هو رمون التستوستيرون يزيد من حب الذات
 تاريخ النشر : الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢
قال علماء من بريطانيا إن هو رمون التستوستيرون يقلص الميل للتعاون مع الآخرين ويجعل الإنسان يتعامل بشكل أكثر حبا للذات.
وقال الباحثون تحت إشراف نيكولاس رايت من جامعة لندن في دراستهم في مجلة »بروسيدنجز ب« التابعة للجمعية الملكية البريطانية للعلوم في بريطانيا إن التجارب التي أجروها أثبتت أن التصرف الاجتماعي يتأثر بعوامل حيوية.
ويعلم الباحثون منذ وقت سابق بالفعل أن هناك عناصر تجعل الإنسان أكثر تعاونا مع الآخرين من بينها إفراز هرمون أوكسيتوسين المؤثر في العلاقات العاطفية وعلاقة الحنان بين الأم وطفلها.
وأراد رايت وزملاؤه خلال هذه الدراسة معرفة إذا ما كانت هناك أيضا عوامل ذات تأثير مضاد، أي عوامل تحد على سبيل المثال من السلوك المتعاون وقرروا لذلك دراسة هرمون التستوستيرون كنموذج وذلك لأن دراسات سابقة أظهرت أنه يحد من السلوك الاجتماعي ويشجع العدوانية ويؤثر بذلك في السلوك التعاوني.
قام الباحثون بجعل امرأتين أمام شاشة كمبيوتر تظهر عليها صورتان بشكل متتابع، وكانت هناك صورة شيء مختفية في إحدى هاتين الصورتين وكان على المرأتين أن تقررا في أي الصورتين يختفي هذا الهدف. وعندما كان اختيار المرأتين يقع على نفس الصورة كانت التجربة تنتقل إلى الاختبار التالي، ولكن عندما كانت المرأتان المشاركتان في التجربة تختاران صورة مختلفة عن بعضهما بعضا كان الباحثون يطلبون إليهما أن تتناقشا سويا وأن تتصلا على صورة واحدة، وتكررت التجربة مع عدد من النساء بشكل ثنائي وبنفس الشكل مرة أخرى بعد نحو أسبوع.
وكان سر وراء هذه التجربة هو أن النساء حصلن في إحدى المرتين على جرعة من هورمون التستوستيرون قبل التجربة وفي المرة الأخرى عقار وهمي.
وأظهر تحليل النتائج أن تعاون النساء اللاتي لم يحصلن على جرعة من الهرمون كان أفضل في النتيجة الإجمالية للاختبارات حيث أصبن الهدف المبحوث عنه مرات أكثر بوضوح جراء تعاونهن مع شريكتهن في التجربة وذلك مقارنة بأقرانهن اللاتي حصلن على جرعة من الهرمون.
أما عندما كان معدل هورمون التستوستيرون مرتفعا لدى نفس النساء في المرة الأخرى فإن تعاونهن تراجع بنسبة كبيرة وهو ما انعكس في تصميمهن مرات أكثر على رأيهن وهو ما أدى بدوره إلى تراجع مرات الإصابة بشكل عام حسبما أوضح الباحثون.
وقال الباحثون إنه لا غنى عن التعاون في الكثير من المناسبات الاجتماعية وان هذا التعاون يساهم في احترام قدرات الآخرين ومعلوماتهم وبذلك يحسن أداء المجموعة أو قراراتها بما يخدم مستوى «الذكاء الجماعي» للمجموعة.
غير أن الباحثين رأوا في الوقت ذاته أن التعاون المفرط يمكن أن يكون ذا نتيجة سلبية على الفرد إذا أهمل مصالحه الخاصة بشكل مفرط وأن المجموعة ككل لا تستفيد دائما من التعاون وذلك عندما يؤدي التعاون المفرط إلى انتصار رأي يكون سيئا للجميع.
وخلص الباحثون من وراء ذلك إلى أن السلوك الاجتماعي هو نتاج تفاعل حساس بين عدة عوامل حيوية وأن هرمون التستوستيرون يجعلنا أكثر حبا للذات خلال هذا التفاعل وأن ذلك يساعد غالبا على العثور على أفضل حل لمشكلة ما ولكن الكثير من هذا الهرمون يمكن أن يعمي أبصارنا عن رؤية رأي الآخرين، وهو ما يمكن أن يظهر جليا عندما يحاول شخص متسيد فرض رأيه على مجموعة، كما يحدث في لجان التحكيم على سبيل المثال.
.