الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٦ - السبت ٣١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٨ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


توقيف ١٩ إسلاميا في فرنسا وساركوزي يريد إبداء حزم





باريس - (ا ف ب): اعتقل جهاز مكافحة التجسس أمس الجمعة حوالي عشرين شخصا يشتبه في انهم اسلاميون ولا سيما في تولوز مسرح الجرائم التي ارتكبها محمد مراح، فيما جعل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته من مكافحة الاسلام المتطرف احد ابرز محاور حملته الانتخابية. واعتبر ساركوزي من جانب آخر ان فرنسا روّعتها جرائم القتل في تولوز (جنوب غرب) كما حصل في الولايات المتحدة تقريبا بعد ١١ سبتمبر بحسب رأيه.

وقال الرئيس الفرنسي ان حملة الاعتقالات «ليست على علاقة بتولوز فقط بل جرت على كامل الاراضي الفرنسية. انها على ارتباط بشكل من الاسلام المتطرف وفي توافق تام مع العدالة». واوضح انه تم توقيف ١٩ شخصا. وقال مصدر قضائي ان ١٧ شخصا وضعوا قيد الحجز الاحتياطي.

وتابع «ستجري في مطلق الاحوال عمليات اخرى وستسمح لنا كذلك بطرد عدد من الاشخاص من اراضينا، اشخاص لا داعي لوجودهم عليها في الحقيقة». كما تم ضبط اسلحة اخرى خلال العملية الواسعة النطاق ولا سيما خمس بنادق ومسدسات ومسدس صعق كهربائي.

وقام محققو جهاز مكافحة التجسس بحملة التوقيفات الواسعة النطاق هذه، بدعم من وحدة النخبة في الشرطة الوطنية بالنسبة لبعض الموقوفين. وجرت التوقيفات في تولوز ونانت وليون ومنطقة البروفانس والمنطقة الفرنسية. واوضح وزير الداخلية كلود غيان «انهم اناس يدّعون عبر الانترنت انهم جهاديون ولديهم ايديولوجية متطرفة متشددة، ايديولوجية قتالية». وبحسب مسؤول كبير في الشرطة فان حوالي «مئة» اسلامي متشدد تراقبهم السلطات.

ومن بين الذين تم توقيفهم زعيم جمعية فرسان العزة المتطرفة المحلولة محمد الشملان، وافاد مصدر في الشرطة بضبط عدة قطع اسلحة لدى توقيفه في منطقة نانت (غرب) معددا منها «ثلاث بنادق كلاشينكوف ومسدس وقنبلة يدوية». وكان وزير الداخلية قد حل هذه الجمعية في يناير واتهمها بالسعي لتدريب مناصريها على الكفاح المسلح. وقال إن هذه «الجماعة المسلحة تسيء إلى المبادئ الجمهورية» و«تريد فرض الاسلام» في فرنسا. ونفى زعيم الجمعية محمد الشملان اي نوايا عنيفة لحركته.

وعلق ساركوزي على الهجمات التي نفذها محمد مراح في تولوز ومونتوبان (جنوب غرب) وقتل فيها سبعة اشخاص، وقال ردا على اسئلة اذاعة اوروبا ١ ان هذه الهجمات اثارت «صدمة» في فرنسا تشبه «قليلا» صدمة اعتداءات ١١ سبتمبر في الولايات المتحدة. وقال إن «صدمة مونتوبان وتولوز كان لها وقع كبير في بلادنا، بما يشبه قليلا، ولا اود المقارنة بين الفظاعات، الصدمة التي تلت (هجمات) سبتمبر ٢٠٠١ في الولايات المتحدة».

وكان نيكولا ساركوزي يتحدث صباح أمس الجمعة في برنامج مخصص للحملة الانتخابية. وهو مرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي تجرى في ٢٢ إبريل و٦ مايو. ويرى الخبراء السياسيون ان جرائم تولوز ومونتوبان اتاحت الفرصة امام ساركوزي لتعزيز وضعه الرئاسي. وكان ساركوزي طلب من الشرطة بعد مقتل مراح في ٢٢ مارس «تقييم» مدى الخطورة التي قد يشكلها الاشخاص المعروفون بتعاطفهم مع التطرف الاسلامي. وطلب ايضا اتخاذ اجراءات لمعاقبة الاشخاص الذين يطلعون على المواقع المتطرفة والاشخاص الذين يتوجهون إلى دول تضم ملاذات الجهاد الدولي مثل افغانستان وباكستان.

وتمت التوقيفات غداة دفن محمد مراح في القسم المسلم من مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز (جنوب غرب فرنسا) في حضور ثلاثين شابا من حيّه وفي غياب افراد عائلته. وقتل محمد مراح في ٢٢ مارس بعدما حاصرته قوات النخبة في الشرطة ٣٢ ساعة في شقته في تولوز. ونفذ مراح ثلاث هجمات في منطقة تولوز في ١١ و١٥ و١٩ مارس اسفرت عن قتل ثلاثة مظليين فرنسيين واربعة يهود من بينهم ثلاثة اطفال. وقد اعلن اثناء محاصرته انه ينتمي إلى تنظيم القاعدة.

وتم توقيف شقيقه الاكبر عبد القادر مراح للاشتباه في تواطئه في عمليات القتل. وهو معروف منذ سنوات بانه من انصار السلفية الاسلامية المتطرفة في منطقة تولوز. وكان قد ورد اسمه في التحقيق الذي قاد إلى تفكيك شبكة لنقل الجهاديين إلى العراق عام ٢٠٠٧، بدون ان يتم توقيفه للتحقيق معه.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة