المطلوب هو أن تنزعج وتقلق..!
 تاريخ النشر : الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
ما هي وجهة نظر الغالبية الساحقة من مواطني دول مجلس التعاون حول الاتحاد الخليجي؟ وأنا مغمض العينين أستطيع أن أقول إن ما لا يقل عن ٩٠% منهم يؤيدون وبشدة فكرة اتحاد دول مجلس التعاون في كيان واحد. توجد هناك أقلية وشرذمة بسيطة لا يسرها هذا الاتحاد، ولذلك فهي تحاول إحداث ضجة وفوضى لن يكون لها أي تأثير. (بالمناسبة، الشرذمة في اللغة العربية هي القلة القليلة من الناس).
من بين أفراد هذه الشرذمة رئيس الوفاق علي سلمان. يقول في حديث مضحك له - وشكراً لـ ((تويتر)) الذي قدم لنا الكثير من هذه الأحاديث- إن البحرين نالت استقلالها ولا يمكن التفريط فيه. بمعنى آخر سلمان يريد أن يقول إن الاتحاد الخليجي هو عبارة عن ((احتلال)). ليس هذا فقط، بل نصب نفسه متحدثاً باسم شعب البحرين، وتحدث قائلاً إن الشعب يرفض الاتحاد. وبالطبع فإن حديثه ومن يشاطره الرأي فيه من الشرذمة لا يقابل إلا بالاستهجان والضحك، ولن يكون الرد عليه سوى تنفيذ الاتحاد من دون إعارة أدنى اهتمام للضجة التي يحاول أن يحدثها.
ربما لم يستوعب رئيس الوفاق حتى الآن أن الجميع قد أدرك حجمه وحجم جماعته، مهما سلطت عليه وسائل الإعلام أضواءها وأخبارها، فإنه سيظل محصوراً في كيان متشرذم يدعي السياسة ويمارس الطائفية. ولذا فإنه لا تعويل على ما يقوله، ولا اهتمام يلقاه حول وجهة نظره، التي تختلف معه فيها غالبية البحرين، وغالبية ساحقة من شعوب دول مجلس التعاون.
ولكن ثمة سؤال مهم ربما إجابته معروفة سلفاً لكن من الحكمة أن نكرره كثيراً كي نذكر أنفسنا بالإجابة: ما الذي يزعج ويغضب هذه الشرذمة من فكرة الاتحاد الخليجي؟ ولماذا مجرد الإشارة إلى هذا الاتحاد تجعلهم يخرجون رؤوسهم ليصرخوا معارضين له؟ المعروف أن مواطني دول مجلس التعاون الذين يشعرون بالانتماء العميق إليه ويعتزون بذلك كان ولا يزال حلم الاتحاد يراودهم منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً أن شعوب هذه المنطقة تجمعها عوامل الدين واللغة والثقافة والنسب والمصاهرة والمصير المشترك، بمعنى آخر جميع العوامل الشعبية للاتحاد مهيئة وجاهزة. فلماذا يا ترى تخرج شرذمة ترفض هذا الاتحاد؟ ولصالح من يا ترى هذا الرفض؟
الجميل في المسألة أن انزعاج علي سلمان، ومعه الشرذمة المنقادة خلفه، هو أمر جيد جدا، لأنه إن دل على شيء فإنما يدل على ضرورة تنفيذ هذه الفكرة -أعني فكرة الاتحاد-، والحق أقول لكم إن المطلوب هو أن ينزعج علي سلمان أكثر ويقلق أكثر لأن ذلك يؤكد لنا أننا نتخذ خطوات على الطريق الصحيح.
.
مقالات أخرى...
- موسى وأبوالفتوح - (12 مايو 2012)
- كلام «مأكول خيره»..! - (11 مايو 2012)
- محطة إعلامية.. وأخرى عسكرية - (10 مايو 2012)
- عصابات «الديمقراطية»..! - (9 مايو 2012)
- المحق والسّحق.. من على المنابر - (7 مايو 2012)
- من يكون الأحمق؟ - (6 مايو 2012)
- ثقافة «الحرق».. العامل المشترك..! - (5 مايو 2012)
- الصبر مع تسارع الأحداث - (4 مايو 2012)
- حذار من الوقيعة بين السعودية ومصر - (3 مايو 2012)