الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٤ - الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


انتخابات تشريعية في سوريا رغم المقاطعة وأعمال العنف





دمشق - الوكالات: دعي السوريون أمس الاثنين إلى انتخاب ممثليهم في مجلس الشعب في أول انتخابات «تعددية» منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة إلى وصفها بـ «المهزلة» ودعت إلى مقاطعتها، وتباينت المواقف الدولية إزاءها.

ودعت السلطات ١٤ مليون ناخب في مختلف أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم لشغل ٢٥٠ مقعدا في مجلس الشعب من بين ٧١٩٥ مرشحا يفترض ان يصدقوا على سلسلة من الإصلاحات التي وعد بها الرئيس. كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته السوريين «للإضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية».

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق «بمثابة مهزلة شنيعة». وبث التلفزيون السوري منذ الصباح صورا لعدد من المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات السورية وكتب في أسفل الصور «السوريون يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع». كما أجرى لقاءات مع عدد من المواطنين المشاركين في الانتخابات وقال احدهم من حمص ان «الانتخابات تجري بأجمل صورة وخاصة بوجود التعددية الحزبية». واعتبر آخر أنها «البداية الحقيقية لبناء سوريا المتجددة».

واقيم ١٢١٥٢ مركزا انتخابيا في مختلف المدن السورية موزعة على ١٥ دائرة انتخابية، ويبلغ عدد الناخبين فيها ١٤ مليونا مدعوين لاختيار ٢٥٠ عضوا في مجلس الشعب من بين ٧١٩٥ مرشحا. وشارك في هذه الانتخابات سبعة أحزاب من بين تسعة أعلن عن تأسيسها منذ إصدار قانون تنظيم الأحزاب الجديد بالإضافة إلى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي أعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد. وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في إدلب ودرعا وحماة اضرابا عاما احتجاجا على إجراء الانتخابات، إضافة إلى بعض أحياء دمشق وبلدات ريفها، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال ناشطون في المكتب الإعلامي للثورة في حماة ان «احياء حماة واسواقها شهدت اضرابا كاملا ردا على انتخابات (مجلس الدمى)». وأضافوا ان الإضراب يشمل بلدات الريف، مشيرين إلى ان قوات الأمن «تقوم بإجبار الأهالي على فتح محالهم في طيبة الامام». وقال عضو المكتب الاعلامي للثورة في ادلب نور الدين العبدو «لا يوجد في ادلب وريفها اي علامات على وجود انتخابات في البلاد». وأضاف «النظام يحاول ان يوهم نفسه انه ما زال قائما من خلال تنظيم هذه الانتخابات المهزلة فيما هو عاجز عن حكم المدن والقرى الا بقبضة الدبابات». وفي محافظة الحسكة افاد ناشطون في تنسيقيات الكرد بان «مدن الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا ورأس العين (سري كانيه) ومعبدة والمالكية والقحطانية (كركي لكي) والهول والشدادي شهدت مقاطعة واسعة للانتخابات». وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «مدينة حلب وريفها شهدت إضرابات وتظاهرات احتجاجا على الانتخابات». وبحسب الحلبي، فان السلطات «استقدمت موالين لها إلى المركز الانتخابية الاساسية في المدينة لتوحي ان هناك حركة انتخاب، فيما المراكز الفرعية في المدينة مقفرة».

وأفادت لجان التنسيق المحلية بان مدينة السويداء شهدت «اعتصاما داخل نقابة المهندسين» رفضا للحل الأمني ورفضا لانتخابات مجلس (التصفيق) وتضامنا مع جامعة حلب» التي سقط فيها الخميس أربعة قتلى بنيران القوات النظامية التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة ليلية تنادي باسقاط النظام.

واستمرت أعمال العنف في سوريا في هذا اليوم الانتخابي رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ١٢ من ابريل، ووجود عشرات المراقبين الدوليين.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء لقائه الاثنين مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود «استمرار سوريا في تسهيل مهمة البعثة ضمن التفويض المخصص لعملها».

وميدانيا، قتل ثلاثة شبان في ريف دير الزور في كمين نصبته قوات الامن و«موالون للنظام»، وقتل شخصان في إدلب برصاص الامن، وشخص في ريف حماة، وآخر في حي القصور في حمص برصاص قناصة. كما افاد المرصد بسقوط قتلى في قرية قبر فضة بريف حماة، من دون ان يتمكن من تحديد عددهم. وقال ناشطون في حماة ان قوات الأمن قتلت عددا من الأشخاص من عائلة واحدة في قبر فضة وأحرقت جثثهم بعد ذلك.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة