العمال الأجانب
 تاريخ النشر : الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢
أمر غريب أن يتجرد الإنسان من إنسانيته وغريب أن تطغى المادة على عقل وقلب بني البشر، قبل عدة أيام وفي وقت الظهيرة ساعة حرارة الشمس المحرقة شدني ما رأيته، صورة تكررت أمامي كثيرا وأعجب لتكرارها، سيارة نقل تقل مجموعة من العمال الآسيويين ولا تتوافر بهذه العربة أبسط الشروط التي يمكن أن ترد ولو جزءا بسيطا من حرارة الشمس عن هؤلاء العمال.
يا إلهي لقد كانوا متزاحمين في هذه السيارة! كل منهم يجلس على طرف زميله حيث إن السيارة لا تكفي لنصفهم، وأشعة الشمس الحارقة مباشرة على رؤوسهم ولا تكاد تلك القبعات التي احتموا بها أن ترد شيئا منها، ورأيت بعضهم يفرك قطعة من الثلج بين يديه عله يخفف من درجة الحرارة قليلا ثم ليمسح بها وجهه حينا آخر.
أليس هؤلاء من عداد البشر؟ أليس ما يقدمه هؤلاء يسهم في بناء الوطن؟ من المسئول عن هذه الظاهرة؟ لماذا لا يتم توقيف بعض أصحاب الأعمال المتجردين من إنسانيتهم وتتم محاسبتهم؟
قررت أن أقف ضد الفعل الشنيع، فأوقفت تلك الشاحنة وطلبت إلى السائق ألا يفعل ذلك فأجابني بأن هذه المنطقة صحراوية ولا يوجد بها شرطة مرور، ولن يعاقبه أحد، وانه سوف يمارسها فقط في هذه المنطقة لأنه مجبر على نقل هذه الأعداد الكبيرة من العمال.
مجرد سؤال: هل حرارة الشمس في الصحراء أو البراري أقل حرارة؟ وهل السائق محاسب فقط في المدن؟
صالح بن علي
.