الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٠ - الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


المنبر الديمقراطي التقدمي وبوادر تكرار الخطأ





عادت تلك الأصوات البائسة من جديد لدعوة المنبر الديمقراطي التقدمي للعودة إلى صفوف المعارضة الطائفية التعسة حتى تكتمل صورة فوضى الدوار الشهيرة، صورة الانقلاب الفاشل المدعوم من إيران، وأتمنى ألا يكرر الاخوة في المنبر الديمقراطي التقدمي مجددا ذلك الخطأ القاتل الذي سبق لهم أن وقعوا فيه العام الماضي، وذلك استنادا إلى دعوات بائسات صادرة عن بعض المحسوبين على هذه المعارضة الطائفية وعن ذلك الشخص الأمين العام لجمعية الخمسة الأشخاص.

هذه الدعوات المرتعشات البائسات تهدف إلى اكمال الصورة لما يسمى التحالف السداسي الذي نجحت الوفاق في تنظيمه أيام الأزمة ليكون مجرد واجهة بانورامية للتضليل السياسي والكذب على المجتمعين المحلي والدولي.

وإذا كان الاخوة في المنبر الديمقراطي التقدمي قد انخدعوا في تلك المرة فنرجو ألا ينخدعوا مرة أخرى لأن انخداعهم مرة ثانية سوف يعني هذه المرة لو حصل أن هنالك خللا في الفكر والقيادة على حد سواء.

نتمنى صادقين أن يعزز انتخاب الأخ عبدالنبي سلمان أمينا عاما للدورة المقبلة خلفا للأخ الدكتور حسن مدن الذي انتهت مدته منذ ابريل الماضي وانتخاب الأخ عبدالجليل النعيمي نائبا للأمين العام النزعة الاستقلالية للمنبر الديمقراطي التقدمي الذي يحتاج إلى المحافظة على شخصيته التقدمية والديمقراطية بعيدا عن الانخراط في تحالف مع القوى الرجعية الطائفية المتخلفة على حساب فكره وأيديولوجيته النيرين المستنيرين والمنفتحين، وعلى نهجه العقلاني، تلك القوى التي ورطت البلاد في الأزمة الطاحنة التي عاشتها البحرين العام الماضي، ومازالت تعيش تداعياتها الكارثية وآثارها السلبية في وحدة مكونات المجتمع إلى اليوم، فالمنبر الديمقراطي التقدمي من أقدم التنظيمات السياسية واليسارية في المنطقة فقد حمل منذ بدايته وقبل أن يسمى منبرا ديمقراطيا تقدميا لواء النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهو لذلك ليس في حاجة لكي يبرز جهده وشخصيته ودوره الاجتماعي والسياسي إلى الانخراط في الائتلاف السياسي السداسي الذي أظهرت الأيام انه متورط إلى الأذنين في التآمر على الوطن واستقراره والتخابر مع القوى الأجنبية من أجل الوصول إلى السلطة بأي ثمن، فالمنبر صاحب رؤى وفكر وتاريخ وبإمكانه أن يطور أفكاره واطروحاته السياسية وأن يكون قوة نقدية للسلطة وقوة تسهم في إنارة المعارضة التي تعيش حاليا في ظل ضياع نتيجة من باع أوراق القضية وأصبح مرتهنا للخارج.

لا مستقبل للمنبر الديمقراطي التقدمي كقوة يسارية صغيرة ولكنها فعالة إلا باستقلالها الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي من دون أن يعني ذلك العزلة والانعزال عن الحراك السياسي الوطني، بل بالمشاركة في ذلك وبشكل جدي وفعال بعيدا عن مظلة هذا الائتلاف المشبوه الذي تلطخت سمعته بسبب الارتباط بالخارج والارتباط بأجندات معادية للبحرين واستقرارها وقيادتها التاريخية والشرعية.

إن اليسار الحقيقي في تقديري هو الذي يسعى إلى تطوير فكره في إطار الخصوصية الوطنية، ويكون حريصا على ضمان الاستقرار في المجتمع كعامل أساسي للمحافظة على المكتسبات الوطنية، وليس تقديم المصلحة الأيديولوجية الحزبية التسلطية على المصلحة الوطنية، كذلك أن يعي هذا اليسار انه لا مستقبل للبحرين إلا بالسير على طريق الإصلاح والتطور وهذا مبدأ أساسي يجب ألا نحيد عنه وخصوصا أن الخبرة التاريخية الطويلة للتطور السياسي والاجتماعي في البحرين قد بينت أن النزعات المغامراتية والانقلابية من شأنها أن تؤخر البلد لا تقدمه، بل إن الإصلاح المنشود والحقيقي المفيد للجميع هو الذي يلبي الحاجات الحقيقية لأبناء البحرين في ظل الاستقرار والوحدة الوطنية والمحافظة على الهوية العربية الإسلامية للبلاد، ورفض التدخل الأجنبي مهما كان نوعه، وأن النضال الحقيقي هو النضال من أجل التنمية والتوزيع العادل للثروة وتعزيز مقومات الدولة المدنية وتطوير تجربتنا الديمقراطية، ولا إصلاحا حقيقي يمكن أن ينجز في ظل النزعات الانقلابية والحركات الطائفية المتطرفة المرتبطة بالخارج وفي ظل الانقسام الوطني المدمر للوحدة الاجتماعية.

نأمل من الاخوة في المنبر الديمقراطي ألا ينجروا مجددا إلى إعادة ارتكاب الخطأ السابق نفسه حيث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة