الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٨ - الاثنين ٢ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


مسئول إسرائيلي: دفع إخوان مصر بمرشح للرئاسة أمر مقلق





نيويورك - الوكالات: وصف مسؤول إسرائيلي قرار جماعة الإخوان المسلمين الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية بأنه أمر «مقلق».

وقال المسؤول في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرته امس الأحد تعليقا على إعلان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر يوم السبت ترشيح المهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية: «من الواضح أن هذا ليس نبأ جيدا».

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه «الإخوان المسلمون ليسوا أصدقاء لنا ولا يتمنون لنا الخير». وأوضح: «السؤال الكبير هو مدى البراجماتية التي سيكونون عليها إذا ما وصلوا إلى السلطة». وذكرت الصحيفة أن الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على ترشيح الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة.

وقد ادى اعلان الاخوان إلى خلط الاوراق وقلب المشهد السياسي قبل اقل من شهرين على اول انتخابات رئاسية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير ٢٠١١ والمقرر ان تجرى دورتها الاولى في ٢٣ و٢٤ مايو المقبل.

ويقول مصطفى كامل السيد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ان «الاخوان المسلمين يسعون إلى امتلاك كل ادوات السلطة في البلاد لذلك لا شيء يثير الدهشة في ان يكون لهم مرشح للرئاسة». ويضيف «بعد فوزهم الكبير في الانتخابات التشريعية من الممكن ان تكون امامهم فرص كبيرة في الوصول إلى الدورة الثانية» من الانتخابات الرئاسية.

إلا أن الخبير السياسي والكاتب الصحفي حسن نافعة يرى ان المعركة لن تكون سهلة بالنسبة إلى الاخوان الذين «يمكن ان تمثل رغبتهم المتزايدة في الهيمنة خطورة شديدة عليهم وان تؤدي إلى حالة استقطاب» في البلاد. واضاف «سيبدون وكأنهم يريدون السيطرة على جهاز الدولة بأكمله والتخلي عن وعودهم بالتعاون لا بالسيطرة».

وقد أكد الاخوان المسلمون لاشهر طويلة رغبتهم في دعم مرشح توافقي يتبنى افكارهم لكن يكون من خارج الجماعة وذلك حتى لا يعطوا الانطباع بالرغبة في احتكار السلطة.

وقد سبق إعلان رجوعهم في هذا القرار ايام عدة من النقاشات الداخلية الصاخبة. ويأتي إعلان ترشيح الشاطر ليزيد من تفاقم الازمة التي اثارتها تشكيلة اللجنة التأسيسية المكلفة بوضع الدستور القادم والتي قاطعتها الاحزاب العلمانية واليسارية بل حتى المحكمة الدستورية العليا والازهر الشريف احتجاجا على سيطرة الاخوان والسلفيين على هذه اللجنة وعلى اقصاء فئات عدة من المجتمع منها.

وقد بررت الجماعة الرجوع في وعدها واختيار الشاطر «المرشح الوحيد» للاخوان بـ«المتغيرات والتحديات التي تمر بها الثورة الآن والتهديدات التي تواجهها، وبعد دراسة كاملة للموقف وما يصبو إليه شعبنا العظيم من آمال وطموحات». وايضا بـ«التلويح والتهديد بحل مجلسي الشعب والشورى المنتخبين للمرة الأولى بارادة شعبية، الامر الذي ينذر باجهاض الانجاز الاهم للثورة والدفع بمرشح رئاسي او اكثر من بقايا النظام السابق ودعمهم من فلول الحزب المنحل في محاولة لانتاج النظام السابق».

وتقصد الجماعة بذلك الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى او احمد شفيق آخر رئيس وزراء لمبارك. وربما ايضا يكون ما تردد عن امكانية ترشح مدير المخابرات العامة السابق اللواء عمر سليمان - الذي كان فترة طويلة من اشد اعداء الاسلاميين - للرئاسة، قد اجج قلق هذه الجماعة.

من جهة اخرى يواجه الشاطر ايضا منافسة قوية من مرشحين اخرين ينتمون إلى التيار الاسلامي سبقوه في خوض السباق مثل السلفي المتشدد حازم صلاح ابو اسماعيل الذي يملك شعبية قوية وعبدالمنعم ابوالفتوح القيادي الاخواني السابق، والذي رغم تخلي الجماعة عنه لخروجه عن اوامرها يحظى بتأييد الكثير من شباب الاخوان.

واعتبر نافعة ان «الاخوان بتقديم مرشح للرئاسة رغم وعودهم السابقة بعكس ذلك، اتخذوا خيارا صعبا وخاصة مع وجود اسلاميين اخرين سبقوهم في خوض السباق».

وترى رباب المهدي الاستاذة في الجامعة الامريكية في القاهرة ان النقاشات الداخلية الحادة التي سبقت قرار الجماعة التقدم بمرشح للرئاسة تنم عن وجود خلافات بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها. وقالت ان لدى الاخوان «آلة سياسية قوية لكنهم استنفدوا كل الفرص في العثور على مرشح توافقي. وخيرت الشاطر كان في الحقيقة ورقتهم الاخيرة».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة