الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٦ - السبت ٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

سالفة رياضية


دولار المالكية





إلى الخلف در، إلى الأمام سر، موسم عسل وموسم بصل، مرّة طالع فوق للدرجة الأولى ومرّة نازل تحت للدرجة الثانية، هذا هو حال نادي المالكية أكثر الأندية الوطنية هبوطا إلى دهاليز وعتمة الدرجة الثانية وأسرعها صعودا وعودة إلى براحة وأضواء الدرجة الأولى، وكأن هذا النادي القروي المتواضع في بنيته وفي إمكانياته المالية ومع ما يمتلكه من مقومات فنية عالية وأخرى إدارية جيدة عملة نادرة ومهمة ومتداولة بشكل واسع في بورصة الكرة البحرينية وتماما مثل الدولار الأمريكي يوما صاعدا ومرغوبا ويوما نازلا ومحجوبا، ولذلك فإن فرحة جماهيره ومحبيه لم تكن طبيعية في ليلة فوزه الأخير على النادي الأهلي العريق الذي تجرع مرارة الهبوط وفي أمسية القبض مرة أخرى على منطقة الخطوط الأمامية، فقد سهروا على طول الشارع الذي يشطر القرية إلى نصفين حتى الفجر مستبشرين بالأفق الجديد والعودة إلى قمة هرم الكرة البحرينية وأحدهم أهلك محرك سيارته وأتلف إطاراتها من فرط سعادته وكل ذلك بحسب رأيه حلو وبارد ويهون من أجل عيون الفارس الذي يحمل طموحهم ويتأمل الجميع منه أن لا يكبو أو يترجل من فوق صهوة جواده سريعا.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن على المسئولين في النادي من الطبيعي أن يستشرف الاستراتيجية القادمة لمجلس الإدارة وخطة العمل المستقبلية للجهازين الإداري والفني وما إذا كان النادي سيعتمد على جهازيه السابقين ولاعبيه الحاليين أو لديه رؤية أوسع تتمثل في جلب مدير فني جديد يتناسب مع خطورة المرحلة القادمة الأكثر شدة وحدة سواء من خلال تدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين بارزين أو جلب أجانب منتقين بدقة وفي مستوى مسئولية المحافظة على موقع الفريق الجديد وليستحق لقب «فارس المنطقة الغربية» عندما يكون فعلا فارسا متميزا وثابتا في مكانه، كرارا لا فرارا ولا ضيفا خجولا لفترات قصيرة، كما يجب عليه أن يكون مقداما من دون أن يترنح تارة وأخرى يتخلخل ويتزحزح ويستمر في مشواره الطويل كما كان بوضعيته السابقة نحيفا مهزوزا وصيدا سهلا فوق صفيح أرض تضم أسدا سماويا وذئبا بأنياب حمراء وضباع وسباع قوية تلتهم الأخضر والأزرق والماروني والأبيض ولا تعرف الهوادة ولا المداعبة.

طبعا هذا ما يتوجب فعله من قبل المعنيين في النادي وهي مسئولية وخاصة يبقى هناك دور آخر ومسئولية معلقة في رقبة الجهات الرسمية المعنية بالرياضة البحرينية تجاه هذا النادي على وجه الخصوص وفي مقدمتها المجلس الأعلى للشباب والرياضة الحاضن للرياضة وللأندية وللمؤسسات والمجالس والهيئات الرياضية في مملكة البحرين، فهذا النادي بكل ما يمتلك من تاريخ وعطاء لا ينضب وخدمة مجزية للكرة البحرينية منذ أول ظهور له في مطلع السبعينيات حيث قدم للمنتخبات الوطنية لكرة القدم بمختلف فئاتها العمرية ولمنتخب الشواطئ لكرة القدم نجوما بارزين ومؤثرين شقوا طريقهم بقوة وشرفوا الكرة البحرينية وتمكن أبناء المالكية من الوصول إلى المباراة النهائية في مسابقة الكأس لمرة واحدة وكانوا قاب قوسين أو أدني من معانقة الكأس لولا فارق الخبرة والإمكانيات.

فهذا النادي يستحق من المسئولين في الرياضة البحرينية وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية مكافأة وخاصة لصعوده الجديد المدوي وكذلك يحتاج إلى وقفة تأمل جريئة وصريحة وجادة للنظر وبتمعن وتقدير تامين في وضعه وفي بنيته التحتية، فهذا النادي العتيد في دوريات الكرة البحرينية يسيّر برامجه وأنشطته من مقر متواضع جدا ومن داخل غرف المنازل الخاصة وعلى أرضية ملعب يتيم تحولت تربته مؤخرا إلى اللون الأخضر بعدما كان الفريق يتدرب سابقا في الحدائق الخاصة، ومع ما تشهده الرياضة البحرينية من بناء للأندية النموذجية وتشييد للصالات وخطط تطوير للمدن الرياضية أرى أن الوقت قد حان ليأخذ هذا النادي النصيب الذي يستحقه من خلال إدراج اسمه ضمن خطة تطوير زمنية صادقة وقريبة والإسراع في تقديم مكافأة مادية مجزية له تقديرا لإنجازه الجديد في العودة إلى الدوري وذلك من أجل أن تساعده في محنته المتجددة ولتامين بقائه وتثبيت دولار المالكية في مستوى الصرف والتداول المحلي وحتى يشتد أكثر في تقديم الأفضل والأنفع للكرة البحرينية، آمل أن تأخذ كلماتي هذه على محمل الجد ونرى التجاوب السريع الذي يستحق منا كمتابعين الإشادة والتقدير، فهذه القرية يا سادة ويا كرام ولادة للنجوم والتاريخ على ما أقول شهيد.

سألني الناس

هل لديك شك في هبوط النسر على الأرض؟

أجبتهم:

كنت أظنه خلق للتحليق في الجو فقط ولكنه قطع الشك باليقين بيده لا بيد عمر.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    من أصداء الحوار

    عندما نتصدى بالكتابة عن وزير الداخلية فإننا لا نتناول شخصه الكريم، إنما نخوض في معاناة شعب بأكمله، ونتعامل ... [المزيد]

    الأعداد السابقة