صناعة تجميل إسلامية بقيمة ٣١ بليون دولار
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢
أحمد عبدالله
يسرد تقرير لمصرف سراسين تبلور منتجات إسلامية جديدة تجذب مسلمين وغير مسلمين وآخر أمثلتها هي صناعة تجميل وصيدلة يتزايد الطلب عليها. ويشرح المصرف السويسري الأصل أنه بينما يُسمح للمسلم باستخدام المنتجات حتى الحرام منها في حالة الضرورة إن تهددت الروح البشرية، فإن استعمال منتجات من أصل حيواني، كما في مسكنات الآلام ومشروبات السعال وكبسولات الفيتامين وما شابه ذلك تعتبر مسألة أساس للتفريق فيما بينها. ووسط اختلاف المقاييس أصدرت ماليزيا معايير ودليل عام (مقياس MS ٢٤٢:٢٠١٠) توضح فيها الأدوية الحلال، بينما لا تطالب دول إسلامية بأية شهادات توثق للمواد المستخدمة في صناعة أدوية.
ويقدر معهد أستراليا لعلوم العناية الذاتية حجم صناعة أدوية التجميل الحلال بـ ١٣ بليون دولار من مجمل صناعة عالمية بـ ٣٣٤ بليون دولار. ولا يزال هذا الجهد في بداياته، وبشركات قليلة تخاطب حاجات قسم من المستهلكين.
وقادت ماليزيا الخطوات بهذا الاتجاه، واستضافت أول مؤتمر دولي لمنتجات التجميل الحلال ومواد العناية الذاتية. وباتت نساء مسلمات يطلبن مواد تجميل خالية من مكونات استخرجت من خنازير أو كحول. وأضفن أيضاً اشتراط الجودة، وخيارات اللون، والمقاربة العلمية. ولاحظت الصناعة أن الاهتمام الإسلامي بالبيئة والأخلاق في مواد التجميل بات يجذب غير المسلمين. وكانت (ساف للعناية النقية بالبشرة)، أول مؤسسة لمنتجات تجميل حلال بأوروبا تقدّر أن ٧٥% من زبائنها هم من غير مسلمين. وبالمقابل فمنتجات الـ (بودي شوب) الطبيعية ومبادئها تجذب مستهلكين مسلمين، مما يدعم حضور المؤسسة الباهر في الشرق الأوسط. وأصبحت السلامة والشروط الصحية مصدر قلق أيضاً.
ويمكن لصناعة الأغذية والأدوية الخليجية أن تستفيد من الريادة الماليزية وأن تضع مقاييس إسلامية للصناعتين وتقارب بها ما بات مهماً لدى جماعات بشرية عديدة في العالم المعاصر. فلربما كان التلويح باحترام البيئة والحفاظ على مصادر الأرض مبادئ محدودة التأثير أو الجذب للمستهلك إلى ما ينوف قليلاً على العقود الستة الماضية، ولكنها باتت ذات تأثير جاذب على إنسان القرن الواحد والعشرين الذي يبدي استعداده للإنفاق على صناعة تعلن احترامها لتلك المعايير.
ويمكن لصناعة الدواء والغذاء الخليجية أن تجمع بين المبادئ الإسلامية والجودة واحترام مقاييس النظافة والصحة لتخاطب مئات ملايين المستهلكين النباتيين وأولئك الذين يتبنون مذاهب تنادي باستخدام الطاقة المتجددة، واحترام الطبيعة والمبادئ التي تحافظ على مساحات الكون خضراء وتستزيدها.
وهناك الآن كتلة مستهلكين خليجيين وسوقها الواسعة من مواطنين ومقيمين والتي تجعل من الممكن للصناعات والشركات أن تنتج وأن تستوعبها هذه السوق وتؤمن لها عوائد تغطي تكاليف الإنتاج الأولي، وقدراً من الأرباح تحفزها لإعادة الإنتاج والابتكار والتجديد.
وهذا ما فعلته اليابان حينما برزت كقوة صناعية وتبعتها الصين والهند وهو الاستفادة من كتلة بشرية بالسوق الداخلي على أن يكون التصدير للخارج إضافياً وبعد قبول السلعة محلياً.
.