الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٧ - الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


شخصيتي ببر وطني





البر الإحسان إلى الخَلْق، وحسن معاملتهم، ونقل الجميل من القول والفعل إليهم، وأن يقوم بما يكون سبباً لصلاحهم من طيب الكلام والفعل والوجه الحسن وطلاقة الوجه ومن القيام على شئونهم، وأن يكون ذلك كله على الرضا والمحبة وانشراح الصدر والدعاء لهم، يود أن يكون ثوابه الأعظم عند الله تبارك وتعالى، ليس بالملل والضجر والتأفف، وبالقيام لإخوانك أو لأبيك أو لأمك أو لقريبك بالعمل، ويكون ذلك هماً على قلبك، بل تستقبلهم وتستضيفهم وتكرمهم، وتقضي مصالحهم وتسعى في القيام على شيء من حقوقهم التي تكون سبب تحصيله لهذا الخُلق ويحفظك الخالق، ولكن كما ذكر ابن عمر «البر شيءٌ هين، وجه طلق وكلام ليِّن» فعند المحك والاختبار تظهر الأخلاق السيئة، والأقوال الرديئة، وسرعة المرء إلى الغضب، وإلى أن ينتهك حرمات الله تعالى، ولا يتحمل الأذى، ويرد السيئة بالسيئة، ثم ينقلب من السيئة إلى سوء الظن والقطيعة، والبغضاء والشحناء والتدابر، ثم إلى الوقيعة والحسد والغيبة والكذب والتناحر والنميمة وترقب أن يقع لإخوانه من المصائب والبلايا والمحن ما يشرح صدره منه ويشفي غليله، ويفرح بمن ينزل بهم ويشمت في أخوانه، ويدَّعي أن الله تعالى قد انتقم له، أو أن الله تعالى قد أخذ له حقه منهم، وكل هذا يدل على اننا في خطر عظيم بفساد النفس، وخبث الطوية، قال تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» قال سبحانه»{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»... قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن... وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم «يا عقبة إن أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وأن تعطي من حرمك وأن تعفو عمن ظلمك» وقوله عز وجل: «وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى? أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليّ ? ثُمَّ إليّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أي أعطهما حقهما عندك كابن لهما, إذًاً المعروف هو حقوق لكل طرف عند طرف، حق الأبوة والأمومة وحق الابن وحقوق الناس للناس أي يعطون كل طرف حقه كما يحب ربنا أن تكون هذه الحقوق حسب العُرف وهو الفعل الحسن. إذاً العُرف والمعروف هو «بروتوكول» اتفاقية حسن التعامل بين جميع خلق الله مع بعضهم بعضا على هذه الأرض (الوطن) وتحت هذه السماء (الحياة).

إذاً نحن المسلمين أُمرِنا أن نفشي السلام ونعبده وحده لاشريك له ونفعل ما يحب ربنا من الحسنى ولا نقتل ولا نسلب ولا ندمر ولا نقول ونفعل ما يغضب الجبار المهيمن سبحانه فإن فعل بعض ممن ينتسبون لهذه الأرض بعض التجاوزات فتلك ذنوبهم هم يتحملونها وعلى العالم أن لا يحمل ديننا الإسلامي والمنتسبين للإسلام مسئولية ما يفعل الشاذون المتطرفون عملاء أبليس وحزبه، وأن يعودوا لطريق الحق والصواب ويجب أن يحفظوا لنا حقوقنا كما نحفظ نحن لهم حقوقهم يعطون كل نفس حقها كما يحب ربنا أن تكون هذه الحقوق قولا وعملا، فنحن عباد الرحمن. «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الآَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً».

اللهم أحفظ بلادي من كل سوء ومكروه ربي اجعل هذا البلد أمناً سلاماً مستقراً مرحوما مطمئناً مباركاً وسائر بلاد الإسلام واجمع كلمتنا ووحد صفنا وأصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واحفظ عليـنـــا مودتنا وأخوتنا وتكريمنا وحكمتنا، واحفظنا من فوقنا ومن تحتنا وعن يميننا وشمالنا ومن أمامنا ومن خلفنا ومن بين أيدينا اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك القِِ الرعب في قلوبهم اللهم لا تبلغهم غاية ولا ترفع لهم راية واجعلهم لغيرهم عبرة وآية، اللهم أهدِ المغررِ بهم ودلهم إلى طريق الخير الصواب وجادة الحق والطريق المستقيم واجعلهم هداة خيـر وسـلام للبلاد والعباد.

أفتح قلبك وأرضِ ربك واحفظ مملكتك.

جمال صالح الدوسري



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة