عذرا خليفة بن سلمان
 تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٢
بقلم: د. نبيل العسومي
أن يتطاول الأقزام على العمالقة فهذا أمر يدعو في أحسن الأحوال إلى السخرية ولذلك يواجه العقلاء في هذه الأرض مثل هؤلاء الأقزام بالقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
أن يحاول الأقزام والمهرجون التطاول على العمالقة فعلا وقولا ومسمى فتلك حكاية معهودة في تاريخ الحضارة الإنسانية، فكم من الأقزام تطاولوا على العمالقة وكم منهم من سجله التاريخ كمثال للبؤس والسخف والحماقة، ولكن التاريخ يذكرهم دائما في باب الحمقى والمهرجين أو في باب ظرفاء الزمان ولكن لا يأتي بهم أبدا ضمن قوائم الأبطال والعظماء الذين يؤثرون في التاريخ ويتركون بصماتهم.
دفعني إلى مثل هذه المقدمة ما نشهده في حياتنا من أمثله غريبة وعجيبة لمثل هذا التطاول الذي يبدو أن مرضه تجاوز بعض أركان المعارضة الغوغائية ليصل إلى بعض النواب للأسف الشديد وما كنا أبدا نتمنى أن نثير مثل هذه القضية مع علمنا الشديد ومعرفتنا الدقيقة بالعديد من السخافات والممارسات غير اللائقة التي قد يأتي بها بعضهم مع احترامنا الشديد للرجال والنساء الأفاضل والفاضلات الوطنيين والوطنيات الذين يمثلون قلب البحرين النابض في فكرهم واجتهادهم ومواقفهم وسنعهم البحريني الأصيل، ولكن ماذا نفعل ونحن نرى من يتطاول على سيد من أسياد هذه البلاد وأسد من أسودها وعلم من أعلامها الكبار؟ وهو الرجل الذي تدين له البحرين كلها الصغير والكبير لأياديه البيضاء على هذا الوطن العزيز الذي أسهم في بنائه وتنميته والارتقاء به وجعله وطنا للحرية يطيب فيه العيش ويحس فيه المواطن والمقيم بكرامته الإنسانية كاملة من دون تمييز.
بالله عليكم من ذا الذي تسول له نفسه التطاول على رمز من رموز هذا الوطن الحقيقيين وليسوا المزيفين إلا إذا كان فاقدا للحس الإنساني وللوعي السياسي أو عاقا لا يعترف بالحق ولا بالفضل لأهله ولا يمتلك معنى من معاني الوفاء لمن أفنى العمر في البناء والتشييد والنهضة الشاملة؟
يا للعجب! ويا للغرابة! ويا للدهشة! بل يا للحزن الشديد! عندما تنتقل قلة الحياء وقلة السنع من شارع اللوفرية والفوضى والمولوتوف إلى ساحة يفترض بها أن تكون أرقى الساحات التزاما بالقيم وبالسنع وبالاحترام المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وهي ساحة البرلمان بيت الشعب البحريني.
يا للعجب! ويا للدهشة! ويا للحزن! ولكن ماذا نقول في زمان اختلاط الأوراق وضياع القيم؟
إن رجلا في قامة خليفة بن سلمان وفي مكانته السياسية وفي دوره السياسي وفي دوره الحضاري لا يمكن إلا أن يكتب اسمه بأحرف من نور ولا يمكن أن يكون اسمه إلا عاليا مرتفعا ولذلك فإن القيم التي تربينا عليها والأخلاق التي تقود أفعالنا وأقوالنا لا يمكن أن تتنكر ولو بكلمة طائشة لتاريخ هذا الرجل العظيم حكيم البحرين وقد لاحظ الملاحظون في الداخل والخارج كيف أن سخافات وتطاولات بعض المعارضة السطحية في هذا السياق كيف قوبلت بالأصوات الشعبية العارمة التي تردد من دون مواربة كلنا خليفة، هذا لم يكن مجرد شعار يعبر عن الحب الكبير لهذا الرجل الكبير والوفاء له ولدوره الحضاري والسياسي والتنموي بل كان ردا مدويا ضد تلك التطاولات التي لا قيمة لها في الواقع ولا تأثير لها في مجرياته ولا في موازين قواه، إن ذلك الصوت المرتفع عاليا وتلك الصرخة الشعبية المدوية التي طبقت الآفاق ووصلت إلى القاصي والداني قد وفت هذا الرجل العملاق جانبا من حقه علينا، أما تطاولات الأقزام الذين لا تاريخ لهم في النضال أو في البناء أو في الفكر أو في السياسة فتلك لا تستحق حتى الرد عليها لأنها لا تحرك شعرة ولا تغير من الواقع شيئا ولكن الذي يحزننا هو هذا العقوق غير المسبوق هذا التهور غير الطبيعي وغير المعهود في أخلاق بعض الناس في هذا البلد الغالي العزيز والمحترم الذي بنى نهضة على القيم والأخلاق قبل أن يبنيها على النفط والغاز والمال والصناعة.
إننا لا نمتلك أمام مثل هذا التطاول الغريب السخيف إلا أن نعتذر لعملاق هذا البلد ونقول له عذرا يا خليفة بن سلمان، فلا تلمنا عما يمكن أن يصدر عن السفهاء منا.
.