الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٨ - الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بالشمع الاحمر


نتائج تجمع ائتلاف الفاتح





بعد تجمع ائتلاف الفاتح دعماً لمشروع الاتحاد الخليجي، توالت عدة مواقف خليجية وإقليمية مشجعة. السفير المصري في البحرين دعم مشروع الاتحاد، وكذلك كان موقف جبهة علماء الأزهر الذي حث مصر على الوقوف في ظهر دول الخليج العربي ضد من يحاول عرقلة مشروع الاتحاد. وبعد ذلك جاء تصريح السيد نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، بأن مشروع الاتحاد شأن سيادي بين دول الخليج وليس من حق أحد التدخل فيه، وحثّ إيران على وقف تدخلاتها في هذا الشأن.

أيضاً خرجت عدة كتابات خليجية تدعم الاتحاد، في الكويت والسعودية والإمارات، ربما من أبرزها ما كتبه فؤاد الهاشم في الوطن الكويتية وخالد الدخيل في الحياة اللندنية، ولوحظ تصاعد نبرة التأييد للاتحاد في الوسط الخليجي وخصوصا بعد التظاهرات الإيرانية في طهران ونبرة العداء التي اتسم بها الخطاب الإيراني ضد فكرة الاتحاد، بشكل فضح نوايا إيرانية تجاه دول المنطقة، وعدم رغبتها في أن تتحد دول مجلس التعاون، وفي ذلك شر لا تخفيه إيران بل تعلنه صراحة. أضف إلى ذلك مظاهرات أتباع إيران في البحرين ضد الاتحاد. هذه العوامل فتحت عيون الخليجيين، ورفعت من درجة حماسهم لتنفيذ المشروع بين دول الخليج، لأن ثمة جهة لا يرضيها هذا الاتحاد، وهو ما يعني بشكل مباشر أن المشروع فيه الخير والقوة لدول الخليج.

خلال المرحلة القادمة، ستشهد البحرين سلسلة من الفعاليات الشعبية المؤيدة لاتحاد دول مجلس التعاون، ومن المتوقع مشاركة مواطني دول مجلس التعاون فيها، وبالطبع فإن إيران ومن عاونها لا يسعدهم ذلك، وسوف تستمر التدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي وفي محاربة مشروع الاتحاد كلما اقترب وقت إعلانه. ولذا فقد حان الوقت لدول مجلس التعاون كي تتعلم الدرس، وتغير سياستها بالكامل في التعامل مع التدخلات الإيرانية. كيف؟ الجواب يأتي من تركيا، حيث أعلن من هناك مؤخراً تشكيل الجبهة الأذرية للمطالبة بانفصال إقليم أذربيجان عن إيران، وكانت تلك الخطوة رداًّ على دعم إيران لحزب العمال الكردستاني في مواجهة تركيا وتنفيذ عمليات ضد مصالحها. وهناك رغبة عارمة لدى كل من أذربيجان، والإقليم الأذري في إيران في انفصال هذا الإقليم. وقد بدأ العمل على تحقيق هذا الهدف من الآن، وهو بكل تأكيد سيجعل إيران تعيد حساباتها مرات عديدة.

دول الخليج العربي في المقابل، تستطيع أن تدعم الحراك الأحوازي لعرب الأحواز في إيران، وخصوصاً أن الأحوازيين لديهم عمل سياسي متقدم بكثير عن الأذريين، ورغبتهم في دحر الاحتلال الإيراني عن أراضيهم كبيرة جداًّ. هذه قضية تشكل هي الأخرى هاجساً كبيراً لإيران، تخاف منه بقدر خوفها من بقية الأقاليم الأخرى التي تريد الانفصال، كإقليم بلوشستان أيضاً.

هذه هي اللغة التي تفهمها إيران وتجعلها تقف عند حدّها، أما مذكرات الاحتجاج واستدعاء القائمين بالأعمال أو سحبهم وما شابه ذلك، فإن إيران قد اعتادته، وتعلم أنه لن يفضي إلى شيء. مثلما يستغلون قضايا محددة ليتدخلوا في شؤوننا الداخلية، فإن القضايا الداخلية في إيران التي يمكن استخدامها لإيقاف سياستها العدائية هي قضايا كثيرة جداًّ.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة