اصطياد الذهب في الألعاب الرياضية، والصعود إلى منصات التتويج، ليست بالمهمة السهلة، بل هو نتاج فكر متحرر وعمل استراتيجي منظم وتخطيط مرسوم وتنفيذ متقن عبر خطوات ومراحل متدرجة في الصعوبة والتحديات، دون تَسرع وحرق للمراحل في الوصول القمة وقطف الثمار، ولا شك بأن وراء كل انجاز نشاهده على أرض الواقع شخصيات مخلصة فاعلة يتبعها قطاع كبير من المدربين والإداريين والمشجعين، أخذوا على عاتقهم مسئولية الوصول إلى اللحظة الحاسمة وتحقيق الهدف، والعلو إلى مرتبة القمة والصعود إلى منصات التتويج، وقد لفت انتباهي وأنا أتابع عن قرب مباراة الشباب والأهلي في نهائي كرة اليد، ومباراة المحرق والمنامة في نهائي كرة السلة، إداريون صادقون مخلصون يقفون خلف الفرق المتنافسة إلى جانب الأجهزة الفنية يتابعون الحدث لحظة بلحظة، يدعمون ويرشدون ويتقدمون الآخرين في إيجاد الحلول عندما تحط المشكلة وتتعقد الأمور، يحافظون على بريق النجوم في الملاعب لامعا لأنه انعكاس لقوة الإرادة والدعم الذي يتلقوه من المحيط الخارجي والذي يمثل العمق الاستراتيجي للأجهزة الفنية والإدارية للفرق الرياضية، ومن الجانب الآخر تقف الاتحادات الرياضية شريكا فاعلا في بلورة الصورة خلال المباريات النهائية وتمهيد الأرضية والطريق للفرق المنافسة على البطولات لتقديم المستوى الفني المتطور وذلك بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرق تشدُّ من أزر الخاسر وتبارك للفائزين وتعمل على وجود المناخ الصحي المناسب للمنافسات النهائية، وأعتقد بأن الجهود الكبيرة لإبراز المباريات النهائية في اتحاد اليد برئاسة علي محمد عيسى اسحاقي أنعكس بالإيجاب على مستوى الأندية المتنافسة وعلى أداء اللاعبين في المنتخبات الوطنية التي تبحث عن الطريق المؤدي إلى العالمية، وفق منظور واسع الرؤية، واعتقد جازم ومعي الكثير من المتابعين للعبة كرة اليد بأنه إضافة إلى صعود نجم الأهلي البطل المتوج ببطولة الدوري والكأس لهذا الموسم، جاء بروز الشباب وباربار والدير إلى الواجهة كأطراف متنافسة على البطولات المحلية، حيث كانت توقعات الفوز بالبطولة حتى الأيام الأخيرة تتأرجح بين الفرق الأربعة في الوقت الذي حصل باربار على المعدل الأعلى في تحقيق البطولات قبل أن يتمكن الأهلي بخبرة لاعبيه وذكاء أجهزته الإدارية والفنية المحنكة من الخروج بالبطولة أمام أعين الفرق المتنافسة كخروج الشعرة من العجين، نبارك لفريق الأهلي بطولة دوري وكاس اليد ونبارك للمحرق بطولة كأس السلة وإلى سُمر الرفاع بطولة دوري القدم وإلى النصر بطولة الطائرة.