الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٨ - الجمعة ١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


الفلسطينيون يتسلمون رفات شهدائهم بمزيج من الحزن والارتياح





رام الله - (ا ف ب): قدمت ليلى ابو سليم (٥٥ عاما) منذ ساعات صباح امس الخميس، من مخيم بلاطة إلى رام الله لتسلم رفات ابنها امجد التي تحتفظ بها اسرائيل منذ مقتله في ٢٠٠٣ خلال اقتحامه مع رفيق له مستوطنة في الضفة الغربية.

ورفات هذا الشاب واحدة من جثامين عشرات الفلسطينيين التي سلمتها اسرائيل إلى السلطة الفلسطينية امس، بينهم منفذو «عملية سافوي» التي استهدفت فندقا اسرائيليا في ١٩٧٥ في تل ابيب.

وحرصت ليلى ابو سليم على شراء الحلوى وارتدت ملابس جديدة اشترتها لهذه المناسبة خصيصا. وقالت ان هذا اليوم «هو يوم عرسه لذلك اشتريت الحلوى ولبست لباسي الجديد». وكان امجد ابو سليم استشهد في ٢٠٠٣ عندما اقتحم مع زميل اخر له مستوطنة شعار تكفا في منطقة قلقيلية، وقتلا مستوطنا، كما قالت والدته ليلى.

وقد حملت وهي جالسة بالقرب من ضريح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، صورة لابنها امجد وهو يلف صدره بشريط من الرصاص الثقيل كان انتزعه عن احدى الدبابات الاسرائيلية اثناء دخولها مخيم بلاطة شمال الضفة الغربية.

وبعد استشهاد امجد، انجبت الام ابنا اطلقت عليه الاسم نفسه ويبلغ من العمر اليوم تسع سنوات. وقد جلس بجانبها ينتظر رفات شقيقه.

وتجمعت العديد من الاسر بانتظار الجثث منذ صباح امس، بعد ان اعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية استلامها رفات ٩١ فلسطينيا من الجانب الاسرائيلي فجرا.

ونقلت السلطة الفلسطينية الجثث إلى قاعدة عسكرية للامن الوطني الفلسطيني قريبة من مقر الرئيس الفلسطينية. وتم لف الصناديق التي حملت الجثث بإعلام فلسطينية، وسط حراسة امنية مشددة.

ووصف مصطفى الصفدي (٦٥ عاما) الذي قدم من بلدة عوريف في نابلس، هذا اليوم الذي سيستقبل فيه رفات ابنه احمد الصفدي بأنه «يوم فرحة وحزن» في الوقت نفسه. وقال، وهو يجلس إلى جانب زوجته «صحيح انه يوم سعيد لأنني استعيد جثمان ابني الشهيد وادفنه في مكان معروف نزوره كل يوم لكن اليوم اعيد فتح جرح حزني على ابني».

واستشهد احمد في عملية انتحارية عندما فجر نفسه في حاجز عسكري اسرائيلي في العام ٢٠٠٣ بالقرب من مدينة طولكرم. وقالت والدته مقاطعة زوجها «اليوم عرس. ومنذ الآن سنعرف اين ابننا موجود بالقرب منا في قريته عوريف».

وعلى مسافة ليست بعيدة من عائلة الصفدي، جلست امرأتان ترتديان اللباس الاسود احداهما منقبة. وقالت نسرين الشويكي وايمان تلاحمة انهما قدمتا لاستقبال جثماني زوجيهما ذياب الشويكي وعبد الرحيم تلاحمة، اللذين استشهدا في ٢٠٠٣ في اشتباك مسلح مع قوات من الجيش الاسرائيلي.

وكان الشويكي الذي قتل في سن السادسة والعشرين من العمر، يعتبر قائد الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في بلدة دورا في الخليل، بينما كان التلاحمة الذي قتل في سن الثلاثين قائد الجناح العسكري الجهاد في الخليل. وقالت نسرين «اليوم سأتأكد ان زوجي قتل عندما ارى جثمانه».

واكدت انها مقتنعة بأنه من الممكن ان يكون جسد زوجها لم يتحلل رغم مرور تسع سنوات على مقتله. وقالت «انا مقتنعة ان جثمانه لن يكون متحللا واستمكن من التعرف عليه». إلا ان ايمان فضلت بان لا ترى رفات زوجها. وقالت «افضل ان تبقى صورته التي لا زالت في مخيلتي على ان أراه متحللا. افضل إلا اشاهد بقاياه كي تبقى صورته كما هي حينما غادر البيت ولم يرجع». وقال وزير شؤون الاسري عيسى قراقع ان جثث ١٧ فلسطينيا لم يعرف ذويها، سيتم دفنها في مقبرة رام الله وسيتم اقامة نصب تذكاري لهم. وبين هؤلاء جثث ثمانية فلسطينيين نفذوا «عملية سافوي» الهجوم الذي استهدف فندقا اسرائيليا في تل ابيب يحمل هذا الاسم في ١٩٧٥.

وكانت «اللجنة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء» ذكرت ان اسرائيل تحتجز لديها ٢٩٩ جثة تعود لفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. واوضح رئيس اللجنة سالم خلة ان «هذا لا يعني انه لا يوجد جثث لشهداء عرب وفلسطينيين من داخل اسرائيل».

وصرح رئيس الهيئة الفلسطينية العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بدأت للتو لاعادة جثث سبعين فلسطينيا اخرين خلال الفترة القليلة المقبلة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة