الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٥ - الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٨ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

العدل والشئون الإسلامية تقيم احتفالا بمناسبة الإسراء والمعراج

المتحدثون يطالبون بنبذ الفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة والتآلف





دعا وكيل الشئون الإسلامية الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح علماء الأمة ودعاتها ومفكريها وحكمائها إلى دعوة الناس إلى الوحدة والتآلف، بدلاً من دعوات التأزيم والفرقة، كما دعا أبناء البحرين المخلصين العقلاء إلى رفض دعوات الطائفية البغيضة، وعدم الاستجابة لمخططات الأعداء الهادفة إلى تفريق شمل المجتمع.

مشيراً إلى أن المجتمع البحريني أثبت بكل طوائفه أنه على قدر التحدي، وأنه قادر بكل فئاته على صد محاولات زرع الفتنة وبأن مكونات المجتمع التي تآلفت وتآخت عبر تاريخها الطويل، وعاشت قروناً منسجمة مع بعضها قادرة بتوفيق الله تعالى على طي صفحة الأحداث المؤلمة، متجاوزة بذلك كل العقبات من أجل تحقيق وحدة مجتمعية ينعم فيها كل مواطن بخير وطنه وأمن واستقرار مجتمعه.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور المفتاح خلال الحفل السنوي الذي أقامته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج أمس الأول والمقام تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي.

وقال وكيل الشئون الإسلامية: إن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وتاريخ أمتنا المجيد أحد أهم أصول وقواعد بقائنا وعزتنا كأمة صنعت مجداً وحضارة وعلماً وانفتاحاً قل لها النظير، وإننا اليوم وفي مختلف بلدان المسلمين نمر بمنعطفاتٍ خطرة حيث تتعرض الأمة اليوم لأحداث متلاحقة تستوجب وقفة عاقلة ودعوة حكيمةً ملحة لرأب صدعها ولم شملها، ووضع الحلول الناجعة لها، من خلال قراءة السيرة والتاريخ بهدف استلهام الدروس والعبر والعظات، وإن معجزة الإسراء والمعراج تعد أحد أهم محطات التاريخ الإسلامي الذي لا ينبغي تجاهل دروسها لمعالجة قضايانا المعاصرة، ووضع الحلول الناجعة لها.

من جانبه ألقى فضيل الشيخ عدنان القطان كلمة قال فيها: إن رحلة الإسراء والمعراج جاءت لتعلن للبشرية تتويج حبيبنا ورسولنا محمد إماماً لكل الأنبياء، فما أعظمه من تتويج وما أجله من تكريم، فهل نحن حقاً نعظم حبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، كما عظمه وأكرمه وأجلّه المولى سبحانه؟

مشيراً إلى أن هاتين الرحلتين كانتا محطة مهمة في حياة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفي مسيرة دعوته في مكة المكرمة، بعد أن قاسى ما قاسى، وعانى ما عانى من قريش، وقد هيأ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الرحلة، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، وتعويضاً عما أصابه من بلاء وأذى، وليعلمه الله عزوجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض وآذوك، فقد أقبل عليك أهل السماء وأكرموك، وإذا كان هؤلاء الناس قد صدوك وآذوك فإن الله يرحب بك، وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم، فكان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول صلى الله عليه وسلم منه عز وجل، وتهيئة له للمرحلة القادمة.

وأضاف القطان قائلاً: إن حادث الإسراء والمعراج جاء ليضع في أعناق المسلمين في كل الأرض أمانة القدس الشريف، وإن التفريط فيه تفريط في دين الله، وسيسأل الله تعالى المسلمين عن هذه الأمانة إن فرطوا في حقها أو تقاعسوا عن نصرتها وإعادتها.

موضحاً أن رحلة الإسراء والمعراج دعوة للعروج إلى الله بأرواحنا وقلوبنا، ودعوة للإسراء من الظلمة إلى النور، ومن الشك إلى اليقين، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الفرقة والخلاف، إلى لزوم الجماعة والإتلاف، ومن الكبر والعنت، إلى الخضوع والطاعة لله رب العالمين.

كما ألقى سماحة الشيخ محسن العصفور كلمة بهذه المناسبة قال فيها: نحتفي اليوم بهذه المناسبة العظيمة التي تكشف عن بالغ عظيم مقام رسولنا العظيم وعلو درجة نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وعِظم ما ندين به وسمو ما نحتضنه من مبادئ سامية نعجب أن نرى أنفسنا في مفارقة شاسعة معهما، حيث نعيش في عالم يغط في المتناقضات والمفارقات ففي الوقت الذي يعج فيه بالسير الحثيث، وفي سباق مع الزمن للرقي المادي والتطور التكنولوجي، ويتسابق أبناء الدول الشرقية والغربية للاختراع والابتكار والاكتشاف وخدمة البشرية في كل المناحي الحياتية، نجد أنفسنا في أسفل الركب وأنكى وأدهى من ذلك كله بين كماشتي فئات من أشباه البشر، ممن يكفر بكل ذرة من تراب هذا الوطن ويعيث في الأرض الفساد من عصابات الترهيب والتخريب المنتشرة هنا وهناك، تحت مسمى معارضة سياسية طائشة تقودها قيادات معتوهة مفلسة باطلة زائفة لا تفقه شيئاً من أبجديات القيم والدين، ولا تعرف غير لغة التخريب والترهيب والتأجيج والعجيج والضجيج، تؤجج نار الفتنة وتدفع بالمغرر بهم من المهوسين والمغرمين بالظهور الإعلامي في قنوات الفتنة، تلك القنوات التي تستعرض جرائمهم يومياً بالتمجيد والإشادة وتحثهم على ارتكاب المزيد منها والتمادي في غيّهم في مشهد مزري مخزي يتنافى مع أبسط قيم المهنة الإعلامية ناهيك عما يزعمون به من الانتماء الديني والهوية الإسلامية، وبين كماشة التكفيريين الذين أغلقوا الجنة على أنفسهم وحكروها لهم فعقولهم مفخخة بطموح التفجير والتقتيل وألسنتهم منتفخة من كثرة التهويل والعويل والتوعد بالتطبيل والتنكيل.

موضحاً أن حادثة الإسراء والمعراج تحتضن بين دفتيها رسالة عالمية وتمتاز في جوانبها كافة بشمولية التشريعات والمقاصد التي ختمت بها الأديان والشرائع، وما حفلت به من آليات وعوامل التغيير الإيجابي المثالي في المجتمع البشري والارتقاء به إلى حيث التكامل والرقي السلوكي والروحي والمعنوي، وتحقيق أقصى مظاهر السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، وإشاعة مظاهر الرحمة والإنسانية والرأفة والمحبة والوئام والتسامح والتعايش السلمي والخير والرخاء للبشرية جمعاء، ونبذ كل مظاهر التخلف والضياع والتيه والانحطاط والانسلاخ والتفسخ الأخلاقي والسلوكي والانحراف الفكري والمعنوي.

وفيما يتعلق بقوى التأزيم والسلمية الزائفة، قال العصفور: إن السلمية الوهمية الخيالية التي نسجتها قوى المعارضة التأزيمية عبر فبركاتها، وتزعم انها أبهرت العالم وضحكت بها على ذقون المنظمات الدولية ووسائل الإعلام المختلفة، فإنا ندعو جميع من ينتسب إلى تلك المنظمات ليأتوا إلى مملكتنا المتآمر عليها وينظروا إلى وجه تلك المعارضة الكاذبة عن قرب وكثب ويقفوا على حقيقتها وواقعيتها، وما تقوم به من ممارسات جاهلية وغوغائية وبربرية ووحشية في مختلف المناطق في مسيراتهم الليلية التي هي أشبه بحرب العصابات وسيندهشون مما سيرون بأم أعينهم.

مشيراً إلى أن قوى التأزيم المعارضة التي لا تؤمن بالوطن ولا بالشعب دأبت على التفنن في اختلاق الأزمات تلو الأزمات على امتداد أربعة عقود، واختلاق أجواء التوتر، وتسببت في زج الكثير من المغرر بهم في السجون وبرعت في حبك المصائد الخبرية، واستغلت شبكات التواصل الاجتماعي أخيراً أسوأ استغلال وبأقذر الطرق والأساليب لمحاربة كل من لا يتفق معها في خططها الرامية إلى تدمير البلاد من خلال بث أكاذيبها وفبركاتها واختلاق الظلامات والتسبب بالمزيد من الضحايا ونشرها في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.

واستطرد العصفور: ان قيام بعض الرموز الوطنية بالدعوة الى عقد حوار وطني شامل، ما هو إلا دعوة من عقلاء الوطن لجميع الفرقاء من أجل إرجاع من حاد وضل الطريق للعودة إلى أحضان الوطن وليس لتقديم التنازلات لهم على طبق من ذهب، وهو دعوة الى الفئات المنفلتة من عصابات التخريب والترهيب الإرهابية التابعة لقوى التأزيم للعودة إلى منطق الدين والعقل والاحتكام إلى مصالح الوطن العليا، علاوةً على أنه دعوة للجمعيات التأزيمية المعادية للوطن والشعب والمصابة بالعمى السياسي لإعادة إبصار النور وتغليب مصلحة الوطن وحراسة المنجزات والمكتسبات بدل انتهاج التدمير والتخريب، ودعوة قادة الفتنة للتوبة والاعتذار عما اقترفوه من جرائم بحق الوطن والشعب والتحلي بالاتزان والالتزام بأبسط المبادئ السياسية الشريفة البناءة إن كانوا يمتلكون ذرة فهم ووعي وإنسانية وانتماء لدين.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة