بعض من العادات والتقاليد القديمة
عادات سادت ثم بادت مع مرور الزمن باصات أيام زمان (البستات)
 تاريخ النشر : الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢
بقلم: خليل بن محمد المريخي
كان التنقل بين المحرق والمنامة أو العكس يتم عن طريق البستات (باص) منها الكبير الذي يتسع لأكثر من ٤٨ راكبا (عبري) وكعادة أهل المحرق وكرمهم وطيبتهم كان الواحد منهم إذا صادف ولاحظ وجود بعض من أصدقائه أو معارفه أو حتى من أهل (فريجه) ضمن ركاب الباص طلب من «الكلندر» (وهي تسمية وظيفته) الذي عادة ما يبدأ في المرور داخل الباص ليتسلم أو يستوفي الأجرة من الركاب وقدرها آنتين وهو مبلغ كبير خلال الاربعينيات.. طلب منه ألا يتسلم النول (الأجرة) من الأشخاص الذين يعدهم له أو يشير إليهم بطريقة خفية تجنبا للإحراج له ولهم - لكن - يحدث أحيانا ان «الكلندر» عندما يصل إليهم يرفع صوته أمامهم ويقول لهم ان فلان الجالس عند مدخل الباص (يشير إليه) قد دفع عنكم النول. طبعا مثل هذا التصرف أو الحركة فيها كثير من الإحراج والخجل معا لكن ما باليد حيلة، لكنه كما قلت الكرم الذي يسبب الإحراج.
تراب عتبة البيت يشفي المريض
يروى ان بعض من أهالي بيوت المحرق وخصوصا الفقراء أو البسطاء منهم يعتقدون كثيرا ان «النضال» اي انه يقال إن فلان أصابته عين حسود يعني احد «انضله» كان ذلك الاعتقاد شائعا في ذلك الزمان وكان له تأثير نفسي وحتى مرضي وكان بالفعل منتشرا بين (الفرجان)، فاذا حدث ان احد البيوت مرض احد من أفرادهم اعتقدوا في الحال ان سبب مرضه ربما عين أصابته من زوار البيت من أهل (الفريج) لذلك وبطريقة غير مباشرة وخفية يبعثون احدا منهم (من أهل المريض) ليجلب قليل من التراب من عتبة سبعة بيوت من بيوت جيرانهم، شريطة الا يشعر به احد، وحتى لا تنعكس الآية ويصبح التراب عداوة، ثم يأتون بالتراب ويضعونه في الماعون على «جولة» حتى إذا ما احتر التراب أتوا به عند المريض ليستنشق الهواء الذي ينبعث منه وبعضهم يضعون الماعون والتراب تحت المريض هكذا كانت اعتقاداتهم.
جنازة الميت
كان الميت ينقل على نعش خشبي من بيته إلى مقبرة المحرق وليس بواسطة سيارة كما هو حاصل الآن.. كان الناس يتراكضون ويسارعون في الانضمام إلى حاملي النعش.. كان منظرا مهيبا ومؤثرا وأنت تشاهد الكل يغلق دكانه ومتجره ليلحق بالجنازة وخصوصا إذا مرت تلك الجنازة في نفس الشارع الذي تقع فيه الدكاكين أو المتاجر، والكل يسأل الله الأجر والثواب وللميت الرحمة والغفران ولسانهم لا يهدأ من ذكر الله مع التهليل والتكبير المتواصل، ولك ان تتصور ان جنازة الميت إذا خرجت (مثلا) من جنوب المحرق بعدد قليل من الناس تصل إلى المقبرة بأعداد كبيرة تقدر بالمئات من طالبي الأجر والثواب من دون ان يعرف بعضهم حتى اسم الميت وعائلته الكل يسير مسرعا ماشيا على قدميه ليشارك في حمل نعش الميت والدعاء له بالمغفرة.
.