الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٠ - الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

العلم والصحة


العلماء يربطون بين تأخر تطور المخ لدى الأطفال و«الأنانية»





قال علماء من ألمانيا إن تأخر تطور المخ لدى الأطفال وليس الأنانية قد يكون السبب وراء عدم مشاطرتهم ما يملكونه مع الغير بشكل عادل.

وقال علماء معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والعصبية بمدينة لا يبتسيج في دراستهم التي نشرت في مجلة »نويرون« الأمريكية: «حيث إن نمو إحدى مناطق المخ المهمة للسلوك، منطقة الفص الجبهي، لا يكتمل إلا في وقت متأخر جدا، فإن الحديث عن تقاسم الأطفال في سن المدرسة مقتنياتهم سهل نظريا ولكنه صعب من الناحية العملية».

طلب الباحثون تحت إشراف نيكولاوس شتاينبايس خلال تجاربهم على ١٧٤ طفلا في سن ٦ إلى ١٣ عاما المشاركة في لعبتين معروفتين في نظرية اللعب المعروفة عند علماء النفس وهما لعبة المستبد ولعبة الإنذار أو المهلة اللتان تحتاجان لقهر الأنانية داخل الإنسان من أجل تحقيق أكبر عائد ممكن على المشاركين فيهما.

ويستطيع الطفل المشارك في لعبة الديكتاتور أن يفترض بشكل سلبي ما سيحصل عليه من قرينه ويستطيع خلال لعبة الإنذار رفض ما يعطى له إذا لم يكن العرض مناسبا له ولكن ذلك يعني إلغاء مكافأة كانت ستعطى لكل من الطرفين في حالة قبول الطرف الثاني لها.

وأوضح شتاينبايس أن الهدف من التجربة هو معرفة ما إذا كان الأطفال سيتقاسمون مقتنياتهم بشكل أكثر عدلا عندما يستطيع مشاركوهم في اللعبة رفض العرض المقدم لهم وما مدى ارتباط مثل هذه التكيفات الاستراتيجية للسلوك بالسن وتطور المخ.

وتبين للباحثين فعلا أن الأطفال الأكبر سنا يتقاسمون المكافآت فيما بينهم بشكل أكثر عدلا من أقرانهم الأقل سنا الذين لم يستطيعوا التمييز تقريبا بين الوضعين.

ثم أظهرت القياسات التالية لحجم المخ لدى الأطفال أنه كلما كان عمر الأطفال أكبر كانت منطقة الفص الجبهي أكثر نشاطا حيث تنضج هذه المنطقة خلال مرحلة أخرى من الطفولة حسبما أوضح الباحثون.

ويرى الباحثون أن عدم تقاسم الباحثين مقتنياتهم عندما يكون ذلك ذكيا من الناحية الاستراتيجية ليس له صلة بنقص الفهم لديهم بل يرتبط بالتطور الذي يحدث فيما بعد لإحدى مناطق المخ المهمة لضبط النبض.

ويرى باحثو معهد ماكس بلانك أن نتائجهم يمكن أن تكون ضرورية في علم التربية خاصة عندما يتعلق الأمر على سبيل المثال بتطوير استراتيجيات لدعم السلوك الاجتماعي الأمثل لدى الأطفال.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة