الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٨ - الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


من يحمي المؤلف من القص واللصق؟!





تنص المادة الثانية من قانون رقم ٢٢ لسنة ٢٠٠٦ بشأن حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة على أن: (تتمتع بالحماية المقررة بموجب أحكام هذا القانون المصنفات الأدبية والفنية والعلمية بمجرد ابتكارها، من دون الحاجة إلى أي إجراء شكلي، أياً كانت قيمة هذه المصنفات أو نوعها أو غرضها أو طريقة أو شكل التعبير عنها). ولكن نلاحظ الكثير من أساتذة المدارس يطلبون من طلابهم إعداد بحوث علمية، من دون إعدادهم مسبقاً وتجهيزهم بالمهارات اللازمة في هذا المجال. ولذلك نجد الكثير من الطلبة يلجأون إلى عملية. (copy, past) القص واللصق.

قد تكون هناك نقطة إيجابية في هذه العملية وهي إطلاع الطلبة على المعلومات التي قاموا بقصها، ولكن السلبيات تفوق هذه النقطة بالكثير، فهي تعوّد الطلبة على الكسل والاتكالية، وتقتل الحافز لديهم لابتكار وكتابة أعمال فريدة من نوعها، وكذلك غالبا ما تفتقر بحوث القص واللصق إلى المراجع فلا يشير الطالب إلى اسم الكاتب أو الكتاب أو حتى الموقع الإلكتروني فيدعي إن هذه النتاج الفكري له وقد يروي أحيانا قصصه البطولية في إنجازه، وهناك من الطلبة من يشعر بتأنيب الضمير ويشير إلى الاسم أو المرجع لكن لا تكتب المراجع بطريقة المتعارف عليها في البحوث العلمية.

وإذا عدنا إلى الأساتذة الذين يشجعون على هذه العملية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فهم في نهاية المطاف «الفصل الدراسي» يمنحون الطلبة درجات عالية لكل من تمرس في فن القص واللصق ونوع في مصادر القص التي قد يكون الأستاذ نفسه لم يطلع عليها.

من الجميل تشجيع الطلبة على البحث العلمي وتطوير مهارات البحث في مصادر مختلفة، والتعرف على وجهات النظر الأخرى لنفس مواضيع المنهج الذي يدرسونه لفتح آفاق جديدة لهم، ولكن في نفس الوقت على الأساتذة التشديد على احترام حقوق المؤلف وكتابة المراجع العلمية بطريقة الصحيحة وعدم نسبها إليهم، وكتابة أعمال مبتكرة يحميها قانون (حماية المؤلف والحقوق المجاورة).

وسن مدن



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة