التدليك الصيني علاج جديد للكثير من الأمراض
 تاريخ النشر : الأربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢
القاهرة: وكالة الصحافة العربية
التدليك هو تلاعب من الطبقات السطحية من العضلات والنسيج الضام لتعزيز الوظيفة والاسترخاء والرفاهية، وتأتي كلمة مساج من الكلمة العربية مسَّ بمعنى »يلمس أو يشعر أو يعالج« والمساج عبارة عن تدليك بالضغط على الجسم سواء كان هذا الضغط منظمًا، غير منظم، ثابتًا، متحركًا (سواء توترا أو حركة أو اهتزازا)، ويتم ذلك عن طريق الأيدي أو بأجهزة آلية. والأنسجة التي تعالج بالتدليك تشمل العضلات، الأوتار، الأربطة، الجلد، المفاصل، أو غيرها من الأنسجة الضامة، وتشمل أيضًا الأوعية الليمفاوية، وأعضاء الجهاز المعوي. ووجدت كتابات عن التدليك في كثير من الحضارات القديمة بما في ذلك روما، اليونان، الهند، اليابان، الصين، مصر، بلاد ما بين النهرين. يشير الإنجيل إلى استخدام التدليك قبل الميلاد في التدليك اليومي بزيت الزيتون ونبات شجر المر وذلك كجزء من نظام جمال زوجات زركسيس. كتب أبقراط انه يجب على الطبيب أن يكون لديه خبرة في أشياء كثيرة. كما أوصى الكتاب الصيني القديم الذي يسمى الموصى الإمبراطور الأصفر بتدليك الجلد واللحم. هذه الوسيلة ربما كانت امتدادا طبيعيا للتفوق الصيني التقليدي في مجال لطب البديل.
شياتسو أو التدليك الخاص ربما كان حلا لكثير من الناس الذين عجزت بهم سبل البحث عن العلاج. الصينيون يعتقدون أن هذا أسلوب خاص في العلاج الذي يعتمد كثيرًا على خبرة المدلك أو الطبيب- كما دعوه الصينيون- عن هذا النوع من العلاج حيث يقولون إنه وسيلة العلاج الوحيدة التي لا تحمل الألم لمن يستعملها، في إشارة إلى طعم الأدوية أو إلى وخز الإبر أو مشرط الجراح.
وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، فالصينيون يؤمنون بأن هذا النوع من العلاج ليس فقط ممتعًا، إنما كفيل بالقضاء على كثير من الأمراض غير الظاهرة وشفاء عدد من الأمراض التي ربما عجز الطب الحديث عن تفسيرها.
د.علي السيد استشاري العلاج الطبيعي بجامعة عين شمس يقول إن العلاج الطبيعي يعتبر من المهن الطبية القديمة جدا، حيث عرف منذ آلاف السنين استعمال العلاج الطبيعي في مداواة الأمراض، ولكن بطريقة بدائية ولم يقنن استعمال العلاج الطبيعي إلا في بدايات القرن العشرين حيث استحدثت وسائل كثيرة ساعدت بدرجة كبيرة على زيادة نسبة الشفاء وحققت طرق العلاج الطبيعي نتائج في تحسن الحالات المرضية بدرجة مدهشة بعدما فشلت الطرق التقليدية.
إن أهم مميزات العلاج الطبيعي أنه تستعمل فيه طرق آمنة تمامًا بعيدًا عن الكيماويات في علاج الأمراض المختلفة منها الأجهزة الطبية مثل الموجات فوق الصوتية، أجهزة التنبيه الكهربي، الشورت ويف، الموجات التصادمية، الليزر، أجهزة شد الفقرات، التمرينات العلاجية، المعالجة اليدوية وتحريك المفاصل، تمارين تقوية وإطالة العضلات، المساج والتدليك الصينيين، ويعد المساج (التدليك) من أقدم الفنون العلاجية التي عرفت منذ آلاف السنين، ويزداد الاهتمام به في الوقت الراهن. وهذا ما تؤكده لنا الدراسات والأبحاث، إضافة إلى زيادة الإقبال على العيادات المختصة بالتدليك الصحي، حيث إن مجرد سماع كلمة مساج توفر نوعًا من الارتياح وتخفف الضغوط، ولذلك يسعى الكثير إلى الحصول على قسط من الراحة العضلية والذهنية، على سرير التدليك.
