الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٤ - الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


إلى روح الوالدة الغالية موزة بنت مهنا السيسي البوعينين





هكذا هي الحياة تسير سيرها الطبيعي بين الفرح والحزن وبين الحلو والمر، فهي لا تترك شيئا جميلا بيننا على حاله لأن دوام الحال من المحال، فكل ذلك هو اختبار من رب العباد على قوة التحمل ودفء الإيمان، والصبر والرضا بما كتبه الله لنا وهو القائل: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

في صباح يوم الجمعة بتاريخ ١٣/٤/٢٠١٢ جاءنا نبأ وفاتك فتكدر صفو عيشي واصبحت هدفا للحزن والهم ولكن ايماننا بالله والصبر على رضاه وقدره، تحملت المصيبة ولملمت جراحي وكفكفت دموعي ومسكت القلم بصعوبة فائقة حتى اعبر لك عما بداخلي، لأن يدك علمتني العطاء فأعطيت الآخرين وعلمتني ابتسامتك الحب فأحببت الآخرين وعلمتني عيناك الصفاء فسامحت الآخرين، كل ذلك بسبب قلبك الطيب الحنون، أمي الحبيبة، لقد انكسر قلبي وتحطم بابتعادك عني وانا اعرف انك غادرت دنيانا الفانية إلى دنيا باقية أسأل الله ان يصبرني على فراقك فأنت غبت بجسدك ولكنك في قلبي حاضرة، وأنت بكل وقت في فكري وخاطري.

صفاتك واخلاقك وطيبة قلبك انتشرت في كل مكان وكل ذلك بسبب لطف معاشرتك وطلاقة وجهك الصبوح المبتسم وحبك للصغير والكبير وسؤالك عن الداني والقاصي، حببت الناس فيك فالمصيبة بفقدك عظيمة وقد اورثتني المنية غما وحزنا يزدادان كلما تذكرت طهارة قلبك وحسن سيرتك فواأسفاه لهذه المصيبة التي قرحت الجفون واسالت العيون وتركت قلبي اليف الحزن والشجون، فعيوني سوف يجري دمعها ولن ينقطع على حزني عليك ولكنني لست يائسة من فضل ربي لأنني اعرف انه في يوم من الايام سوف اجتمع بك واكون معك بالجنان واقول للزمان الذي شتت شملنا لا تبتهج ان فرقت الاحباب لأن سلك المحبة جامع لقلوبنا وصورتك تجمع الابدان. إن كل شيء من بعدك يا والدتي عدم ولكن ايماني بالله وبالقضاء والقدر سوف اسلم امري لله فهو القادر على ان يمسح على قلبي ويخفف من حزني وايضا بوجود اخواتي واخي العزيز أبي محمد الذي صدره واسع ورحب لا يضيق لدى وقوع المصائب جعله الله في ميزان حسناته وجزاه الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة، فهو الذي شرح لنا الصدور وكفكف الدمع وخفف عنا اللوعة، آه يا أمي لو تعلمين ماذا حدث عند تشييع جنازتك، جاء سرب من الطيور وحام فوق قبرك لأن الطيور تعرف يوم الجمعة وتقول ليوم الجمعة سلام سلام، وامطرت السماء وهب نسيم من الهواء العليل، فإن المنظر فعلا رهيب وتقشعر له الابدان فهنيئا لك يا أمي بجوار المولى الكريم مخلدة لأن من احبه الله شوقه إلى لقائه.

سوف ارفع يدي لأعلى السماء واتوجه إلى الله الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذي الجلال والإكرام، واشكو له شجوني والتمس واتضرع إليه ان يتغمدك برحمته ويتعهد قبرك بامطار عفوه ويلهمنا على فقدك الصبر والسلوان ويجعل الفردوس الاعلى لك دارا ومستقرا، كما قال رسولنا الاعظم ان الله ليستحي من العبد ان يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين. كما اشكر جميع من تكرم بتعزيتنا سواء بالمراسلة او بالمواجهة، وادعو لهم بالوقاية من الخطوب والا يروا مكروها في عزيز إن شاء الله.

ابنتك المحبة لك:

أم عبدالله الرميحي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة