عصابات «الديمقراطية»..!
 تاريخ النشر : الأربعاء ٩ مايو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
يوم أمس الأول، أدانت المحكمة الجزائية الكبرى المتهمين بالاعتداء على طالب جامعي، وقضت بحبسهم خمس سنوات بتهمة الضرب المفضي إلى عاهة مستديمة. لا أعتقد أن أحداً لم يشاهد ما حدث للطالب «خالد السردي». ربما علي سلمان وجماعته لم يشاهدوا ذلك، أو أنهم شاهدوا لكنهم ينكرون كما ينكرون عشرات الجرائم التي ارتكبت بحق البحرينيين الأبرياء. الطالب تعرض للضرب المبرح والاعتداء من قبل عدد من الطلاب الغوغائيين الذين اقتحموا مباني وساحات جامعة البحرين خلال أحداث العام الماضي. الحادثة موثقة بأكملها في تسجيل فيديو التقطته وزارة الداخلية من طائرة مروحية كانت تصور الأحداث في ساحات الجامعة من الجوّ.
منظر الضرب بالأخشاب والأسياخ الحديدية والسحل والركل الذي حول ثوب «خالد» الأبيض إلى لوحة خرقة حمراء دامية، ومنظر عشرات الطلاب الذين اجتمعوا عليه يضربونه بحقد وانتقام لا يمكن أن يتصوره عقل. وحينما وضع داخل سيارة الإسعاف وهو فاقد الوعي وينزف توجهوا إليه وضربوه في الداخل وهو مضرّج بدمائه. لو سألتم علي سلمان عن هؤلاء اليوم، وعرضتم عليه تسجيل الفيديو، وجئتم إليه بالطالب، فإنه إما سينكر حدوث الواقعة، وإما سيقول مفبركة، وسيتبجح بأن هؤلاء أبرياء..! وهو جواب متوقع من شخص يتزعم مجموعة طائفية شعاراتها تقوم على الانتقام. كيف لا وقد قام أنصاره بضرب مواطن فقط لأنه رفع أمام مبنى «الوفاق» لافتة تقول «تسقط الوفاق»، ولم يجد نفسه حينها إلا محاصراً باللكمات والركلات، رغم أن نفس المجموعة هتفت وتهتف بسقوط الملك ورئيس الوزراء ليل نهار منذ العام الماضي حتى اليوم، إلا أنها لم تحتمل أن يهتف أحد بسقوطها هي دقيقة واحدة..!
إن حالة الطالب «خالد» هي مجرد حالة واحدة من عشرات الحالات التي تعرضت إلى الإيذاء المتعمد من قبل عصابات «الديمقراطية»، وهي حالات ظلمها الإعلام المحلي والدولي، وأعرض عنها «الحقوقيون» الذين يرون في استخدام القنابل الحارقة وقطع الطرق وقتل رجال الأمن أمراً مشروعاً، طالما أن الفاعل يقول إنه «يطالب بإصلاحات»، وطالما أنه ينتمي إلى «المعارضة»، لكن بمجرد أن تنتشر إشاعة عن إصابة أحد أعضاء العصابة بـ«خدش»، فإن الآلة الإعلامية والسياسية ومنظمات ومراكز حقوق الإنسان ما تلبث أن تجيّش جيوشها وتستنهض عزائمها وترفع صوتها عالياً وتطالب وتهدد وتتوعد..!
الذي تغير اليوم هو أن الصورة باتت واضحة جداٌّ بعد أن زالت سحب الغموض عن المواقف المشبوهة لبعض الدول والمنظمات، ولم يعد بالإمكان ممارسة المزيد من الخداع على شعوب الخليج العربي، وفي مقدمتهم شعب البحرين الذي انتقل من موقع الحائر المتفرج إلى القائد والمعلم الذي يقدم دروساً لإخوته في الخليج العربي حول كيفية صدّ هذا النمط من الحراك الطائفي، وأسلوب التعامل معه.
.
مقالات أخرى...
- المحق والسّحق.. من على المنابر - (7 مايو 2012)
- من يكون الأحمق؟ - (6 مايو 2012)
- ثقافة «الحرق».. العامل المشترك..! - (5 مايو 2012)
- الصبر مع تسارع الأحداث - (4 مايو 2012)
- حذار من الوقيعة بين السعودية ومصر - (3 مايو 2012)
- ماذا لو تم اغتيال السفير؟! - (2 مايو 2012)
- المصريون والسعوديون.. أثروا في حياة بعضهم - (1 مايو 2012)
- دولة مدنية.. يعني ماذا؟ - (30 أبريل 2012)
- سمو الرئيس.. و«دير شبيجل» - (29 أبريل 2012)