الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٣ - الخميس ١٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


الاتحاد الخليجي بين الطموح والجموح





الجانب المظلم لا يمكنه أن يفتح النور، الجانب المشرق فيما يتعلق بطموح الإنسان هو الجانب الدائم الذي لا يتغير وإن تغيرت الظروف والأحكام والقوانين، فالإنسان الذي يتطلع للحياة ويطمح للسرور والسعادة وبناء المجتمع يجب أن يكون ذا صبر على تحقيق طموحه، كما ينبغي للإنسان أن يكون شاكراً لكل نعمة هو فيها حتى تتجلى صور النعم متواصلة بالقرب منه، على عكس النادم المتكاسل ممن لا يطمح إلى التقدم إلا بالجاهز وهو عاجز.

هوية مستقبل الخليج الذي تتطلع له الشعوب الخليجية، هي فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي فكرة حكامنا الخليجيين الذين نثق بهم وحرصهم على هذه الأوطان وحفظها من أي تهديد غائر، فإن لم تكن اليوم فإن نورها سيشرق في نهاية العام، فدول الخليج اليوم باتت تعرف الأخطار المحدقة وحكامها يعرفون المؤامرات المحرقة، وسوف تكون هنالك بوادر كثيرة لتحقيق هذا الاتحاد المهم بإذن الله تعالى، فقط ما هو علينا أن نثق بحكومتنا وقيادتنا وحكومات الخليج المتفانية في صالح أوطان الخليج العربي.

ومن وحي فكرة الاتحاد الخليجي أنشأنا فكرة الاتحاد الشعبي الخليجي وهي فكرة ضاربة لكل من يحاول أن يشعل فتنة في أرض خليجية ولا يعنينا وجود فتنة على وجه أرض الخليج حتى نهب ونرفض، بل وجودنا هو كما وجود درع الجزيرة في الخليج العربي، وجودنا يعني الدفاع الوطني عن كل أرض نرى ما لا يسر فيها قبل وقوع فتنة أو حركة «فتنوية» أو طائفية، وجودنا لتعزيز المواقف الوطنية، وجودنا لتكوين تيار واحد من نسيج واحد من طيف واحد من عمل واحد للوطن الخليجي.

لا يهم من في الاتحاد الشعبي مذهباً ولا مشرباً ولا شكلاً ولا منصباً ولا مكانة، إذ كل فرد في الاتحاد يمثل الوطن الذي ينتمي إليه، فالعماني يمثل عمان والسعودي يمثل السعودية والبحريني يمثل البحرين والقطري يمثل قطر والإماراتي يمثل الإمارات والكويتي يمثل الكويت، وندفع باتجاه التمثيل الخليجي بدفع الهوية الانتمائية الوطنية التي لا تقبل المساس بالحدود والأرض والوطن والحكم والثوابت الوطنية فيه، وكلنا انتماء إلى أوطاننا وانتماء إلى أرضنا الخليجية.

دفاعنا عن الأوطان وشجبنا واستنكارنا هما صوت عال موحد يرفض أي تعدٍّ على شبر واحد من الأرض الخليجية، فالسعودي يدافع عن الموقف البحريني الذي تتخذه البحرين، والإماراتي يدافع عن الموقف الذي تتخذه عمان، وهكذا كل مواطن من أرض يدافع عن الموقف الذي يصدر عن الحكم في الأرض الأخرى، وندفع بالنصيحة والدعم بالكلمة الطيبة لكل الفئات الخارجة عن القانون في أي بلد كان.

الاتحاد الشعبي الخليجي هو صوت معتدل يرفض تعدي إيران على أي شبر خليجي ويطالبها بإرجاع الحقوق الخليجية، كما يطالب الاتحاد الخليجي برفضه وشجبه لأن تسمي الخليج بالفارسي أو بحره بالفارسي، وتصدر عنه توصيات وبيانات واضحة تترجم إلى كل اللغات وتوزع على كل السفارات في العالم، كما تصدر البيانات والاستنكارات لأي محاولة استفزاز لأرض الخليج من أي دولة كانت.

الاتحاد الخليجي هو كتلة شعب الخليج، عمله من أجل الخليج العربي والوطن الخليجي، اجتماعنا من أجل النظر في قضايانا ومصيرنا الموحد بارتباطنا المنظومي لمنظومتنا الخليجية العربية، وتوحدنا من أجل دعم كل المواقف التي تدعم استقرار وأمن دول الخليج العربي.

إن الهجمات متتالية على أرضنا ودعمنا الشعبي هو السبيل لقوتنا وعزتنا وكياننا الخليجي، والدفاع عن الأوطان وإيجاد هذا الكيان المستقل الذي يحدد رؤى من كل الأطياف، ويصدر المواقف التي تهم خليجنا، قمة كل سنة في بلد خليجي، ملتقى كل عام في بلد خليجي من أجل تدارس ما يلزم لتطوير وتحسين الصورة الخليجية في الرأي العام والداخل.

ليست هنالك منظمة تعمل إنما هنالك شعب واحد يعمل بفكر نير ومستنير لحماية مصالح الأرض الخليجية، والدعم لهذا الملتقى منكم وفيكم ويعود إليكم من أجل اظهار صوتنا في العالم وتوضيح ما يجري للرأي العام بصورته الحقيقية من دون أن نسمح ونسكت عن التعديات الإعلامية التي تصدر عن بلدان غربية أو عربية ضد أي دولة خليجية.

الاتحاد الشعبي الخليجي هو صوت المواطن الخليجي ينقل همومه ويتطلع برؤاه ويشرح فيه شكواه بكل اعتدال ووسطية لإيجاد الحلول المناسبة فيه وله.

الاتحاد الشعبي الخليجي هو الوقوف معاً خلجيين لرفض كل ما يشكل تهديداً لأرض الخليج، ويدفع برفض تشويه سمعة أي أرض خليجية، بل يخرج هذا الصوت عالياً للخارج للدفاع عن نفسه الخليجية وتوضيح المواقف بالصورة الحقيقية التي هو عليها من دون مزايدات أجندات الخارج ومكابرتها ضد الأوطان.

الاتحاد الخليجي يرفض تكوين المعارضات السياسية التي تنشئ الفتن والمشاكل في دولنا الخليجية، ويرفض وجود المعارضين الذين يتسببون في إحداث شروخ في وحدة المواطن الخليجي، ومن شأن كل مواطن أن يقف ويتحمل هذه المسؤولية كي لا تتطور الأمور لما لا تحمد فيها العاقبة كما حصل للبحرين.

حمى الله وطننا البحرين وخليجنا العربي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة