الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦١ - السبت ٥ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


جاردنر وحسين





هناك موضوعان ينبغي الإشارة إليهما هذا الأسبوع. وهما في غاية الأهمية للبحرين من ناحية التطور والتقدم في العمل الإعلامي. أولهما هو المقابلة الرائعة التي أجراها فرانك جاردنر من ال «بي بي سي» مع عبدالهادي الخواجة. هذه المقابلة أظهرت الكثير من الزيف والادعاءات البطالة التي تقدمها «المعارضة» من أن الخواجة على وشك الموت بل أظهرت الكثير من التفهم والدقة والحرفية من قبل جاردنر. وكل ما أستطيع قوله هو أن من رتب ومن وافق على إجراء مثل هذه المقابلة ينبغي أن يكافآ.

أما الموضوع الآخر وهو المقال الذي كتبه زميل الدراسات الشرق أوسطية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إيد حسين. وكان مقالا رائعا بيّن فيه الكثير من أوجه الحقيقة في البحرين. يقول حسين إنه «مرارا وتكرارا وفي اجتماعات مع قادة المعارضة الشيعية تكرر اسما واحدا بصورة دائمة وهو آية الله عيسى قاسم، الزعيم الروحي للوفاق، الذي يمتد نفوذه عبر حركة المعارضة الشيعية». ويضيف «إن خطب قاسم المتعلم في إيران هي في الغالب ضد أمريكا وضد الديمقراطية ومؤيدة لإيران بشدة. وعندما واجهت حركة الخضر الإيرانية الملالي في طهران اتهم آية الله قاسم الغرب بمحاولة تقسيم دولة آمنة وإظهار الكراهية ضد الاسلام».

ويقول حسين (وهذا هو الجزء الذي يظهر مقدارا كبيرا من البحث والمعرفة) أنه (أي آية الله عيسى قاسم) «أيضا لا يقبل آراء الشيعة المختلفة عن آرائه في بلده. وشرح لي ثلاثة من أعضاء البرلمان البحريني من الشيعة عواقب أن يجرؤ المرء على تحدي آية الله قاسم. فعندما قرروا عدم الانصياع لمطالبات الوفاق بمقاطعة الانتخابات في أكتوبر طالبت المساجد التابعة للوفاق الناس بمهاجمتهم وقد تم رمي قنابل حارقة على منازلهم وتمت مضايقة أبنائهم في الطرقات. لقد عاشوا في خوف من أجل حياتهم، وهم ليسوا وحدهم في ذلك».

ويضيف حسين راويا قصة أحد رجال الأمن الشيعة، في سترة تحدثت بالعربية مع رجل شرطة شيعي وقد قال لي «أنا بحريني قبل أن أكون شيعيا ويجب أن نعيش كبحرينيين ونعمل ما هو صحيح من أجل وطننا وألا يتم التحكم بنا من قبل رجال الدين الإيرانيين». ومثل السنة البحرينيين شعر رجل الشرطة هذا أن الملكية لم تكن تعطيه الأدوات للرد على المتظاهرين. واشتكى أن الدولة لم تزودهم بالأسلحة مما جعلهم تحت رحمة مثيري الشغب الذين يحملون الأسهم المحلية الصنع والقنابل الحارقة. ويقول الشرطي لحسين «في العام الماضي أخطأ رفاقي في الجيش ووحدات الاستجواب بتعذيب المتظاهرين، ولكن ماذا عن الهجمات علينا الآن؟ كيف نحمي أنفسنا؟».

ويؤكد حسين أنه في خضم هذا كله «لم يطالب آية الله قاسم أنصاره بالتوقف عن العنف ضد الشرطة والحكومة وقادة الشيعة الذين لا ينصاعون لأوامره. وبالمقابل فقد طلب من عضو مجلس النواب جواد حسين والقادة السياسيين ورجال الدين الشيعة الآخرين أن يحضروا إلى مسجده خلال صلاة الجمعة ويتوبوا علنا لخيانتهم المجتمع».

وبهذا فسر ايد حسين أساليب حزب الدعوة الذي أسّسه آية الله قاسم في البحرين قبل عقود طويلة ومازالوا يسيرون على هذا النهج. ولكن هناك رجال ونساء في هذا البلد يأبون أن يكونوا إمّعة في يد من خانوا المجتمع وتسببوا في دماره ودمار اقتصاده وساهموا جل إسهام في تفتيته وتمزيق العائلات وتشويه صورة الشرفاء منهم واستهدافهم. أعرف رجالا واجهوا القنابل الحارقة واستهداف أبنائهم وبناتهم منذ التسعينيات لأنهم لم يتفقوا مع نهج الغوغاء. وهناك آخرون طالبوهم بأن يستقيلوا من مناصبهم خلال الأزمة التي مرت ولكنهم أبوا ليس حبا في المنصب ولكن حبا في الوطن وعندما تم تهديدهم بالتبرؤ منهم حتى من قبل أقرب المقربين إليهم قالوا لهم افعلوا ما شئتم. هذه كلها قصص حقيقية. بعض هؤلاء أخذ حقه فأعطِي الشيء البسيط لولائه وبعضهم لا تعرف عنهم الدولة شيئا. هؤلاء هم الرجال الحقيقيون وهؤلاء هم من نصروا المجتمع ولم يخونوه. وإن من خانه هو من يركب المنابر ويمسك أبناءه عن الشارع خوفا عليهم من الأذى.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة