الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٢ - الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


«العمل التطوعي» والصيف القادم





تعودنا في صيف كل عام في مملكة البحرين أن نرى برامج وفعاليات تقيمها المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية والعديد من الجمعيات للطلبة والطالبات من أجل استثمار فترة الإجازة الصيفية في برامج تعليمية وترفيهية.

ولقد لاحظنا الجموع الغفيرة من الشباب البحريني العاملين في الفعاليات الوطنية الكبرى وفي اي احتفالية ونشاط وهي تعمل بكل همّة واجتهاد، فما ان تذهب الى مجمع أو تدخل فندقا أو تمر بالقرب من محطة إلا وهناك شباب بحريني من الجنسين يعمل ويتعامل مع الجمهور بهندام مرتب ومظهر حسن وأسلوب جميل في التعامل، الأمر الذي يعطي انطباعا إيجابيا عن الشباب البحريني، بجانب أنه يصقل مهارات الشباب ويوظف طاقاتهم نحو الخدمة المجتمعية. في المملكة العربية السعودية أقامت مجموعة من الشباب والشابات بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية وجمعية الهلال الأحمر السعودية سلسلة من البرامج الميدانية في العمل التطوعي تمثلت في تنظيف عدد كبير من المساجد وطرق الإسعافات الأولية وإصلاح السيارات المتعطلة بجانب تنظيف الشوارع وردم الحفريات وتنظيف الشواطئ والرفق بالحيوان وصيانة وترميم عدد من المنازل الفقيرة، وقد لاقت تلك الأعمال التطوعية التفاعل والتقدير من الجهات الرسمية.

ولعلها مناسبة جيدة تستحق الاستثمار والتفاعل خلال فترة الصيف القادم، بأن تخصص المؤسسة العامة للشباب والرياضة برنامجها للعمل التطوعي من خلال أنشطة ومبادرات في كل محافظات البحرين طوال فترة الصيف، بحيث ينخرط الشباب في تنفيذ وإنجاز أعمال تطوعية متنوعة ومختلفة، وبذلك يشعر المواطنون بأعمال الشباب التطوعية في المناطق والأحياء السكنية وفي شوارع البحرين العامة.

ولدينا في مملكة البحرين مبادرة رائعة في العمل التطوعي، وهي جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي حفيد سمو رئيس الوزراء التي تبناها الاتحاد العربي للعمل التطوعي، ومن المناسب جدا أن تخصص المؤسسة العامة ووزارة التربية برنامجها الصيفي القادم للعمل التطوعي فقط، من دون أن تقام أي فعاليات وبرامج أخرى.

فالعمل التطوعي خلال الصيف بالتنسيق مع وزارة الصحة في المراكز الصحية مثلا ووزارة الأشغال والبلديات والداخلية وغيرها كثير، وهي مجالات متميزة للعمل التطوعي، ولربما كان ذلك متماشيا مع المقرر الدراسي المعمول به في المدارس الثانوية في البحرين والذي يقضي بأن يعمل الطالب فترة من الساعات في مؤسسة أو وزارة أو أي هيئة كي يكتسب الخبرة العملية ويستثمر جهده وطاقته في خدمة المجتمع.

الأسبوع القادم سيبث تلفزيون البحرين بالتعاون مع الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة برنامج «المهمة» الذي يستعرض تجربة البرنامج الناجحة في مجال اختيار الخامات الجيدة من الشباب الحديثي التخرج وإثباتهم لمقدرتهم في مجالات العمل المختلفة.

باختصار نتمنى أن تكون برامج الصيف القادم موجهة فقط نحو «حول العمل التطوعي».. فلربما ساهمت تلك البرامج في إصلاح ما أفسدته السياسية والطائفية في هذا البلد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة