الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٥ - الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


الله يخليكم بلاش لندن





العنوان أعلاه، استرحام ورجاء للعرب بعدم التوجه إلى لندن في يوليو المقبل، وأعرف أنني «أطلب» أمرا «صعبا وثقيلا على النفوس»: جهزنا لإجازة الصيف اللندنية الفلوس وأنت لا تريد لنا السفر إلى هناك يا ولد عبوس؟ يا جماعة أنا لم اقل لكم لا تذهبوا إلى باريس او سويسرا او ايطاليا، وحتى إذا سافرتم إلى بريطانيا بلاش لندن، وروحوا مانشستر، أو ليفربول أو برايتون (بالمناسبة هذه المدينة معروفة عند البريطانيين بأنها عاصمة الجماعة الـ«غاي».. الرجال اللي مش رجال «أوي» والحريم اللي ما يحبوا الرجال!! فهمت؟ عنك....).

ففي شهر يوليو ستشهد لندن دورة الألعاب الأولمبية، ولا مانع عندي في أن يذهب مليون عربي كمتفرجين، ولكنني أتمنى من حكوماتنا السنية أن تحفظ كرامتنا ولا تبعث بفرق الدراويش المعتادة للمشاركة في تلك الألعاب، لا داعي لـ«التهبيل» بالأنفس والأوطان، بإرسال وفود لا نراها إلا في مسيرة العرض الافتتاحي وهي تحمل الأعلام ويبتسم أفرادها في بلاهة أمام الكاميرات رغم أنهم يعرفون أن الدول العربية مجتمعة لم تكسب أكثر من ثلاثة ميداليات ذهبية على مدى أكثر من سبعين عاما هي عمر الدورات الأولمبية في التاريخ المعاصر.. وحتى ذلك الذهب كان عيار ١٢.. ولو كانت هناك ميداليات من القصدير وأخرى من البلاستيك لما فازت بكأس أو حتى «جك» منها.

لا أعرف دولة عربية واحدة لا تطل على بحر، ومع هذا فإن السباحين العرب الذين يدخلون في التصفيات للوصول إلى الاولمبياد، يصبحون عبئا على منظمي تلك المنافسات، لأنه من المفهوم أنه لا يوجد فريق إنقاذ في أحواض السباحة الأولمبية، ولكن حوادث الغرق التي تعرض لها سباحون عرب في التصفيات جعلت وجود تلك الفرق أمرا ضروريا، وفي مباريات كرة القدم تستطيع – وفريقك مهزوم صفر مقابل خمسة – أن تتهم الحكم بأنه مرتش وفاسد ونظره ضعيف وبالتالي تحمله مسؤولية خسارة فريقك، ولكن ماذا تقول عندما تخسر مباراة في السباحة والفارق بين المتنافسين فيها يحسب بأعشار الثانية؟ هل ستقول إن ساعاتهم صينية (بالمناسبة حتى قبل بداية الربيع العربي وموقف الصين المشين في صف الأنظمة الدكتاتورية وبالتالي ضد حق شعوبنا في الحرية والكرامة كنت مقاطعا البضائع الصينية، وصرت متطرفا في رفض كل ما هو صيني وصرت كلما مررت بسيارتي في دوَّار أخالف كل قواعد المرور لأننا في السودان نسمي الدوار «صينية»).. طبعا كلنا نعرف ان سبب الخسارة هي الشيشة والسهر والسمر وال...ر.

والشاهد هو أن جماعتنا يحرصون على المشاركة في الألعاب الأولمبية، لأنها فرصة للسفر والترفيه وقبض بدلات سفر ومهام «خارجية»،.. يا جماعة أخجلوا وأنتم ترون امرأة ترمي الجلة التي تزن ٤ كيلوجرامات لمسافة ٢٣ مترا، بينما لا يوجد بينكم من يستطيع ان يرمي تمرة لتلك المسافة.. وتمنيت لو أن المشاركة في ألعاب الجمباز كانت إجبارية لكل المشاركين في الأولمبياد، حتى يعود المتنافسون العرب بانزلاقات غضروفية تجعلهم لا يقدرون حتى على متابعة تلك الألعاب على شاشات التلفزيون. والمهزلة الكبرى في المشاركات العربية في الألعاب الأولمبية هي أن عدد الإداريين، يكون أربعة أضعاف عدد اللاعبين، وكما هو الحال مع بعثات الحج الرسمية فإن أولئك الإداريين يصطحبون معهم الزوجات والعيال و«البلاش كثر منه».





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة