الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٢ - الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


الثراء من وراء مكافحة الإرهاب





مصائب قوم عند قوم فوائد، فبانقسام العالم إلى مطارد (بكسر الراء) وطريدة، في سياق حرب أمريكا ضد خصميها العنيدين طالبان والقاعدة، واتتني الفرصة للقفز إلى أعلى السلم الاجتماعي.. كيف؟ انا أقول لكم كيف: الأمريكان كرماء، وكل شيء عندهم بثوابه، وقد عرضوا مكافآت تصل إلى ٢٥ مليون دولار لمن يدلهم على من يعتبرونهم إرهابيين، ومخططي هو الإبلاغ عن إرهابيين من ذوي الوزن الخفيف، للحصول على بضع مئات الآلاف من الدولارات، وليس عزوفي عن الملايين من باب التعفف، او نتاج موقف مبدئي!! فأنا من جيل تعلم عمليا ان رضا أمريكا أهم من رضا الوالدين، وبالتالي فإنني لا أتجاسر على رفض طلب لها، وكل ما في الأمر هو انه لو منحتني أي جهة مليون من العملة الصومالية، التي يطبعها كل طرف على كيفه، فانني سأسقط صريعا بعد ان يعجز الأوكسجين عن الوصول إلى دماغي الناشف.

والإرهابيون ذوو الوزن الخفيف الذين اعتزم تسلميهم للحبيبة واشنطن هم «الزوجات»، وقد اكتشفت ان معظم النساء إرهابيات. عندما صارحت عددا من الأصدقاء بمعاناتي على يد زوجتي التي يصل بها التعسف أحيانا الى حرماني من مصروف الجيب، إذا ضبطتني أشاهد فضائيات عربية معينة!! ومن فرط ساديتها فإنها تشجعني على مشاهدة القنوات العربية الرسمية رغم أنها تعرف أنها تسبب انسداد القناة الهضمية عند الرجال وقناة فالوب عند النساء، فهي من النساء اللواتي يجمعن بين وزارتي الداخلية والمالية، أي أنها مسؤولة عن الأمن العائلي، والأمن الغذائي، مما يخولها الاستيلاء على راتبي (ربنا على المفتري)! وتسابق أصدقائي لمواساتي وحكوا لي أشياء تشيب لها الغربان عن زوجاتهم، فمنهم من تجبره زوجته على متابعة القنوات الفضائية الحكومية ليوم كامل اذا أثار حفيظتها، ومن المعروف ان ميثاق الأمم المتحدة يعتبر إرغام أي شخص على متابعة فضائية عربية من أقسى ألوان التعذيب، بما في ذلك القنوات التي تبث البرامج التي تنقض الوضوء.

والشاهد هنا هو ان هناك أدلة دامغة على ان الزوجات إرهابيات، والرجال الذين لا يشكون من سوء المعاملة أقلية «مقهورة»، ولا تأخذك يا عزيزي الزوج بحرمك شفقة ولا رحمة، وتذكر ان لغتنا هي التي كشفت عيوب النساء، (وإليكم موالاً تلقاه كثير منكم عبر الانترنت) فأنت عندما تأتي برأي سديد تكون مصيبا، اما المرأة فإنها تكون «مصيبة»، والرجل يركض ويصبح جاريا بينما المرأة التي تجري للتخلص من الشحوم والكولسترول تصبح «جارية»، والرجل يدخل البرلمان فيصبح نائبا أما المراة فتصبح «نائبة» من نوائب الزمان، والرجل يدرس القانون ليصبح قاضيا أما زميلته المرأة فتصبح «قاضية» من طراز مايك تايسون، الذي عض خصمه هوليفيلد فقطع أذنه، والمرأة التي تتبع المذهب الحنفي «حنفية»، ربما لأنها لا تكف عن الكلام، والانسان الذي ينبض قلبه «حي»، اذا كان رجلا و«حيّة» اذا كان امرأة، والرجل الذي يهبط من علٍ يكون نازلا، والمرأة التي تحذو حذوه تكون نازلة:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج

ولا يهمك أيتها المرأة، فكاتب هذه السطور شخص «أسود»، والسواد مقترن في اللغة العربية بكل همّ وغمّ وكرب، ونهارك أسود وحظك أسود، وجدي عنترة الأهبل فرح بلقب فارس بني عبس وصدق أن «الحالة واحدة»، فخطب عبلة، وكان ذلك عليه خطبا جسيما، وسلط عليه بنو عبس كتائب القذافي وشبيحة الشبل بشار وبلاطجة الشاويش عبدالله.. واضطربت الأمور في مصر فقدم لهم أهلي النوبيون كافور فحكمهم بالعدل، وجاء المتنبي يطلب منه منصبا فلما رفض، جعل منه أضحوكة على مر الزمان: من علم الأسود المخصي مكرمة؟ يعني لو اكتفيت بمعايرته بالسواد يا أبو الطيب!!!





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة