الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٢ - السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


أين الدعم؟!





أعتقد أن العديد من الكتاب تحدثوا عن ضعف الاعلام الخارجي البحريني وعن الجمعيات الأهلية التي لا تقوم بدورها في مواجهة الإشاعات المغرضة والحملات الموجهة المدفوعة التي تواجهها البحرين في الخارج. الا أنني أعتقد أن مثل هذا اللوم يجب ألا يوجه إلى وزارات أو مسئولين ولكنه يجب أن يوجه إلى دولة ونظام. فقد كان حديثي قبل أيام مع أحد الأشخاص الذي نعت تقاعس الصحفيين في هذا المجال بأسوأ النعوت وأوصله إلى درجة من درجات الخيانة التي لا تغتفر، الا أن الواقع يقول ان الدولة بجميع أقطابها تأبى أن تدعم جمعية مهنية وطنية مثل جمعية الصحفيين.

فلا توجد مخصصات خاصة تدخل باسم الجمعية، وبالفعل هناك ما يقدم اليها ولكنه لا يمكن أن يوصف إلا بأنه القليل المتقطع من العون الضروري لابقاء الجمعية على «أجهزة الإنعاش»، بالرغم من أن الدولة تدعم جمعيات مهنية أخرى لا تسمن ولا تغني من جوع أو على الأقل لا يقارن صداها بجمعية مثل جمعية الصحفيين، حتى انه وصل الأمر بمجلس الإدارة السابق إلى أنه اضطر إلى أن ينفذ بعض المشاريع والأنشطة من أموال أعضائه الشخصية من دون مطالبة الجمعية باعادة هذه المبالغ المدفوعة، وكانت هذه الأنشطة تشمل الرحلات خارج البحرين والندوات عن الوضع الصحفي والسياسي والقانوني في البحرين.

كيف يمكن لبلاد تريد أن تنشر الحرية المسئولة في أرجائها وأن تواجه الحملات المدفوعة ضدها وتقوّي موقفها الدولي ألا تدعم جمعية مهنية مثل جمعية الصحفيين وخصوصا في ظل هذه الظروف؟ لا أعلم الجواب عن هذا السؤال ولا أفهمه، ولا أعتقد أنني أريد أن أفهمه.

ولكنني أعتقد أن كلامي هذا ليس في المستوى المقنع ولا يكفي. ولذلك أطلب ممن يقرأ هذا المقال ان يوصل الى من لا يقرأه أننا نستطيع أن «نعوي ألسنتنا» مثل ما يفعل «العمام الحمر» وأننا نستطيع أيضا أن نحضر عددا منهم ليشهدوا لنا أن هذا هو أحد أفضل الخيارات في مثل هذه الظروف. أو إذا كان لديهم أحد من «الشقر» الذين يستحسنونهم فإننا سنقنعه! ولكن يجب ألا يصل بنا الحال إلى أن نضطر إلى أن نمد أيدينا لإخواننا الخليجيين. وكما قلت: هذا الكلام ليس موجها الى أي جهة أو مسئول ولكنه موجه إلى الدولة بأسرها.

سنعمل جاهدين في هذه الدورة للتأكد من أن الصحفيين يخرجون منها بشيء على الأقل. وكانت مطالبهم في اجتماع الجمعية العمومية أن يتم توفير التأمين الصحي لهم. وبالرغم من أن هذا المطلب قد يكون طموحا جدا خلال هذا الوضع وفي هذه الفترة فإنني متأكد من أننا سنتمكن من منحهم شيئا على الأقل ليتمكنوا من الشعور بانتمائهم الى هذه... وهذا حقهم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة