الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٠ - السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

لآلى متناثرة


هذا خليفة بن سلمان فتعلموا منه!





وانظروا الى فعله وأقواله مادمتم أحياء، تعلموا فما العلم إلا بحر بقدر ما أبحرتم فيه نلتم واكتسبتم، فاغرفوا من بحر (خليفة) الذي جاءكم في ذلك اليوم ليعلمكم «أن الكلمة ملك من كتمها فإذا نُطِقتْ مَلكتْ» تعلموا منه الحلم والأناة التي ما نُزعتا من شيء إلا شانته، تعلموا منه التبصر في الأمور والتوخي في كل شأن والحذر(كل الحذر) من العواقب والتبعات، خذوا عنه مادام فيكم قائما أطال الله في عمره.

جاءكم لا لشيء إلا لتتعلموا، وتنهلوا، لا عيب في أنكم أخطأتم وستخطئون فكلنا بشر، ولكن من البشر من خلقهم الله هدى للناس، فجعل فيهم من الخصال الحميدة ما ينفع به، فبأمثالهم يُقتدى، وبنورهم يُستضاء.

خليفتنا ما جاءكم (لتسقطوا استجواب وزيرة الثقافة)! لأنني عرفت هذا الرجل كما تُعرف خطوط اليد، فإذا فهمتم أنتم أنه جاء لوقف الاستجواب كما صرحتم (فأنتم مخطئون) أما الغاية الكبرى التي جاء بها (مجلس النواب) يوم الاثنين الفائت فهي ما ستفهمونه بعد سنوات طوال!

لأفهم خليفتنا لا أحتاج إلا النظر إليه لدقائق معدودة، فهو عندما يبتسم يقصد شيئا آخر يستعصي على الكثيرين فهمه، أيكون ابتسام الرضا أم الغِضَاب، وعندما يومئ بعينه فإن في ذلك من الإشارات ما يسع لغة كاملة، فإن حرك يده فإن لذلك دلالات ودلالات يعجز المتسرعون عن فهمها، ولذلك فإن كل ما يصدر من خليفة أو عنه يحمل في معناه ألف معنى!

حضور سموه الكريم إلى مجلس النواب (عندما عجزوا عن حل مشاكلهم) هو حضور الوالد لعياله، وحضور المربي لأطفاله ليبصرهم ويثقفهم ويبدي لهم من الأيام ما كانوا (جاهليه) ويأتيهم بالأخبار ما لم يزودوا!

هو في ساعة واحدة قد يعلم كل الحاضرين من التاريخ العبر والسيّر، ومن الحكمة الوصايا والمختصر، ومن الكلمات ما فيه مُعتبر، بشرط واحد يفرضه المقام العالي والمقال النادر، الشرط هو استشفاف معانيه، وفهم مراميه، والتفكر في كل كلمة صدرت عنه فكل ما يقوله يقصد به من المعاني القريب والبعيد، ولا يفهمه إلا من عرفه بحق ونال بفكرته العمق.

دعاكم إلى التمسك بروح الأسرة الواحدة، دعاكم إلى التحلي بأخلاق الحوار، دعاكم إلى نبذ الخلاف وإلى نبذ كل من تسول له نفسه بث الشقاق والنزاع وروح الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا، لا وطن المجلس وحده، حضر ليعلم النفوس كيف تسمو، حضر إليكم لأنكم (وللأسف) عجزتم عن استشراف الغد القاتم الذي سعى البعض لاستجلابه غفلة منه أو (قصدا)، غد الذين سلموكم أمانة المجلس النيابي وانتخبوكم له(أي نحن)!

والسؤال الآن.. هل علمكم حضور صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر شيئاً؟ هل تعلمتم منه أن الكبير هو من يسامح ويتغافل ويترك العواطف جانبا فيما يخص القضايا الكبرى؟ هل تعلمتم أن حضوره لم يكن لوقف استجواب أو قضية فردية؟ هل تعلمتم منه أن الغاية الكبرى التي جاء لها هي (البحرين)؟

ولأن الغايات تبرر الوسائل، والغايات بقدر أصحابها، فكلٌ سيفهم الغاية بقدر علمه ومعرفته وسرعة بديهته، من الناس من سيحتاج أواناً ليفهم، ومنهم من سيحتاج زماناً، ومنهم من سيعجز الدهر أن يُفهِمَه!

لو زارني هذا الأمير في منزلي لفرشت له من الزهور والورود ما يمشي عليه، لو جاء لغنت له جُدُرات بيتي فرحا بقدومه، وسعودا بمقدمه مقدم الخير والبركة، ولعلقت على السطح نشلا أخضراً معلنةً قدوم الفرح (قدوم خليفة) عزنا وتاج رؤوسنا، ولصنعت من السعف الأخضر زينةً وقباباً إيذاناً بمقدمه.

تُرى هل صنع فيكم الفرق؟ أم لازلتم تقولون كما قالوا «مُسلَمة لا شية فيها»، الحسرة على البحرين إذا «أخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون»، والحسرة إذا جاءكم (خليفة) ولم تتعلموا ولم تكونوا تعقلون!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة