الثورات العربية تطيح بالمضلين وتأتي بمن هم أضل
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ أبريل ٢٠١٢
طالما أن الثورات العربية لا تنفك عن السيطرة الغربية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية فلا نتوقع من هذه الثورات سوى فرقعات شكلية توحي بالتغيير ولكن هذا التغيير شكلي وصوري وليس له على أرض الواقع ما ينبغي للشعوب أن تبتهج به لأن الموضوع ببساطة ترحيل مئات من المفسدين وإحلال مفسدين آخرين مكانهم لأن المحرك في التغيير ليسوا هم الشعوب وإنما الإدارات الأمريكية هي اللاعب الأساسي لكل هذه الزوابع من أجل تغيير الوجوه بوجوه أكثر ولاء وطوعا لها.
ولو كان للدول التي تفجرت فيها الثورات الإرادة التي تستطيع تسيير أمور حياتها بمعزل على تلك الدول الغربية لربما نستطيع القول إن الثورات آتت أكلها بالشكل المطلوب والمرغوب، ولكن كيف لها أن يتم ذلك وكل هذه الدول مأكلها ومشربها ولباسها ومنامها وضياؤها ومياهها وأرضها وسماؤها تحت سيطرة الغرب فمن يجرؤ على الوقوف ضد إرادته وإدارته؟ لأنهم إن فعلوا ذلك فسيعودون إلى العصور الحجرية بسبب العقوبات التي ستفرض عليهم مما سيجبرهم أخيرا على الانصياع لإرادته طوعا أو كرها.
ولهذه الأسباب ينبغي التحرر من سيطرة الغرب صناعة وزراعة وعندها نستطيع التحرر من سيطرته، فليس الذنب ذنب الوجوه التي تدير شؤوننا لأنهم سلسلة من هذه المنظومة التي إما عليها السير في ركب الغرب من أجل الرفاهية وإما التمرد عليها لنعيش في كهوف ونعود كما كان أجدادنا يعيشون عصر البغال والحمير ورعي الأغنام لنتخذ من اوبارها وأصوافها متاعا لنا ولأنعامنا فأي الفريقين يا شعوب العالم العربي المعتز بثوراته تؤمنون؟ هل بالمهادنة مع الغرب أو المداهمة معه؟
يوسف محمد الأنصاري
.