يحمل المساج بين طياته الكثير من الفوائد الصحية والنفسية، فهو يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويجعل الجلد يأخذ ما يكفيه من الأكسجين كما أنه ينشط العضلات، ويزيل التعب والإجهاد، إضافة إلى التخفيف من الضغوط المختلفة كالشعور بالعصبية والقلق، وافتقاد جو الأمان، والمشكلات العائلية، المشكلات المالية، شد العضلات، المسؤوليات العديدة، الصداع العصبي وغيرها من ضغوط الحياة وكما نعلم فإن الأسواق تزدحم بالزيوت والكريمات الخاصة بالمساج، ولكنها لن تحقق الهدف المرجو إلا بعمل المساج بأيدي فنيين متخصصين، حتى تساعد الجلد على امتصاص تلك الزيوت، وحتى تبعث في النفس الراحة والطمأنينة، وقد أثبتت الإبر الصينية نجاحها بشكل ممتاز، ويمكن استخدامها كبديل للعلاج بالضغط، وهي أقل مخاطر على الجسد وبخاصة لغير العالمين بهذا العلم، وهذه الزيوت هي تركيبة لكل لاين، فعلل القلب تختلف عن علل المعدة وعلل الطحال غير علل المثانة وهذه الزيوت تستطيع تنشيط هذه الخلايا العصبية، وتعمل على إعادتها إلى مسارها الصحيح بسرعة كبيرة جدا، كما تعمل على تنشيط الدورة الدموية وإعطاء جهاز المناعة القوة اللازمة لمحاربة المرض وذلك أنها تحتوي على مواد سريعة الامتصاص للجلد، وقد تم علاج العديد من أمراض العظام والمفاصل بهذه الطريقة، كذلك الأمراض الجلدية والأمراض الباطنية بمختلف أنواعها، وتمتاز هذه الزيوت بالشعور بالحرارة عند وضعها على مناطق العلل والخلايا المتضررة فتكون أول مرة الشعور بالحرارة العالية وتخف تدريجيا كلما تعدلت الطاقة الكهرومغناطيسية إلى أن ينتهي الأمر بشعور الإنسان بأنها باردة جدا وذلك بعد فترة من الزمن، فيكون بذلك شفي من علله ومرضه وزال عنه الألم. ويمكن أن يكون التدليك ضارٌّا، ويؤدي إلى نتائج سلبية إذا ما تم بطريقة عشوائية، فهذا يمكن أن يسبب ترهل الجلد، وتوزيع الألم، بدلاً من تقليصه، وربما يؤدي إلى التهاب في العضلات، ولذلك فإن المساج يمكن أن يكون خطرًا إذا لم يتم بإشراف طبي متخصص.
الصينيون المتخصصون في هذا النوع من العلاج يقولون إنهم يعرفون أنه غير قادر على علاج كل أنواع الأمراض، ولكنهم يصرون على أنهم لم يكتشفوا طريقة الوصول إلى تلك الطريقة بعد، فقد أكدت الأبحاث أن المرأة الحامل التي تتعرض لهذا النوع من العلاج اليدوي تكون نسبة الولادة الطبيعية لها أعلى بكثير من نسبتها بين من لا يمارسنها من النساء بنسبة ٢٠ إلى ١وتعتمد طريقة التدليك الصيني على أن المدلك وهم يدعونه بالطبيب لديه قدرة عجيبة على لمس الطاقة الكامنة في المريض الذي أمامه ويسمونها »ىً« ومن خلال التحكم في مجال الطاقة لدى المتلقي يتمكن الطبيب من تحسس أماكن الطاقة وقدرتها وبالتالي تحسس المواقع في الجسم التي تعاني نقص الطاقة، وبالتالي تكون مؤشرًا على وجود نقص أو مرض في تلك المواقع. ويبدأ الطبيب عمله بالاسترخاء والتنفس ببطء شديد حتى يصل إلى التناغم التام مع تنفس المتلقي أو المريض. ثم يبدأ تحسس ظهر المريض مع التركيز في السلسلة الفقرية للبحث عن مواقع الألم أو المرض أو القصور.
ويعتمد الطبيب في البداية على تخفيف الضغط على الكتفين والجزء الأعلى من الظهر مع الرقبة وذلك عن طريق تدليكها بطريقة معينة تساعد على طرد الألم عن طريق نقل الطاقة إلى الخارج إلى جسد المدلك الذي يمكنه تخليصها على شكل نوع من الطاقة الميكانيكية إلى الفضاء في أثناء عمله.
أما الطبيب الصيني كاو شنج الشهير في هذا النوع من العلاج فيقول هذا النوع من الطب المخصص للإنسان فقط، ليس متعة أو استرخاء فقط ولكنه واحد من أهم أسرار الطبيعة التي منحها إيانا الخالق الأعظم، فالراغب في امتهان هذه المهنة لابد أن تكون لديه خصائص مهمة لا تتوافر في كثير من البشر، فلابد أن يكون لديه القدرة الكاملة على فهم تركيبة الجسد الداخلية، ومعرفة النبضات الخاصة بكل عضو في الجسد، فمن خلال تلمس مجالات الطاقة والتفاعل مع المتلقي يمكن للطبيب أن ينتقل من مجال الطاقة وتحسس الإشارات الصادرة عن كل عضو والتعامل معها بدقة ومعرفة وعلم حتى لا تتحول إلى مأساة.
وأنا شخصيا أعتقد أن الطبيب الماهر في هذا التخصص قادر على معالجة العديد من الأمراض من خلال عدد قليل من الجلسات من دون الحاجة إلى التدخل الكيميائي أو الجراحي، وقد تعلمت أسرار هذه المهنة منذ أن كنت في الثامنة من عمري حين رافقت الطبيب العظيم في هذا المجال شون بنج ماو مدة أربعين عامًا، ولم يسمح لي بالممارسة إلا بعد ثلاثين عامًا من الدراسة والمتابعة له وهو يؤدي عمله.
.