ما إن تعبر بوابة حديقة (الشيخ خليفة) حتى تنتعش انفاسك بالعطور والرياحين التي تفوح في الارجاء، وتأخذك رعشة الحنين إلى الطبيعة الأم.. حيث الأرض البكر، والبحر الأزرق السماوي.. وما إن تصبح في احضان المتنزه حتى تنجذب بعفوية إلى تقاسيم الحديقة المسطحة والمبهجة الألوان.. فهناك المربعات المزهرة.. والمستطيلات العابقة.. والممرات المعشوشبة.. والنخيل الوارف الظلال.. والبرك المائية المتماوجة.. والبحر المنعش الذي يكاد يحيط بمعظم المتنزه، والمواطنون يقبلون على المتنزه، في كل يوم من الايام العادية للاسترخاء والترويح عن النفس، ولاستنشاق الهواء النقي، وللاستئناس بالمناظر الطبيعية، في الاجازات يهرعون إلى المتنزه منذ الصباح الباكر، عائلات وافرادا.. وكلهم يسعى إلى ان يحظى بنصيب وافر من المتعة والغبطة، فهناك الكبار الذين يتأملون ويتحلقون حول بعضهم بعضا، ويتبادلون الاحاديث الشائقة.. هناك الشباب والفتيات الذين يمارسون مختلف الرياضات كرياضة المشي والهرولة وركوب الدراجات.

إن شعب البحرين بطبيعته متفتح على الطبيعة، ومتفاعل بالحياة، ومنشد للأنس والفرح.. وهو يبحث - دائما - عما يسعد ويشرح صدره في كل موقع ورياض.. والبحرينيون متعلقون جدا بالبحار والشواطئ وبالمتنزهات والحدائق والعيون.. ولما كان ذلك مستعصيا عليهم، نتيجة انغلاق البحر، بفعل الدفن وانشاء المباني الاسمنتية ونتيجة ندرة واندثار الحدائق والعيون.. حتى تعذر على المواطن البحريني ايجاد مكان طبيعي يتنفس فيه الهواء الصحي ويمتع ناظريه بالمشاهد الجميلة المبهجة ويذهب عن نفسه الملل والكدر والقلق، ويلقي بهمومه ومتاعبه على صدر امه الطبيعة الحنون.. لذلك، كلما انشئت مثل هذه المتنزهات الطبيعية، التي تجاور البحر وتعانق الأفق الأزرق، وتنتشر فيها المسطحات المائية، ويرفرف فيها النخيل والاشجار، وتعبق فيها روائح الورد والياسمين.. وجدت القلوب تهرع اليها، تنشد فيها الفرحة الغامرة والاسترخاء والاستجمام.. لكن متنزه (الشيخ خليفة) بحاجة إلى بعض الخدمات الضرورية والترفيهية التي ما إن يكتمل بها حتى تزيده حسنا على حسن، وتجذب المواطنين إلى سحره.. ومن هذه الخدمات:

١– افتتاح المطاعم والمقاهي لاستقبال الزائرين ولتوفير الخدمات والاستراحة لهم.

٢– المصلون من الرجال والنساء بحاجة إلى مسجد، بدلا من مكاني الصلاة الضيقين.

٣– تنفيذ خدمة القوارب الداخلية (المتوقفة).

٤– انشاء خدمة القوارب الخارجية.. التي تنطلق إلى داخل البحر، المليء بالعجائب.

٥– افتتاح البرج للمرتادين.. وللاطلاع من عليائه على معالم البحرين.

انها دعوة مفتوحة لكل مواطن، إلى زيارة (منتجع الشيخ خليفة).. كي يشنف أذنيه، ويطرب وجدانه، ويثلج صدره، ويسعد قلبه، ويحرر روحه من الروتين والاغلال الواقعية.

عبدالله عبدالله المناعي