الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٩ - الخميس ٣ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


البحرين في عرسها «الدستوري»





}} أول السطر:

في إطار التحضير لقيام وفد بحريني بزيارة القدس كما نشرت وكالات الأخبار بعد زيارة مفتي مصر للقدس، وفي ظل وجود فتوى من بعض العلماء بتحريم الزيارة للقدس في ظل وجود الاحتلال.. نرجو توضيح القضية للرأي العام.. هل زيارة القدس الآن: حلال أم حرام..؟؟

}} العرس الدستوري:

نستطيع أن نوجز للمواطن البحريني أن التعديلات الدستورية تتلخص في عدة رسائل، لعل أبرزها: هو تفعيل الإرادة الشعبية في تشكيل الحكومة وهي تتضمن: أن لممثلي الشعب الحق في قبول أو رفض برنامج عمل الحكومة، كما أن رفض برنامج عمل الحكومة من قبل ممثلي الشعب يعني إقالتها دستوريا وإعادة تشكيلها، بل حتى لو أقر ممثلو الشعب برنامج عمل الحكومة، فلديهم الحق في طرح الثقة فيها «إعلان عدم التعاون معها» في جميع الأوقات بطلب من عشرة نواب.

الرسالة الثانية وتتمثل في تقليص صلاحيات مجلس الشورى، وصلاحيات رقابية كاملة لمجلس النواب، وذلك من خلال رئاسة المجلس الوطني، انتقلت الى المجلس المنتخب بدلاً من المجلس المعين، كما أن التعديلات كشفت أن ليس لمجلس الشورى أي صلاحيات رقابية بما في ذلك حق السؤال، بالإضافة إلى أنه إذا اختلف مجلسا الشورى والنواب في شأن تشريعي فإن النواب المنتخبين يستطيعون حسم الخلاف لصالحهم، لأنهم أصحاب الصوت الأعلى في المجلس الوطني، بجانب شفافية في طريقة اختيار أعضاء مجلس الشورى، علاوة على ذلك فإن قبول أو رفض برنامج عمل الحكومة وطرح الثقة فيها حق دستوري أصيل للمجلس المنتخب فقط.

الرسالة الثالثة تتمثل في أن التعديلات جوهرية وغير مسبوقة، وجاءت وفقا للإرادة الشعبية، حيث إن التعديلات الدستورية جاءت بناء على توافقات الحوار الوطني بمشاركة جميع مكونات المجتمع «بما فيها أقطاب المعارضة»، كما أن التعديلات حظيت بموافقة ممثلي الشعب في البرلمان، بجانب أن التعديلات جوهرية وليست شكلية، وغير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، بالإضافة إلى أن التجربة أثبتت مرونة وإمكانية الإصلاح والتطوير وفق الآليات الدستورية.

تعمدت أن أشير الى هذا الموجز من التعديلات الدستورية لأن المواطن البحريني العادي ربما لم يحط علما وبشكل مختصر بالتعديلات الدستورية، وخاصة أن مملكة البحرين تعيش اليوم عرسا دستوريا وطنيا وتاريخيا.

ملاحظة أخيرة واجبة الإشارة وهي أن العمل الوطني وفق المؤسسات الدستورية والقانونية، وعبر الأساليب الحضارية والسلمية، هو الكفيل بالتغيير والتطوير في هذا الوطن، وفق إرادة شعبية ومباركة ملكية وتعاون حكومي بارز.

والسؤال الواجب طرحه الآن: ماذا حققت المعارضة للوطن من مطالب وأفعال سوى الإرهاب والتخريب، فيما الشعب المخلص والحكومة الموقرة ومجلسا الشورى والنواب مستمرون في العمل والأداء والعطاء.

}} آخر السطر:

لا أعتقد أن الأصابع الإيرانية كانت وراء الخلاف الحاصل بين السعودية ومصر بشكل أساسي، ولكن أتصور أن الخلاف كان وراءه تراكمات أكبر.. ونتمنى أن تكون سحابة صيف مبكرة وسريعة.. فعلاقة مصر والسعودية في صالح الأمة العربية والإسلامية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة