الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٠ - الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


رسالة الإعلام بين الفوضى والتمويه والصدق





الإعلام رسالة المجتمع ومظهره ومحوره المشرق ومخبره منه، ترقى الأمم وبه تزداد عزماً وإصراراً على التقدم، وبه تزول إن كان معول هدم لا بناء، الإعلام صورة وحضارة ومفخرة للمجتمع الصادق، ومذلة ومهانة للمجتمع الملفق، والإعلام يصوغ هوية المجتمع وينهض به كلما اتزن بالقبول وراق بالمقبول وراج في ثناياه بالمعقول واتصف بالشفافية في المقول والمنقول.

يتميز الإعلام في تنوع مصاديقه وتعدد مفاهيمه، فمنه المرئي ومنه المسموع ومنه المقروء ومنه الصادق والصريح ومنه المشوش والغامض، ويهدف الإعلام في كل الأحوال إلى بيان صورة الواقع وتحليه وتحديده وتحويره والبحث عن حلول المشاكل العالقة وبيانها وبث اللائق منها بإبداع وترك المارق عنها بامتناع، الإعلام مصدر الإلهام والأمل والاخبار، يتطلع بالمجتمع نحو التقارب والتعارف والتعلم وكسب المهارات ونقل الصورة على ما هي عليه.

استغل الإنسان الإعلام أشد استغلال بنحو قاده فيه إلى أن يتاجر فيه، وصار الإعلام مقصداً للفتن وكشف المساوئ والتحشيد والترويع وبث الفرقة ونشر المحن، على عكس واجبه ومهامه السامية التي تدور في نشر الفضيلة والعلم النافع والخبر المثمر.

رسالة الإعلام رؤى تنويرية ونشر الأفكار التطويرية والمحافظة على الثوابت الإنسانية لرسم هوية الإنسان المستبصر المعطاء في الأرض والعامر لها والمتحضر، وليست رسالة هدم متأطر بأطر الفكر المتقطر، فكر هادم يدس السم في العسل لأجيالنا وأبنائنا وشبابنا لإبعادهم عن مطلبه الصحيح، الإعلام كلما تمكن من رسم الجميل وإظهاره بشكله الواقعي كان اجود في بقائه صورة ناصعة بيضاء في القلوب.

إن استغلال الوسائل الإعلامية في واقعنا اليوم وبعد تطورها وضرورتها وحاجة المجتمع إليها يعد جريمة كبرى لا تغتفر بل لا عذر له في مكان، فالإعلام في عصرنا هذا يعتبر السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في كل دساتير العالم وقوانينينها، وتجري عليه أحكام القانون ويحتج به العرف ويُحكم به في القضايا المتعلقة بنشر الخبر ليعلم.

إن استغلال الإعلام باسم الحرية والشفافية لا يخلي الطرف من مسئولية نقله للخبر، فالحرية والمسئولية ضمن إطار النقد البناء لبناء الخبر النافع من رؤى الإعلام الناصح، وروية الإعلام الصريح، أما العبث واللعب باللفظ وتطوير الكلمات إلى لغات وألفاظ وتكبير المواقف لتتيح للعالم صور الفتن وتنميتها في الأذهان فهذا خزي يُستعاذ منه في عالم الإعلام.

البحرين وحالها كحال أي دولة ألمت بها همم المخربين والمحرضين، ونعق فيها كل من لا عمل له من حين إلى حين، وتطاولت الفتن قرارتها، استغل الإعلام الفاسد والمأجور صور البشاعة لينشر على البحرين ما هو خال وعار عن الصحة والحقيقة.

وبدأت محاولات إشعال الفتن والطائفية بين أبناء الوطن بإطار الحرية من دون المسئولية ليحجز التوافق الشعبي عن ضرورة وجوده، فقام جمع من الفئات بتفتيت ما تبقى من جسور وئام وحميمية بين أبناء شعبه، مضيفين إلى تاريخهم الأسود سواداً لم يجد للسواد محلا في محله، قادمين بأجندات الخارج قاصدين تشويه صورة الوطن من أجل خطفه.

هذا ما لمسناه في جلسات جنيف عدة مرات بإعلام مقيت يصارع الحقائق لينجز لهم حرية التعبير في غير محلها، وليكونوا صورة الوطن المظلم، ونقول لهم: خسئتم فالوطن حاضر الخير وماضيه، ولن تتمكنوا من تشويه سمعة وطننا بإعلامكم المر، وقولكم الضار، إذ إن بحريننا شعلة بناء في المحبة والوفاء والنماء والعطاء والرخاء، بحريننا لا تريد إعلامكم المسيء، وليست بحاجة إلى أخبار الشر والمكر، بحريننا الأمل بوجود أمجادها من عائلاتها الفذة وأجدادها وأمجادها آل خليفة الكرام حكامها والفاتحين خيراتها.

والسؤال إلى كل مسيء إعلامي: ماذا تريد من نشر الكذب عن البحرين؟

في العالم يتسابق المواطنون والشعوب من اجل إيصال الصورة الرحبة عن أوطانهم، وتتسابق الفئات المجتمعية والإعلامية لتلميع صورة الأوطان كسباً للخلان، أما في البحرين ففئات التضليل تعبث ليل نهار في الوطن، تضلل الحقائق تحشوها بالمحن، ترسم الظلام الدامس في ظهر الوطن، كفى أيها الأفراد، فالوطن ليس لكم، ليس مواطنا من يدعي الوطنية وهو يسرق الوطن بتشويه سمعته في الخارج ويبحث عن كل سيئة لينشرها من دون أن يحاول لمّ الشمل والبحث عن الإيجابيات لينشر الخير بين ربوعه وعنه في الخارج.

إننا نواجه فئات مجرمة أجرمت في حق الوطن وأعانت على كسر وطنيتها، ولن ينكسر الوطن لأن هنالك منه أبناء غيارى يبحثون ليل نهار عن فلتات وغفلات المضللين ليبينوا للعالم كذبهم وتزويرهم للحقائق عن البحرين.

أعزائي، البحرين جزيرة العالم المضيء بالمحبة والوقادة بالألفة، المكرمة في دول الغرب قبل العرب، العربية الأصيلة، هبوا جميعاً واكتبوا واكشفوا ثلة الإجرام التي تبحث عن مساوئها، ولنكن جميعا صدرا حاميا لها.

نحن نثمن لجلالة الملك تصميمه على تحسين صورة البحرين، كما نثمن لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة تشجيعه للاستثمار وجلبه إليها من أجل إعلام العالم بإمكانيتها، كما نثمن لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان عطاءه فيها، ونبقى شعباً لا يقبل أن تهان البحرين أو شعبها أو قيادتها، محملين المسئولية عن تشويه سمعة الوطن فاعله، ولن نرضى ولن نقبل بأن يمس الوطن بسوء.

حمى الله البحرين أرضا وقيادة وشعبا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة