الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٠ - الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

في مؤتمر الصحافة الخليجية:

الشيخ فــواز: ضـــرورة التركـــيز الإعــلامي عـلى الاتحــاد الخليجي





دعا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر العام الثالث لاتحاد الصحافة الخليجية بالعاشرة صباح أمس بفندق الخليج إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين الصحف الخليجية ليصب في مجرى الاتحاد الخليجي الذي تسعى دول الخليج إلى تحقيقه في المرحلة المقبلة.

وتابع مؤكدا استمرارية التزام مملكة البحرين بدعم اتحاد الصحافة الخليجية منذ إنشائه قبل خمس سنوات لتحقيق أهدافه بالرقي بالصحافة الخليجية مهنيا وتوسيع تبادل الخبرات ودعم المؤسسات الإعلامية بدول الخليج العربي.

وأشاد بمواقف رؤساء التحرير وكل العاملين في المجال الصحفي على دعمهم حكومة مملكة البحرين في استقرارها السياسي والالتزام بالمصداقية والموضوعية، منوها الى ان الصحافة الخليجية بهذا الموقف دعمت مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى ودعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين.

وتطلّع الشيخ فواز إلى تفعيل الاستراتيجية الإعلامية (٢٠١٠- ٢٠٢٠) لدول الخليج مشددا على اهمية إبراز الثقافة الوطنية لدول المجلس، والعمل على إبراز المنجزات التي تحققت في هذه الدول عبر تاريخها ونهضتها الحديثة، ودعا في ختام كلمته إلى انتهاج المزيد من سياسات التعاون والتنسيق بين المؤسسات والهيئات الإعلامية الخليجية مشيرا إلى دور الصحافة المكتوبة والإعلام في تطور الافكار وتحقيق الأهداف المرجوة منها، وبالتالي خدمة المجتمعات وتطوراتها ووحدتها.

موقف البحرين الداعم

فيما أعرب تركي السديري رئيس اتحاد الصحافة الخليجية في كلمته عن سعادته ومن معه من المشاركين في الوجود على أرض البحرين التي وفرت الكثير من عوامل النجاح لانطلاقة الاتحاد واستمراريته، مؤكدا في هذا الشأن رعاية ودعم حكومة البحرين للاتحاد لينطلق في تحقيق أهدافه، مشيرا إلى ان الصحافة الخليجية لو قارناها بغيرها من الصحافة بالمنطقة لوجدناها صحافة متميزة حوت العديد من الإنجازات، مقدرا للشيخ فواز ما اكده في كلمته حول فكرة الاتحاد الخليجي لكونها أصبحت ضرورة وتتوافر لها كل المبررات لتنطلق بقوة، وتتحقق على ارض الواقع.

وتابع، ومما لاشك فيه ان صحافة (دول الخليج) اليوم تختلف عن صحافة ما قبل ٣٠ إلى ٥٠ سنة مضت واصفا إياها بـ «الصحافة الفردية» حيث كانت تركز على المجال الثقافي والأدبي لدرجة ان قصيدة من الشعر، كانت توضع في الصفحة الاولى، وقد تغيرت المجتمعات العربية، فتغير معها صوت ومنحى الصحافة الخليجية، وأصبحت اكثر قوة وتأثيرا وشمولا، واعطت للجوانب الإيجابية في المجتمع العربي الخليجي مجالا أوسع.

وقال السديري ان الصحافة في بعض الدول العربية في الماضي التي تشدقت بالحرية والديمقراطية كانت محدودة مقارنة بالصحف الخليجية الاكثر حرية وانفتاحا، وها نحن نرى ماذا جرى في هذه الدول العربية التي ضغطت على الصحف لديها، مشبها الوضع فيها بالمحزن والمؤلم على خلاف ما تحقق في الصين والهند على سبيل المثال.

وقال: الهند انفتحت على الصحافة والحريات لكن بشكل مبدئي وبما يخدم توجهاتها وتطوير مجتمعها تدريجيا إلى أن اصبحت الهند الآن من الدول ذات الثقل الاقتصادي والسياسي في المجتمع الدولي، وتساءل: لماذا لا يحدث ما حصل في الصين او الهند عندنا في الدول العربية الخليجية مع وجود ما يقربنا ويوحدنا اكثر من أي دولة أخرى بالعالم ؟ وطالب الصحافة الخليجية ان توفر في المرحلة المقبلة آليات التوجهات الايجابية لدول الخليج، وتطور مصالحها المشتركة في التقارب والتعاضد والتوحد.

العودة إلى الأحضان

تلا ذلك كلمة ناصر محمد العثمان أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية، استهلها بـ «الحمد لله الذي جمعنا في هذا البلد الآمن الأمين» مشيرا إلى إعادة الحياة في وريد اتحاد الصحافة الخليجي بعد توقفه عن عقد مؤتمره العام الماضي معتبرا اللقاء بفندق الخليج ظاهرة جيدة وإيجابية نلتقي فيها لنتجاوز ما حصل في العام الماضي، ولنعود إلى أحضان بعضنا تظللنا خيمة اتحاد الصحافة الخليجية.

