذلك الوقت ويستورد بعض الأقمشة من اليابان عن طريق وسيط هندي في البحرين أسمه جوكاني وكان له أخ مقيم في اليابان ومتزوج من يابانية وزار إبراهيم اليابان في بداية ستينيات القرن الماضي وفي إحدى المرات زاره مندوب ياباني فطلب منه صنع العقل العربية وكان متعارفا عليه في ذلك الوقت استخدام غالبية الرجال عقالا أسود اللون واستخدام الوجهاء وكبار السن عقالا أبيض اللون إلا ان المندوب الياباني أرسل العقل بألوان متعددة اعتقادا منه أن ذلك سيزيد من رواج العقل ومما يجعل إبراهيم أن يزيد في الطلبية القادمة وكانت خطوة غير موفقه منه ولم يتمكن إبراهيم من بيعها.







.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة