قاعدين ليه؟ يللا روّحوا
 تاريخ النشر : السبت ٥ مايو ٢٠١٢
جعفر عباس
هارولد كامبينغ أمريكي يحمل لقب كاهن ولديه أتباع بالآلاف، وقد تواصلت معهم عدة أسابيع على أمل إقناعهم بالتنازل لي عن ممتلكاتهم وأموالهم، وتفسير بجاحتي تلك هو أن كامبينغ كان قد أقنع أتباعه بأن اليوم الحادي والعشرين من مايو من عام ٢٠١١ المنصرم هو يوم نهاية الكون وفناء البشرية وكل أشكال الحياة على كوكب الأرض، وما ان سمعت بذلك حتى قررت الاستفادة من تكهنات الكاهن بتحقيق اكبر قدر ممكن من الثراء، وعبر موقع الجماعة على الإنترنت دخلت معهم في حوار مؤداه أنه طالما أنهم سيموتون عن بكرة آبائهم وأمهاتهم فلماذا لا يسجلون ممتلكاتهم وأموالهم باسم إفريقي غلبان جاء إلى منطقة الخليج قبل أكثر من ثلاثين سنة وهو يحلم بالجيب المليان، ولكنه ما زال إلى يومنا هذا يحمل لقب فلسان، وكانت المفاجأة أن الردود التي جاءتني من جميع أتباع ذلك الكاهن كانت متطابقة: أنت أيضا ستموت يوم ٢١ مايو من عام ٢٠١١، ولن يفيدك في شيء امتلاك مدينتي نيويورك ولاس فيغاس بأكملهما.
كنت قد دخلت معهم في حوار منذ مطلع إبريل من ذلك العام، وقلت لهم: أوكي، سنموت جميعا في ٢١ مايو ولكنني أريد ان استمتع ببضعة ملايين خلال ما تبقى لي من أيام، وكان الرد عندهم جاهزا: منا من باع ممتلكاته وقدم كل ما عنده من أموال لجمعيات خيرية، ليبحبحوا بها بضعة أسابيع ولكن معظمنا ترك بيته وأمواله الثابتة والمنقولة، ويعيش في أكواخ بسيطة قريبة من البحر في انتظار الزلزلة والطوفان.. ومضى يوم ٢١ مايو ولم تقم القيامة وأكل أتباع الكاهن «هوا».. وخاصة أولئك الذين تبرعوا بكل ما عندهم للجمعيات الخيرية وهم موقنون بأنه لم تعد بهم حاجة إلى مال او عقار، ووجدتها فرصة للتهكم عليهم: قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا؟ هل قامت القيامة ونحن ما عندنا خبر؟ ولا يهمكم، سأثبت لكم أنني أكثر كرما منكم وسأنشئ جمعية لجمع التبرعات لضحايا الكاهن المستهبل كامبينغ. وكما كان متوقعا فقد حظروا دخولي الموقع، وخاصة أن بعض من كانوا قد اقتنعوا بتكهنات القيامة كتبوا ملاحظات لاذعة وغاضبة لعنوا فيها خاش الكاهن الذي تركهم ع الحديدة بلا مال ولا مسكن.
ولكن الكاهن لم يتراجع كعادة كل العرافين والمنجمين، فقد صرّح مؤخرا بأن العالم انتهى بالفعل في ٢١ مايو الماضي (يعني نحن نتوهم أننا أحياء وراحت علينا ولم يتقبل أحد العزاء فينا).. ولكي يعطي تكهناته المزيد من البهارات شرح كامبينع ان العالم انتهى، وأن باب التوبة قد أغلق، وان ٢١ مايو المقبل سيشهد الدمار الشامل للكون.. يعني كلها أيام ونروح فيها.. وهناك طبعا النبأ الذي لا يخلو منه موقع للانترنت عن نهاية الكون بحسب تقويم حضارة المايا القديمة في أمريكا اللاتينية في ٢١ ديسمبر من هذا العام، ونصيحتي لكم ان تلعبوا ع المضمون وتسعوا لنيل حسن الخاتمة.. طبعا موعد الساعة غير معلوم عند المايا أو نانسي عجرم، ولكنها ستفاجئنا حتما... ولهذا ادعوكم إلى ترك عرض الدنيا، وأقول للأغنياء بالذات: فليحوّل كل واحد منكم فقط واحدا في المائة من ثروته لشخصي، وأعدكم صادقا بأنني سأستثمر الأموال في عمل الخير، فمنذ سنوات وأنا احلم بامتلاك قدرات صاروخية أنسف بها أقمار عربسات ونايلسات، فلا قنوات رسمية تبث أحاديث الإفك، ولا قنوات تجارية للهشك بشك.. يعني فلوسكم ستروح في تسليك المجاري الفضائية وعمولتي ستكون «الثواب في الآخرة».
jafabbas١٩@gmail.com
.
مقالات أخرى...
- إعادة اكتشاف قيمة الفلافل - (4 مايو 2012)
- إياكم والنور الأحمر - (3 مايو 2012)
- التجريح الطبي - (2 مايو 2012)
- أبو وأم الجعافريعاملان كإرهابيين - (1 مايو 2012)
- من الرياض إلى هامبورغ - (30 أبريل 2012)
- البركة في الأوكسجين - (29 أبريل 2012)
- بشرى للسودانيين والسكريين - (28 أبريل 2012)
- أقرأ واستنتج - (27 أبريل 2012)
- الثراء من وراء مكافحة الإرهاب - (26 أبريل 2012)