وحدد العثمان مهام المرحلة القادمة الملقاة على عاتق اتحاد الصحافة الخليجية بما يلي: التوعية بمستقبل دول الخليج، تدريب الكوادر الصحفية، تكريم الرواد والمميزين في المجال الصحفي، تنفيذ القرارات السابقة بالإضافة إلى تنفيذ القرارات المستجدة على ضوء انعقاد المؤتمر، عقد ملتقى للصحفيات الخليجيات، وعمل جائزة باسم إتحاد الصحافة.

وأعلن العثمان في نهاية كلمته وقوف جميع الصحفيين الخليجيين مع حكومة البحرين، ومساندتها في حقوقها وعروبتها وسيادتها واستقلالها من جهة، مقدرين من جهة أخرى لحكومة مملكة البحرين كل الدعم والرعاية الذي ناله اتحاد الصحافة الخليجي منذ انطلاقته في عام ٢٠٠٥ وحتى هذه اللحظة.

أول شبكة خليجية

كما ألقى رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) وطارق آل شيخان الشمري كلمة اوضح فيها ان (كوغر) يهتم بمسائل تتعلق بحقوق الإنسان والسلام والديمقراطية منوها الى أن الموقع اول شبكة خليجية مسجلة في بريطانيا تهدف للدفاع عن الديمقراطية وقضايا المرأة والأسرة الخليجية ورابطة الكتاب الخليجيين والجمعية الخليجية لحقوق الإنسان وجمعية حرية الإعلام تؤمن بأن يكون للإعلام الخليجي هوية واضحة المنطلقات والمعالم.

وشدد، وهو يواصل كلمته، ألا يشوبنا نظرة ارتخاء للرواد الأوائل من الصحفيين، فهم الملهمون لنا في مهنتنا، ومنهم ننطلق لمخاطبة الآخرين. وكشف عن ان تدشين «كوغر» لدعم عروبة البحرين وكخطوة للتصدي للقنوات الطائفية مثل «العالم» على سبيل المثال، مطالبا بوقف بثها على الأقل في دول الخليج ملوحا في الوقت ذاته بأن (هذا الموقع) سوف يكون سيفا يقطع من يتعدى على حقوق دولنا الخليجية العربية، وفي الوقت ذاته يد نمدها للسلام إلى من يريد التعاون.

تكريم.. وجولة

بعدها تم تكريم الكوادر الإعلامية والإدارية في الصحف الخليجية، ثم توجه الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الاعلام ومن معه من كوادر الصحافة بدول الخليج إلى الصالة حيث تجول في معرض أرشيفي للصحافة الخليجية الأولى، ومن الصحف التي علقت أسماؤها ورؤساء تحريرها، وكتبت نبذة عنها: أم القرى، الفجر الجديد، النداء، الإسلامي، دار الحجاز، الأضواء، الخليج العربي، البلاد، المدينة المنورة، القصيم، صوت الحجاز، الجزيرة، الدستور، نفط العرب، المنهل، قافلة الزيت، الكويت، الروضة، حراء، الحياة، الإشعاع، قريش وغيرها من الصحف التي اندثرت مع الزمن وبعضها مازال يواصل مشواره.

كوادر بحرينية

وعلى هامش المؤتمر، التقت «أخبار الخليج» بالأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير، وطلبنا منه تعليقا حول المؤتمر؟ فقال: ان من الحقائق التي يجب ان نوضحها للمجتمع ان الصحافة المحلية مقارنة ببقية الصحف الخليجية، قد أعطت الكثير في فترة زمنية قصيرة من خلال إيمان المسئولين عن الصحافة المطلق بتدريب الكوادر المهنية في هذا الحقل وإقامة دورات في الداخل والخارج.

وتابع، وإذا ما تساءل احد عن عدد أبناء البحرين العاملين في المؤسسات الصحفية، لنجد ان اكثر من ٩٥ في المائة من أبناء البحرين يعملون في هذا المجال مقارنة بباقي الدول الخليجية، حيث تتراوح النسبة بين ٤٠ و٥٠ في المائة فقط.

وفي سؤال حول سبب هذه اللقاءات والفعاليات الإعلامية التي شهدتها البحرين في الآونة الأخيرة، وعلام تدل؟ فأجاب الأستاذ أنور رئيس تحرير صحيفة «أخبار الخليج» إن الحركة الفكرية في البحرين كانت دائما نشطة سواء من خلال الحركة الحزبية أو حتى من قبل المؤسسات الثقافية التي وجدت في تلك الفترة، فبالتالي بأن العطاء الفكري والأدبي الذي نشهده اليوم ما هو إلا نتاج متواصل ومتفاعل مع فكر الأوائل وعطاءات الرواد، مشددا على ان هذا العطاء الفكري والثقافي والإعلامي لابد ان يجاري الزمن، مشيرا إلى ان لكل مرحلة فكرا يمثلها، ويمثل تطلعات الجيل الذي يعاصر زمانه.

الصحافة الفردية

كما التقينا الدكتور عبدالله الحجيلان أمين عام جمعية الصحفيين السعودية، وٍطلبنا منه ان يوضح لنا مصير الصحف المعلق صورها؟ فقال: «كل صحيفة قد ظهرت حينها وأدت دورها، ولكن الذي حدث ان عددا من الصحف ظهر على شكل فردي، فمات الفرد (المؤسس)، وماتت معه الصحيفة مع الأسف الشديد»، وتابع، والبعض لم يواصل الصدور لربما عائد ذلك إلى ضعف الإمكانات المالية، وخاصة المتعلقة بالطباعة مشيرا في الوقت ذاته إلى ان التطور الذي حصل مع السنوات الخمسين الماضية، أدى إلى ظهور صحافة المؤسسات، وعليه اندمجت بعض الصحف مع بعضها لتصبح صحيفة واحدة، وتحولت الصحف من صحافة الثقافة إلى صحافة الخبر والمقال.

وماذا عن استراتيجية الإعلام الخليجي المطروحة في المهرجان ١٢ لدول مجلس التعاون مؤخرا؟ فأجاب نحن نشعر أن تنفيذ الاستراتيجية مهم جدا، مع الإشارة هنا إلى انه يفترض ان تكون صياغة الاستراتيجية مبنية على الخلفية المهنية والممارسة العملية اكثر من الخلفية الأكاديمية او السياسية للمتحدث في هذا الشأن.

الحراك الإعلامي

وفي لقاء آخر مع «مؤنس المردي» رئيس تحرير «البلاد» ورئيس جمعية الصحفيين البحرينية، طلبنا إليه أن يتحدث عن الحراك الإعلامي الحالي في البحرين سواء مهرجان دول الخليج رقم ١٢ أو نجاح عقد مؤتمر انتخابات جمعية الصحفيين، وما تشهده البحرين اليوم من عقد مؤتمر لاتحاد الصحافة الخليجية، فأوضح المردي قائلا: «في مسعانا بشكل أساسي بجمعية الصحفيين، نسعى حقيقة في المرحلة المقبلة إلى لَمّ الجسم الصحفي ووضع خريطة طريق نعالج فيها ما حصل ما بعد مرحلة الاحداث حين كان الإعلام المغرض من كل جانب».

واستدرك من جهة أخرى أن قوة الإعلام الخليجي كمنت منذ البداية في الوقوف مع مملكة البحرين في موقفها واستقلاليتها مشددا على أهمية الوحدة الإعلامية بين دول الخليج العربية في التلاحم والتلاقي على أهداف مشتركة توحد ولا تفرق بين شعوب المنطقة. وسألناه: ماذا تود ان تقول لمن هم خارج الجمعية من الصحفيين البحرينيين؟ فقال: الجسم الصحفي لا يمكن لأحد ان يملكه او يتحكم فيه، نعم فيه اختلافات، نؤمن بالاختلافات ووجهات النظر، فهذا أمر طبيعي، ولكن يجب ألا نجعل من هذه الخلافات حجة للتهرب من عدم التلاقي والتوحد في جسم واحد.

الجلسة الأولى

وفي الجلسة الاولى (بعد الافتتاح)، تطرق رئيس الجلسة إلى جدول الأعمال، وشدد على أهمية الاختصار في الملاحظات حول تقرير الأمين المالي، جائزة سنوية باسم الاتحاد، زيادة أعضاء الأمانة العامة، ملتقى الصحفيات الخليجيات وما يستجد من أعمال.

وتبين ان الرصيد المالي للاتحاد ٣٠٤٦٤ دينارا فهناك دعم قادم من وزارة الإعلام بالإضافة إلى الالتزامات المالية على الدول الأعضاء في عام ٢٠١٢، ستضاف إلى الميزانية مما سيرفع من رصيدها. وحول رصد جائزة سنوية للصحفيين او العاملين أو الرواد، لوحظ وجود خلاف في هذا الشأن، وتوصل المجتمعون إلى تشكيل لجنة تنظر في هذه الجائزة وتحدد آلياتها، والميادين التي تمنح فيها، ورعاة الجائزة من الشركات والمؤسسات فيما طرح رأي آخر بالعمل على توصيف الجائزة وتقديمها لمن يستحقها كجائزة تقديرية في الخدمات وتتطور مع السنوات القادمة لتشمل أعمالا أخرى كالمحررين والمخرجين والمصورين.

وفيما يتعلق بموضوع زيادة أعضاء الامانة العامة، فالجميع وافق، وكذلك وافقوا على عقد ملتقى للصحفيات الخليجيات يبحث مشاكل المرأة الصحفية الخليجية، يشارك في هذا الملتقى المسئول عن الإعلام والصحافة بالدول الخليجية، وأبدى ممثل دولة الكويت استعداد بلاده لاستضافة هذا اللقاء، ووافق الجميع على ذلك ثم رفعت الجلسة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة