الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٥ - السبت ١٩ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


إحساس مؤلم





هل جربت هذا الاحساس من قبل؟

إذا لم تجربه فتعالَ معي أصفه لك.

بين عشية وضحاها يختفي من حياتك من كان سببا في حياتك،

يختفي ويترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ قلبك وعقلك

يختفي فجأة ومن دون سابق إنذار، وهذا دأب الموت دائما يأتي علي حين غفلة ولا يفرق بين الكبير والصغير.

تصحو على الخبر المزعج (إن أباك قد مات).

وانت لا تصدق، لقد كان معي منذ ايام وكنا نتكلم في شئون الحياة والاسرة ، وكان يملأ البيت ضحكا بتعليقاته الساخرة.

الذي لا تعرفه ايها الحبيب او ربما تعرفه ولكنك تتجاهله هو ان البشر كل البشر لا يدركون مقدار وقيمة ما يملكون إلا بعد ان يفقدوه، وانت لن تدرك قيمة ابيك إلا حين تفقده ـ لا قدر الله ـ عندها فقط ستسترجع ذكرياتك معه فتسأل نفسك سؤالا واحدا ولكنه يحمل دوي آلاف المدافع هل مات وهو راضٍ عني؟ هل مازال يذكر اخطائي وتقصيري في حقه؟ أم انه عفا عني بقلبه الرحيم.. قلب الأب.. الذي لا يحمل ضغينة لأبنائه مهما فعلوا معه ؟

وان كان قد عُفيَ عني، فكيف لي ان اعرف؟ وهل كان من الممكن ان ابلغ منزلة اعلى من هذه المنزلة معه؟

وان كان في قلبه شيء من ناحيتي فكيف لي ان اعرف ايضا؟ وهل من الممكن ان اكفر عن هذا الذنب؟

ذكر احدهم حين ماتت أمه انه بكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال كان لي بابان مفتوحان في الجنة فأغلق واحد، واني لأرجو ألا يُغلق الآخر حتى ادخل انا وابي سوية إلى الجنة.

هيا اخي الحبيب واختي الحبيبة، بادرا ببرّ ابويكما قبل فوات الأوان، وكونا كهؤلاء الافذاذ قبل ان تصحوَا يوما على مفاجأة مفزعة والناس حولكما يقولون:

عظم الله اجركما.. مات ابوكما.

بنت الحايكي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة